اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الثلاثاء 15 شوال 1445 هجرية
????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ???????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????????? ????????? ?????????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

لا اله الا الله

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الثامن
خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
ثم دخلت سنة تسع وخمسين
من توفي فى هذه السنة من الأعيان تتمة
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
أبو هريرة الدوسي رضى الله عنه
وقد اختلف فى اسمه فى الجاهلية والاسلام واسم أبيه على أقوال متعددة وقد بسطنا أكثرها فى كتابنا التكميل وقد بسط ذلك ابن عساكر فى تاريخه والأشهر أن اسمه عبد الرحمن بن صخر وهو من الأزد ثم من دوس ويقال كان اسمه فى الجاهلية عبد شمس وقيل عبدنهم وقيل عبد غنم ويكنى بأبى الأسود فسماه رسول الله ص عبد الله وقيل عبد الرحمن وكناه بأبى هريرة وروى عنه أنه قال وجدت هريرة وحشية فأخذت أولادها فقال لى أبى ما هذه فى حجرك فأخبرته فقال أنت أبو هريرة وثبت فى الصحيح أن رسول الله ص قال له أبا هر وثبت أنه قال له يا أبا هريرة قال محمد بن سعد وابن الكلبى والطبرانى اسم أمه ميمونة بنت صفيح بن الحارث بن أبى صعب بن هبة بن سعد بن ثعلبة أسلمت وماتت مسلمة وروى أبو هريرة عن رسول الله ص الكثير الطيب وكان من حفاظ الصحابة وروى عن أبى بكر وعمر وأبى بن كعب وأسامة بن زيد ونضرة بن ابى نضرة والفضل بن العباس وكعب الأحبار وعائشة أم المؤمنين وحدث عنه خلائق من أهل العلم قد ذكرناهم مرتبين على حروف المعجم فى التكميل كما ذكره شيخنا فى تهذيبه قال البخارى روى عنه نحو من ثمانمائة رجل أو اكثر من أهل العلم من الصحابة والتابعين وغيرهم وقال عمرو بن على الفلاس كان ينزل المدينة وكان إسلامه سنة خيبر قال الواقدى وكان بذى الحليفة له دار وقال غيره كان آدم اللون بعيد ما بين المنكبين ذا طفرتين أقرن الثنتين وقال أبو داود الطيالسى وغير واحد عن أبى خلدة خالد بن دينار عن أبى العالية عن أبى هريرة قال لما أسلمت قال رسول الله ص ممن أنت فقلت من دوس فوضع يده على جبهته وقال ما كنت أرى أن فى دوس رجلا فيه خير وقال الزهرى عن سعيد عن أبى هريرة قال شهدت مع رسول الله ص خيبر وروى عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن
إسماعيل عن قيس قال قال أبو هريرة جئت يوم خيبر بعد ما فرغوا من القتال وقال يعقوب بن سفيان حدثنا سعيد بن أبى مريم ثنا الدراوردى قال حدثنى خيثم عن عراك بن مالك عن أبيه عن أبى هريرة قال خرج رسول الله ص واستحلف على المدينة سباع بن عرفطة قال أبو هريرة وقدمت المدينة فهاجروا فصليت الصبح وراء سباع فقرأ فى السجدة الأولى سورة مريم وفى الثانية ويل للمطففين قال أبو هريرة فقلت فى نفسى ويل لأبى فلان لرجل كان بأرض الأزد وكان له مكيالان مكيال يكيل به لنفسه ومكيال يبخس به الناس وقد ثبت فى صحيح البخارى أنه ضل غلام له فى الليلة التى اجتمع فى صبيحتهاا برسول الله ص وأنه جعل ينشد
يا ليلة من طولها وعنائها * على أنها من دارة الكفر نجت
فلما قدم على رسول الله ص قال له هذا غلامك فقال هو حر لوجه الله عز وجل وقد لزم أبو هريرة رسول الله ص بعد إسلامه فلم يفارقه فى حضر ولا سفر وكان أحرص شىء على سماع الحديث منه وتفقه عنه وكان يلزمه على شبع بطنه وقال أبو هريرة وقد تمخط يوما فى قميص له كتان بخ بخ ابو هريرة يتمخط فى الكتان لقد رأيتنى أخر فيما بين المنبر والحجر من الجوع فيمر المار فيقول به جنون وما بى إلا الجوع والله الذى لا إله إلا هو لقد كنت أعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد أستقرىء أحدهم الآية وأنا أعلم بها منه وما بى إلا أن يستتبعنى إلى منزله فيطعمنى شيئا وذكر حديث اللبن مع أهل الصفة كما قدمناه فى دلائل النبوة وقال الامام أحمد حدثنا عبد الرحمن ثنا عكرمة بن عامر حدثنى أبو كثير وهو يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة السحيمى الأعمى حدثنى أبو هريرة قال والله ما خلق الله مؤمنا يسمع بى ولا يرانى إلا أحبنى قلت وما علمك بذلك يا أبا هريرة قال