اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم السبت 12 شوال 1445 هجرية
? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ????????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ??????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? ? ????? ?????? ????? ?????? ???? ????????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ????????????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

ما دام

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الثامن
خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
ثم دخلت سنة تسع وخمسين
من توفي فى هذه السنة من الأعيان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
قال ابن الجوزى توفى فيها أسامة بن زيد والصحيح قبلها كما تقدم

الحطيئة الشاعر
واسمه جرول بن مالك بن جرول بن مالك بن جوية بن مخزوم بن مالك بن قطيعة بن عيسى ابن مليكة الشاعر الملقب بالحطيئة لقصره أدرك الجاهلية وأسلم فى زمن الصديق وكان كثير الهجاء حتى يقال إنه هجا أباه وأمه وخاله وعمه ونفسه وعرسه فمما قال فى أمه قوله
تنحى فاقعدى عنى بعيدا * أراح الله منك العالمينا
أغربالا إذا استودعت سرا * وكانونا على المتحدثينا
جزاك الله شرا من عجوز * ولقاك العقوق من البنينا
وقال فى أبيه وعمه وخاله * لحاك الله ثم لحاك حقا
أبا ولحاك من عم وخال
فنعم الشيخ أنت لدى المخازى * وبئس الشيخ أنت لدى المعالي
ومما قال فى نفسه بذمها * أبت شفتاى اليوم أن تتكلما
بشر فما أدرى لمن انا قائله
أرى لى وجها شوه الله خلقه * فقبح من وجه وقبح حامله
وقد شكاه الناس إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فأحضره وحبسه وكان سبب ذلك أن الزبرقان ابن بدر شكاه لعمر أنه قال له يهجوه
دع المكارم لا نرحل لبغيتها * واقعد فانك أنت الطاعم الكاسى
فقال له عمر وا أراه هجاك أما ترضى أن تكون طاعما كاسيا فقال يا أمير المؤمنين إنه لا يكون هجاء أشد من هذا فبعث عمر إلى حسان بن ثابت فسأله عن ذلك فقال يا امير المؤمنين ما هجاه ولكن سلح عليه فعند ذلك حبسه عمر وقال يا خبيث لأشغلنك عن أعراض المسلمين ثم شفع فيه عمرو بن العاص فأخرجه واخذ عليه العهد أن لا يهجو الناس واستنابه ويقال إنه أراد أن يقطع لسانه فشفعوا فيه حتى أطلقه وقال الزبير بن بكار حدثنى محمد بن الضحاك بن عثمان الحرامى عن عبد الله بن مصعب حدثنى عن ربيعة بن عثمان عن زيد بن أسلم عن أبيه قال أمر عمر باخراج الحطيئة من الحبس وقد كلمه فيه عمرو بن العاص وغيره فأخرج وانا حاضر فأنشأ يقول
ماذا تقول لافراخ بذى مرح * زعب الحواصل لا ماء ولا شجر
غادرت كاسبهم فى قعر مظلمة * فارحم هداك مليك الناس يا عمر

القرشى الهاشمى ابن عم النبى ص وكان أصغر من أخيه عبد الله بسنة وأمها أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية وكان عبيد الله كريما جميلا وسيما يشبه أباه فى الجمال روينا أن رسول الله ص كان يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا صفا ويقول من سبق إلى فله كذا فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم وقد استنابه على بن أبى طالب فى ايام خلافته على اليمن وحج بالناس سنة ست وثلاثين وسنة سبع وثلاثين فلما كان سنة ثمان وثلاثين اختلف هو ويزيد بن سمرة الرهاوى الذى قدم على الحج من جهة معاوية ثم اصطلحا على شيبة بن عثمان الحجبى فأقام للناس الحج عامئذ ثم لما صارت الشوكة لمعاوية تسلط على عبيد الله بسر بن أبى أرطاه فقتل له ولدين وجرت أمور باليمن قد ذكرنا بعضها وكان يقدم هو واخوه عبد الله المدينة فيوسعهم عبد الله علما ويوسعهم عبيد الله كرما وقد روى أنه نزل فى مسير له مع مولى له على خيمة رجل من الأعراب فلما رآه الأعرابى أعظمه واجله ورأى حسنه وشكله فقال لامرأته ويحك ماذا عندك لضيفنا هذا فقالت ليس عندنا إلا هذه الشويهة التى حياة ابنتك من لبنها
أنت الامام الذى من بعد صاحبه ألقى إليك مقاليد النهى البشر
لم يؤثروك بها إذ قدموك لها * لكن لأنفسهم كانت بك الأثر
فامنن على صبية بالرمل مسكنهم * بين الأباطح يغشاهم بها القدر
ثم هيأها طعاما فوضعها بين يدى عبيد الله ومولاه فعشاهما وكان عبيد الله قد سمع محاورته لامرأته فى الشاة فلما أراد الارتحال قال لمولاه ويلك ماذا معك من المال فقال معى خمسمائة دينار فضلت من نفقتك فقال ادفعها إلى الأعرابى فقال سبحان الله تعطيه خمسمائة دينار وإنما ذبح لك شاة واحدة تساوى خمسة دراهم فقال ويحك والله لهو أسخى من واجود لانا إنما أعطيناه بعض ما نملك وجاد هو علينا بجميع ما يملك وآثرنا على مهجة نفسه وولده فبلغ ذلك معاوية فقال لله در عبيد الله من أى بيضة خرج ومن أى شىء درج قال خليفة بن خياط توفى سنة ثمان وخمسين وقال غيره توفى فى أيام يزيد بن معاوية قال أبو عبيد القاسم بن سلام توفى فى سنة سبع وثمانين وكانت وفاته بالمدينة وقيل باليمن وله حديث واحد قال أحمد ثنا هشيم ثنا يحيى بن إسحاق عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عباس قال جاءت العميصا أو الرميصا إلى رسول الله ص تشكو زوجها تزعم أنه لا يصل إليها فما كان إلا يسيرا حتى جاء زوجها فزعم أنها كاذبة وأنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول فقال رسول الله ص ليس لك ذلك حتى يذوق عسيلتك رجل غيره واخرجه النسائى عن على بن حجرة عن هشيم به وممن توفى فيها
نفسى فداؤك كم بينى وبينهم من عرض وادية يعمى بها الخبر
قال فلما قال الحطيئة ماذا تقول الافراخ بذى مرح بكى عمر فقال عمرو بن العاص ما أظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء أعدل من رجل يبكى على تركه الحطيئة ثم ذكروا أنه أراد قطع لسان الحطيئة لئلا يهجو به الناس فأجلسه على كرسى وجىء بالموسى فقال الناس لا يعود يا أمير المؤمنين وأشاروا إليه قل لا أعود فقال له عمر النجا فلما ولى قال له عمر ارجع يا