إن أمى كانت امرأة مشركة وإنى كنت أدعوها إلى الاسلام وكانت تأبى على فدعوتها يوما فأسمعتنى فى رسول الله ص ما أكره فأتيت رسول الله ص وأنا أبكى فقلت يا رسول الله إنى كنت أدعو أمى إلى الاسلام فكانت تأبى على وإنى دعوتها اليوم فأسمعتنى فيك ما أكره فادع الله أن يهدى أبي أ ى هريرة فقال اللهم اهد أم أبى هريرة فخرجت أعدو أبشرها بدعاء رسول الله ص لها فلما أتيت الباب إذا هو مجاف وسمعت خضخضة خشخشة وسمعت خشف رجل يعنى وقعها فقالت يا أبا هريرة كما أنت ثم فتحت الباب وقد لبست درعها وعجلت عن خمارها أن تلبسه وقالت إنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكى من الفرح كما بكيت من الحزن فقلت يا رسول الله أبشر فقد استجاب الله دعاءك قد هدى الله أم أبى هريرة وقلت يا رسول الله ادعو الله أن يحببنى وأمى إلى عبادة المؤمنين فقال
اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما قال أبو هريرة فما خلق الله من مؤمن يسمع بى ولا يرانى أو يرى أمى إلا وهو يحبنى وقد رواه مسلم من حديث عكرمة عن عمار نحوه وهذا الحديث من دلائل النبوة فان أبا هريرة محبب إلى جميع الناس وقد شهر الله ذكره بما قدره أن يكون من روايته من إيراد هذا الخبر عنه على رؤوس الناس فى الجوامع المتعددة فى سائر الأقاليم فى الأنصات يوم الجمعة بين يدى الخطبة والأمام على المنبر وهذا من تقدير الله العزيز العليم ومحبة الناس له رضى الله عنه وقال هشام بن عمار حدثنا سعيد ثنا عبد الحميد بن جعفر عن المقبرى عن سالم مولى النضريين انه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله ص يقول إنما محمد بشر أغضب كما يغضب البشر وإنى قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما رجل من المسليمن آذيته أو شتمته أو جلدته فاجعلها له قربة بها عندك يوم القيامة قال أبو هريرة لقد رفع على رسول الله ص يوما الدرة ليضربنى بها فلأن يكون ضربنى بها أحب إلى من حمر النعم ذلك بأنى أرجو أن أكون مؤمنا وأن يستجاب لرسول الله ص دعوته وقال ابن أبى ذيب عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة قال قلت يا رسول الله إنى أسمع منك حديثا كثيرا فأنساه فقال أبسط رداءك فبسطته ثم قال ضمه فضممته فما نسيت حديثا بعد رواه البخارى وقال الامام أحمد حدثنا سفيان عن الزهرى عن عبد الرحمن الأعرج قال سمعت أبا هريرة يقول إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ص والله الموعد إنى كنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله ص على ملء بطنى وكان المهاجرون يشغلهم الصفق فى الأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فحضرت من رسول الله ص يوما مجلسا فقال من بسط رداءه حتى أقضى مقالتى ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه منى فبسطت بردة على حتى قضى مقالته ثم قبضتها إلى فوالذى نفسى بيده ما نسيت شيئا سمعته منه بعد ذلك وقد رواه ابن وهب عن يونس عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة وله طرق أخر عنه وقد قيل إن هذا كان خاصا بتلك المقالة لم ينس منها شيئا بدليل أنه نسى بعض الأحاديث كما هو مصرح به فى الصحيح حيث نسى حديث لا عدوى ولا طيرة مع حديثه لا يورد ممرض على مصح وقيل إن هذا كان عاما فى تلك المقالة وغيرها والله أعلم وقال الدراوردى عن عمرو بن أبى عمرو عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة أنه قال يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة فقال لقد ظننت يا أبا هريرة أن أحدا لا يسألنى عن هذا الحديث أول منك لما رأيت من حرصك على الناس إن أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قبل نفسه ورواه البخارى من حديث عمرو ابن أبى عمرو به وقال ابن أبى ذيب عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة أنه قال حفظت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته فى الناس واما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم رواه البخارى من حديث ابن أبى ذيب ورواه غير واحد عن أبى هريرة وهذا الوعاء الذى كان لا يتظاهر به هو الفتن والملاحم وما وقع بين الناس من الحروب والقتال وما سيقع التى لو أخبر بها قبل كونها لبادر كثير من الناس إلى تكذيبه وردوا ما أخبر به من الحق كما قال لو أخبرتكم أنكم تقتلون إمامكم وتقتتلون فيما بينكم بالسيوف لما صدقتمونى وقد يتمسك بهذا الحديث طوائف من أهل الأهواء والبدع الباطلة والاعمال الفاسدة ويسندون ذلك إلى هذا الجراب الذى لم يقله أبو هريرة ويعتقدون أن ما هم عليه كان فى هذا الجراب الذى لم يخبر به أبو هريرة وما من مبطل مع تضاد أقوالهم إلا وهو يدعى هذا وكلهم يكذبون فاذا لم يكن أبو هريرة قد أخبر به فمن علمه بعده وإنما كان الذى فيه شىء من الفتن والملاحم كما أخبر بها هو وغيره من الصحابة مما ذكرناه ومما سنذكره فى كتاب الفتن والملاحم وقال حماد بن زيد حدثنا عمرو بن عبيد الأنصارى ثنا أبو لزعيزعة كاتب مروان بن الحكم أن مروان دعا أبا هريرة واقعده خلف السرير وجعل مروان يسأل وجعلت أكتب عنه حتى إذا كان عند رأس الحول دعا به وأقعده من وراء الحجاب فجعل يسأله عن ذلك الكتاب فما زاد ولا نقص ولا قدم ولا أخر وروى أبو بكر بن عياش وغيره عن الأعمش عن أبى صالح قال كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب رسول الله ص ولم يكن بأفضلهم وقال الربيع قال الشافعى أبو هريرة أحفظ من روى الحديث فى دهره وقال أبو القاسم البغوى حدثنا أبو خيثمة ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال تواعد الناس ليلة من اللياليى إلى قبة من قباب معاوية فاجتمعوا فيها فقام أبو هريرة فحدثهم عن رسول الله ص حتى أصبح وقال سفيان بن عيينة عن معمر عن وهب بن منبه عن أخيه همام بن منبه قال سمعت أبا هريرة يقول ما من أحد من أصحاب رسول الله ص أكثر حديثا عنه منى إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فانه كان يكتب ولا أكتب وقال أبو زرعة الدمشقى حدثنى محمد بن زرعة الرعينى ثنا مروان بن محمد ثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبد الله عن السائب بن يزيد قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبى هريرة لتتركن الحديث عن رسول الله ص ولألحقنك بأرض دوس وقال لكعب الأحبار لتتركن الحديث عن الأول أو لألحقنك بأرض القردة قال أبو زرعة وسمعت أبا مسهر يذكره عن سعيد بن عبد العزيز نحوا منه ولم يسنده وهذا محمول من عمر على أنه خشى من الأحاديث التى قد تضعها الناس على غير مواضعها وأنهم يتكلمون على ما فيها من أحاديث الرخص وأن الرجل إذا اكثر من الحديث ربما وقع فى أحاديثه بعض الغلط أو الخطأ فيحملها الناس عنه أو نحو ذلك وقد جاء أن عمر أذن بعد ذلك فى التحديث فقال مسدد
حدثنا خالد الطحان ثنا يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبى هريرة قال بلغ عمر حديثى فأرسل إلى فقال كنت معنا يوم كنا مع رسول الله ص فى بيت فلان قال قلت نعم وقد علمت لم تسألنى عن ذلك قال ولم سألتك قلت إن رسول الله ص قال يومئذ من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قال أما إذا فاذهب فحدث وقال الامام أحمد حدثنا عفان ثنا عبد الواحد يعنى ابن زياد ثنا عاصم بن كليب حدثنى أبى قال سمعت أبا هريرة يقول وكان يبتدىء حديثه بأن يقول قال رسول الله ص الصادق المصدوق من كذب على عامدا فليتبوأ مقعده من النار وروى مثله من وجه آخر عنه وقال ابن وهب حدثنى يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان أن أبا هريرة كان يقول إنى لاحدث أحاديث لو تكلمت بها فى زمان عمر أو عند عمر لشج رأسى وقال صالح بن أبى الاخضر عن الزهرى عن أبى سلمة سمعت أبا هريرة يقول ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله ص حتى قبض عمر وقال محمد بن يحيى الذهلى ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى قال قال عمر أقلوا الرواية عن رسول الله ص إلا فيما يعمل به قال ثم يقول أبو هريرة أفكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حى أما والله إذا لأيقنت أن المحففة ستباشر ظهرى فان عمر كان يقول اشتغلوا بالقرآن كلام الله ولهذا لما بعث أبا موسى إلى العراق قال له إنك تأتى قوما لهم فى مساجدهم دوى بالقرآن كدوى النحل فدعهم على ما هم عليه ولا تشغلهم بالأحاديث وأنا شريكك فى ذلك هذا معروف عن عمر رضى الله عنه وقال الامام أحمد حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر أنه مر بأبى هريرة وهو يحدث عن النبى ص أنه قال من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط فان شهد دفنها فله قيرطان القيراط أعظم من أحد فقال له ابن عمر أبا هر انظر ما تحدث عن رسول الله ص فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق به إلى عائشة فقال لها يا أم المؤمنين أنشدك بالله أسمعت رسول الله ص يقول من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط فان شهد دفنها فله قيراطان فقال اللهم نعم فقال أبو هريرة إنه لم يكن يشغلنى عن رسول الله ص غرس بالوادى وصفق بالأسواق إنى إنما كنت أطلب من رسول الله ص كلمة يعلمنيها أو أكلة يطعمنيها فقال له ابن عمر أنت يا أبا هر كنت ألزمنا رسول الله ص وأعلمنا بحديثه وقال الواقدى حدثنى عبد الله بن نافع عن أبيه قال كنت مع ابن عمر فى جنازة أبى هريرة وهو يمشى أمامها ويكثر الترحم عليه ويقول كان ممن يحفظ حديث رسول الله ص على المسلمين وقد روى أن عائشة تأولت أحاديث كثيرة من أن أبى هريرة ووهمته فى بعضها وفى الصحيح أنها عابت عليه سرد الحديث أى الاكثار منه فى
الساعة الواحدة وقال أبو القاسم البغوى حدثنا بشر بن الوليد الكندى ثنا إسحاق بن سعد عن سعيد أن عائشة قالت لأبى هريرة أكثرت الحديث عن رسول الله ص يا أبا هريرة قال إنى والله ما كانت تشغلنى عنه المكحلة والخضاب ولكن أرى ذلك شغلك عما استكثرت من حديثى قالت لعله وقال أبو يعلى حدثنا إبراهيم الشامى ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبى رافع أن رجلا من قريش أتى أبا هريرة فى حلة وهو يتبختر فيها فقال يا أبا هريرة إنك تكثر الحديث عن رسول الله ص فهل سمعته يقول فى حلتى هذه شيئا قال والله إنكم لتؤذوننا ولولا ما أخذ الله على أهل الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه ما حدثتكم بشىء سمعت أبا القاسم ص يقول إن رجلا ممن كان قبلكم بينما هو يتبختر فى حلة إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها حتى تقوم الساعة فوالله ما أدرى لعله كان من قومك أومن رهطك شك أبو يعلى وقال محمد بن سعد حدثنا محمد بن عمر حدثنى كثير بن زيد عن الوليد بن رباح قال سمعت أبا هريرة يقول لمروان والله ما أنت بوال وإن الوالى لغيرك فدعه يعنى حين أرادوا يدفنون الحسن مع رسول الله ص ولكنك تدخل فيما لايعنيك إنما تريد بهذا إرضاء من هو غائب عنك يعنى معاوية قال فأقبل عليه مروان مغضبا فقال يا أبا هريرة إن الناس قد قالوا إنك أكثرت على رسول الله ص الحديث وإنما قدمت قبل وفاة النبى ص بيسير فقال أبو هريرة نعم قدمت ورسول الله ص بخيبر سنة سبع وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات وأقمت معه حتى توفى أدور معه فى بيوت نسائه وأخدمه وأنا والله يومئذ مقل وأصلى خلفه وأحج وأغزو معه فكنت والله أعلم الناس بحديثه قد والله سبقنى قوم بصحبته والهجرة إليه من قريش والأنصار وكانوا يعرفون لزومى له فيسألونى عن حديثه منهم عمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير فلا والله ما يخفى على كل حديث كان بالمدينة وكل من أحب الله ورسوله وكل من كانت له عند رسول الله ص منزلة وكل صاحب له وكان أبو بكر صاحبه فى الغار وغيره وقد أخرجه رسول الله ص أن يساكنه يعرض بأبى مروان الحكم بن العاص ثم قال أبو هريرة ليسألنى أبو عبد الملك عن هذا وأشباهه فانه يجد عندى منه علما جما ومقالا قال فوالله ما زال مروان يقصر عن أبى هريرة ويتقيه بعد ذلك ويخافه ويخاف جوابه وفى رواية أن أبا هريرة قال لمروان إنى أسلمت وهاجرت اختيارا وطوعا واحببت رسول الله ص حبا شديدا وأنتم أهل الدار وموضع الدعوة أخرجتم الداعى من أرضه وآذيتموه وأصحابه وتأخر إسلامكم عن إسلامى إلى الوقت المركوه إليكم فندم مروان على كلامه له واتقاه وقال ابن أبى خيثمة حدثنا هارون بن معروف ثنا محمد بن سلمة ثنا محمد بن إسحاق عن
عمر أو عثمان بن عروة عن أبيه يعنى عروة بن الزبير بن العوام قال قال لى أبي الزبير ادننى من هذا اليمانى يعنى أبا هريرة فانه يكثر الحديث عن رسول الله ص قال فأدنيته منه فجعل أبو هريرة يحدث وجعل الزبير يقول صدق كذب صدق كذب قال قلت يا أبة ما قولك صدق كذب قال يا بنى أما أن يكون سمع هذه الأحاديث من رسول الله ص فلا أشك ولكن منها ما يضعه على مواضعه ومنها ما وضعه على غير مواضعه وقال على بن المدينى عن وهب بن جرير عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبى اليسر بن أبى عامر قال كنت عند طلحة بن عبيد الله إذ دخل رجل فقال يا ابا محمد والله ما ندرى هذا اليمانى أعلم برسول الله ص منكم أم يقول على رسول الله ص ما لم يسمع أو ما لم يقل فقال طلحة والله ما نشك أنه قد سمع من رسول الله ص ما لم نسمع وعلم ما لم نعلم إنا كنا قوما أغنياء لنا بيوتات وأهلون وكنا نأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفى النهار ثم نرجع وكان هو مسكينا لا مال له ولا أهل وإنما كانت يده مع رسول الله ص وكان يدور معه حيث دار فما نشك أنه قد علم ما لم نعلم وسمع ما لم نسمع وقد رواه الترمذى بنحوه وقال شعبة عن أشعث بن سليم عن أبيه قال سمعت أبا أيوب يحدث عن أبى هريرة فقيل له أنت صاحب رسول الله ص وتحدث عن أبى هريرة فقال إن أبا هريرة قد سمع ما لم نسمع وإنى إن أحدث عنه أحب إلى من أن أحدث عن رسول الله ص يعنى ما لم أسمعه منه وقال مسلم بن الحجاج حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى ثنا مروان الدمشقى عن الليث بن سعد حدثنى بكير بن الأشج قال قال لنا بشر بن سعيد اتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله لقد رأيتنا تجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله ص ويحدثنا عن كعب الأحبار ثم يقوم فأسمع بعض ما كان معنا يجعل حديث رسول الله ص عن كعب وحديث كعب عن رسول الله ص وفى رواية يجعل ما قاله كعب عن رسول الله وما قاله رسول الله عن كعب فاتقوا الله وتحفظوا فى الحديث وقال يزيد بن هارون سمعت شعبة يقول أبو هريرة كان يدلس أى يروى ما سمعه من كعب وما سمعه من رسول الله ص ولا يميز هذا من هذا ذكره ابن عساكر وكان شعبة يشير بهذا إلى حديثه من أصبح جنبا فلا صيام له فانه لما حوقق عليه قال أخبرنيه مخبر ولم أسمعه من رسول الله ص وقال شريك عن مغيرة عن إبراهيم قال كان أصحابنا يدعون من حديث أبى هريرة وروى الأعمش عن إبراهيم قال ما كانوا يأخذون بكل حديث أبى هريرة وقال الثورى عن منصور عن إبراهيم قال كانوا يرون فى أحاديث أبى هريرة شيئا وما كانوا يأخذون بكل حديث أبى هريرة إلا ما كان من حديث صفة جنة أو نار أو حث على عمل صالح أو نهى عن شرجاء القرآن به وقد انتصر ابن عساكر لأبى هريرة ورد هذا الذى قاله إبراهيم
النخعى وقد قال ما قاله إبراهيم طائفة من الكوفيين والجمهور على خلافهم
وقد كان أبو هريرة من الصدق والحفظ والديانة والعبادة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم قال حماد بن زيد عن عباس الجريرى عن أبى عثمان النهدى قال كان أبو هريرة يقوم ثلث الليل وامرأته ثلثه وابنته ثلثه يقوم هذا ثم يوقظ هذا ثم يوقظ وهذا وفى الصحيحين عنه أنه قال أوصا خليلى ص بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتى الضحى وأن أوتر قبل أن أنام وقال ابن جريج عمن حدثه قال قال أبو هريرة إنى أجزىء الليل ثلاثة أجزاء فجزءا لقراءة القرآن وجزءا أنام فيه وجزءا أتذكر فيه حديث رسول الله ص وقال محمد بن سعد ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا إسحاق بن عثمان القرشى ثنا أبو أيوب قال كان لأبى هريرة مسجد فى مخدعه ومسجد فى بيته ومسجد فى حجرته ومسجد على باب داره إذا خرج صلى فيها جميعها وذا دخل صلى فيها جميعا وقال عكرمة كان أبو هريرة يسبح كل ليلة ثنتى عشرة ألف تسبيحة يقول أسبح على قدر ديتى وقال هشيم عن يعلى بن عطاء عن ميمون بن أبى ميسرة قال كانت لأبى هريرة صيحتان فى كل يوم أول النهار صيحة يقول ذهب الليل وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار وإذا كان العشي يقول ذهب النهار وجاء الليل وعرض ىل فرعون على النار فلا يسمع أحد صوته إلا استعاذ بالله من النار وقال عبد الله بن المبارك حدثنا موسى بن عبيدة عن زياد بن ثوبان عن أبى هريرة قال لا تغبطن فاجرا بنعمة فإن من ورائه طالبا حثيثا طلبه جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا وقال ابن لهيعة عن أبى يونس عن أبى هريرة أنه صلى بالناس يوما فلما سلم رفع صوته فقال الحمد لله الذى جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما بعدما كان أجيرا لابنة غزوان على شبع بطنه وحمولة رجله وقال إبراهيم بن إسحاق الحربى ثنا عفان ثنا سليم بن حيان قال سمعت أبى يحدث عن أبى هريرة قال نشأت يتيما وهاجرت مسكينا وكنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطنى وعقبة رجلى أحد بهم إذا ركبوا وأحتطب إذا نزلوا فالحمد لله الذى جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما ثم يقول والله يا أهل الاسلام إن كانت إجارتى معهم إلا على كسرة يابسة وعقبة فى ليلة غبراء مظلمة ثم زوجنيها الله فكنت أركب إذا ركبوا واخدم إذا خدموا وأنزل إذا نزلوا وقال إبراهيم بن يعقوب الجورجانى حدثنا الحجاج بن نصر ثنا هلال ابن عبد الرحمن الحنفى عن عطاء بن أبى ميمونة عن أبى سلمة قال قال أبو هريرة وأبو ذر باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوعا وباب نعلمه عملنا به أو لم نعمل به أحب إلينا من مائة ركعة تطوعا وقالا سمعنا رسول الله ص يقول إذا جاء طالب العلم الموت وهو على هذه الحال
مات وهو شهيد وهذا حديث غريب من هذا الوجه وروى غير واحد عن أبى هريرة أنه كان يتعوذ فى سجوده أن يزنى أو يسرق أو يكفر أو يعمل كبيرة فقيل له أتخاف ذلك فقال ما يؤمننى وإبليس حى ومصرف القلوب يصرفها كيف يشاء وقالت له ابنته يا أبة إن البنات يعيرننى يقلن لم لا يحليك أبوك بالذهب فقال يا بنية قولى لهن إن أبى يخشى على حر اللهب وقال أبو هريرة أتيت عمر بن الخطاب فقمت له وهو يسبح بعد الصلاة فانتظرته فلما انصرف دنوت منه فقلت اقرئنى آيات من كتاب الله قال وما أريد إلا الطعام قال فأقرأنى آيات من سورة آل عمران فلما بلغ أهله دخل وتركنى على الباب فقلت ينزع ثيابه ثم أمر لى بطعام فلم أر شيئا فلما طال على قمت فمشيت فاستقبلنى رسول الله ص فكلمنى فقال يا ابا هريرة إن خلوف فمك الليلة لشديد فقلت أجل يا رسول الله لقد ظللت صائما وما أفطرت بعد وما أجد ما أفطر عليه قال فانطلق فانطلقت معه حتى أتى بيته فدعا جارية له سوداء فقال إيتنا بتلك القصعة فأتينا بقصعة فيها وضر من طعام أراه شعيرا قد أكل وبقى فى جوانبها بعضة وهو يسير فسميت وجعلت اتتبعه فأكلت حتى شبعت وقال الطبرانى ثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين أن أبا هريرة قال لابنته لا تلبسى الذهب فانى أخشى عليك حر اللهب وقد روى هذا عن أبى هريرة من طرق وقال الأمام أحمد حدثنا حجاج ثنا شعبة عن سماك بن حرب عن أبى الربيع عن أبى هريرة أنه قال إن هذه الكناسة مهلكة دنياكم وآخرتكم يعنى الشهوات وما يأكلونه وروى الطبرانى عن ابن سيرين عن أبى هريرة أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له فقال أتكره العمل وقد عمل من هو خير منك أو قال قد طلبه من هو خير منك قال من قال يوسف عليه السلام فقال أبو هريرة يوسف نبى ابن نبى وأنا أبو هريرة بن أميمة فأخشى ثلاثا أو اثنتين فقال عمر أفلا قلت خمسا قال أخشى أن أقول بغير علم وأقضى بغير حلم وأن يضرب ظهرى وينتزع مالى ويشتم عرضى وقال سعيد بن أبى هند عن أبى هريرة أن رسول الله ص قال له لا تسألنى من هذه الغنائم التى سألنى أصحابك فقلت أسألك أن تعلمنى مما علمك الله قال فنزع نمرة على ظهرى فبسطها بينى وبينه حتى كأنى إلى القمل يدب عليها فحدثنى حتى إذا استوعب حديثه قال اجمعها إليك فصرها فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثنى وقال أبو عثمان النهدى قلت لأبى هريرة كيف تصوم قال أصوم أول الشهر ثلاثا فان حدث بى حدث كان لى أجر شهرى وقال حماد بن سلمة عن ثابت عن أبى عثمان النهدى أن أبا هريرة كان فى سفر ومعه قوم فلما نزلوا وضعوا السفرة وبعثوا إليه ليأكل معهم فقال إنى صائم فلما كادوا أن يفرغوا من أكلهم جاء فجعل
يأكل فجعل القوم ينظرون إلى رسولهم الذى أرسلوه إليه فقال لهم أراكم تنظرون إلى قد والله أخبرنى أنه صائم فقال أبو هريرة صدق إنى سمعت رسول الله ص يقول صوم شهر صوم الصبر وصوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر وقد صمت ثلاثة أيام من أول الشهر فأنا مفطر فى تخفيف الله صائم فى تضعيف الله عز وجل وروى الامام أحمد حدثنا عبد الملك بن عمرو ثنا إسماعيل عن أبى المتوكل عن أبى هريرة أنه كان هو وأصحاب له إذا صاموا يجلسون فى المسجد وقالوا نظهر صيامنا وقال الامام أحمد حدثنا أبو عبيدة الحداد حدثنا عثمان الشحام أبو سلمة ثنا فرقد السبخى قال كان أبو هريرة يطوف بالبيت وهو يقول ويل لى من بطنى إن أشبعته كهظنى وإن أجعته أضعفنى وروى الامام أحمد عن عكرمة قال قال أبو هريرة إنى لأستغفر الله عز وجل وأتوب إليه كل يوم اثنتى عشرة ألف مرة وذلك على قدر ديتى وروى عبد الله بن أحمد عن أبى هريرة أنه كان له خيط فيه اثنا عشر ألف عقدة يسبح به قبل أن ينام وفى رواية ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به وهو أصح من الذى قبله ولما حضره الموت بكى فقيل له ما يبكيك فقال ما أبكى على دنياكم هذه ولكن أبكى على بعد سفرى وقلة زادى وإنى أصبحت فى صعود ومهبط على جنة ونار لا أدرى إلى أيهما يؤخذ بى وروى قتيبة بن سعيد ثنا الفرج بن فضالة عن أبى سعيد عن أبى هريرة قال إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم وروى الطبرانى عن معمر قال بلغنى عن أبى هريرة أنه كان إذا مر به جنازة قال روحوا فانا غادون أو اغدوا فانا رائحون موعظة بليغة وعقلة سريعة يذهب الأول ويبقى الآخر لا عقل له وقال الحافظ أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنى أبو بكر ليث بن خالد البجلى ثنا عبد المؤمن بن عبد الله السدوسى قال سمعت أبا يزيد المدينى يقول قام أبو هريرة على منبر رسول الله ص دون مقام رسول الله ص بعتبة فقال ويل للعرب من شر قد اقترب ويل لهم من إمارة الصبيان يحكمون فيهم بالهوى ويقتلون بالغضب وقال الامام أحمد حدثنا على بن ثابت عن أسامة ابن زيد عن أبى زياد مولى ابن عباس عن أبى هريرة قال كانت لى خمس عشرة ثمرة فأفطرت على خمس وتسحرت بخمس وأبقيت خمسا لفطرى وقال أحمد حدثنا عبد الملك بن عمرو ثنا إسماعيل يعنى العبدى عن أبى المتوكل أن أبا هريرة كانت لهم زنجية قد غمتهم بعملها فرفع عليها يوما السوط ثم قال لولا القصاص يوم القيامة لأغشينك به ولكن سأبيعك ممن يوفينى ثمنك أجوج ما أكون إليه اذهبى فأنت حرة لله عز وجل وروى حماد بن سلمة عن أيوب عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة أن أبا هريرة مرض فدخلت عليه أعوده فقلت اللهم اشف أبا هريرة فقال اللهم لا ترجعها ثم قال يا أبا سلمة يوشك أن يأتى على الناس زمان يكون الموت أحب
إلى أحدهم من الذهب الأحمر وروى عطاء عن أبى هريرة قال إذا رأيتم ستا فان كانت نفس أحدكم فى يده فليرسلها فلذلك أتمنى الموت أخاف أن تدركنى إذا أمرت السفهاء وبيع الحكم وتهون بالدم وقطعت الأرحام وكثرت الجلاوزة ونشأ نشو يتخذون القرآن مزامير وقال ابن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن يزيد بن زياد القرظى أن ثعلبة بن أبى مالك القرظى حدثه أن أبا هريرة أقبل فى السوق يحمل حزمتى حطب وهو يومئذ أمير لمروان بن الحكم فقال أوسع الطريق للأمير يا ابن أبى مالك فقلت يرحمك الله يكفى هذا فقال اوسع الطريق للأمير والحزمة عليه
وله فضائل ومناقب كثيرة وكلام حسن ومواعظ جمة أسلم كما قدمنا عام خيبر فلزم رسول الله ص ولم يفارقه إلا حين بعثه مع العلاء بن الحضرمى إلى البحرين ووصاه به فجعله العلاء مؤذنا بين يديه وقال له أبو هريرة لا تسبقنى بآمين أيها الأمير وقد استعمله عمر بن الخطاب عليها فى أيام إمارته وقاسمه مع جملة العمال قال عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين فقدم بعشرة الاف فقال له عمر استأثرت بهذه الأموال أى عدو الله وعدو كتابه فقال أبو هريرة لست بعدو الله ولا عدو كتابه ولكن عدو من عاداهما فقال فمن أين هى لك قال خيل نتجت وغلة ورقيق لى وأعطية تتابعت على فنظروا فوجدوه كما قال فلما كان بعد ذلك دعاه عمر ليستعمله فأبى أن يعمل له فقال له تكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك طلبه يوسف عليه السلام فقال إن يوسف نبى ابن نبى ابن نبى ابن نبى وأنا أبو هريرة بن أمية وأخشى ثلاثا واثنين قال عمر فهلا قلت خمسة قال أخشى أن أقول بغير علم وأقضى بغير حلم أو يضرب ظهرى وينزع مالى ويشتم عرضى وذكر غيره أن عمر غرمه فى العمالة الأولى اثنى عشر ألفا فلهذا امتنع فى الثانية وقال عبد الرزاق عن عمر عن محمد بن زياد قال كان معاوية يبعث أبا هريرة على المدينة فاذا غضب عليه عزله وولى مروان بن الحكم فاذا جاء أبو هريرة إلى مروان حجبه عنه فعزل مروان ورجع أبو هريرة فقال لمولاه من جاءك فلا ترده واحجب مروان فلما جاء مروان دفع الغلام فى صدره فما دخل إلا بعد جهد جهيد فلما دخل قال إن الغلام حجبنا عنك فقال له أبو هريرة إنك أحق الناس أن لا تغضب من ذلك والمعروف أن مروان هو الذى كان يستنيب أبا هريرة فى إمرة المدينة ولكن كان يكون عن إذن معاوية فى ذلك والله أعلم وقال حماد بن سلمة عن ثابت عن أبى رافع كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة فيركب الحمار ويلقى الرجل فيقول الطريق قد جاء الأمير يعنى نفسه وكان يمر بالصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الأعراب وهو أمير فلا يشعرون إلا وقد ألقى نفسه بينهم ويضرب برجليه
كأنه مجنون يريد أن يضحكهم فيفزغ الصبيان منه ويفرون عنه ههنا وههنا يتضاحكون قال أبو رافع وربما دعانى أبو هريرة إلى عشائه بالليل فيقول دع العراق للأمير يعنى قطع اللحم قال فانظر فإذا هو ثريد بالزيت وقال ابن وهب حدثنى عمرو بن الحارث عن يزيد بن زياد القرظى أن ثعلبة بن أبى مالك حدثه أن أبا هريرة أقبل فى السوق يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة مروان فقال أوسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك فقلت أصلحك الله تلقى هذا فقال أوسع الطريق للأمير والحزمة عليه وقد تقدم هذا وروى نحوه من غير وجه وقال أبو الزعيزعة كاتب مروان بعث مروان إلى أبى هريرة بمائة دينار فلما كان الغد بعث إليه إنى غلطت ولم أردك بها وإنى إنما أردت غيرك فقال أبو هريرة قد أخرجتها فاذا خرج عطائى فخذها منه وكان قد تصدق بها وإنما أراد مروان اختباره وقال الامام أحمد حدثنا عبد الأعلا بن عبد الجبار ثنا حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال كان معاوية إذا أعطى أبا هريرة سكت وإذا أمسك عنه تكلم وروى غير واحد عن أبى هريرة أنه جاءه شاب فقال يا أبا هريرة إنى أصبحت صائما فدخلت على أبى فجاءنى بخبز ولحم فأكلت ناسيا فقال طعمة أطعمكها الله لا عليك قال ثم دخلت دارا لأهلى فجىء بلبن لقحة ؟ فشربته ناسيا قال لا عليك قال ثم نمت فاستيقظت فشربت ماء وفى رواية وجامعت ناسيا فقال أبو هريرة إنك يا ابن أخى لم تعتد الصيام وقال غير واحد كان أبو هريرة إذا رأى الجنازة قال روحوا فانا غادون أو اغدوا فانا رائحون وروى غير واحد أنه لما حضرته الوفاة بكى فقيل ما يبكيك قال على قلة الزاد وشدة المفازة وأنا على عقبة هبوط إما إلى الجنة أو إلى نار فما أدرى إلى أيهما أصير وقال مالك عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى قال دخل مروان على أبى هريرة فى مرضه الذى مات فيه فقال شفاك الله يا أبا هريرة فقال أبو هريرة اللهم إنى أحب لقاءك فأحب لقائى قال فما بلغ مروان أصحاب القطن حتى مات أبو هريرة وقال يعقوب ابن سفيان عن دحيم عن الوليد بن جابر عن عمير بن هانىء قال قال أبو هريرة اللهم لا تدركنى سنة ستين قال فتوفى فيها أو قبلها بسنة وهكذا قال الواقدى إنه توفى سنة تسع وخمسين عن ثمان وسبعين سنة قال الواقدى وهو الذى صلى على عائشة فى رمضان وعلى أم سلمة فى شوال سنة تسع وخمسين ثم توفى أبو هريرة بعدهما فيها كذا قال والصواب أن أم سلمة تأخرت بعد أبى هريرة وقد قال غير واحد إنه توفى سنة تسع وخمسين وقيل ثمان وقيل سبع وخمسين والمشهور تسع وخمسين قالوا وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبى سفيان نائب المدينة وفى القوم ابن عمر وأبو سعيد وخلق من الصحابة وغيرهم وكان ذلك عند صلاة العصر وكانت وفاته فى داره بالعقيق
فحمل إلى المدينة فصلى عليه ثم دفن بالبقيع رحمه الله ورضى عنه وكتب الوليد بن عتبة إلى معاوية بوفاة أبى هريرة فكتب إليه معاوية أن انظر ورثته فأحسن إليهم واصرف إليهم عشرة آلاف درهم واحسن جوارهم واعمل إليهم معروفا فانه كان ممن نصر عثمان وكان معه فى الدار رحمهما الله تعالى

عدد المشاهدات *:
305948
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : من توفي فى هذه السنة من الأعيان تتمة
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  من توفي فى هذه السنة من الأعيان تتمة لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1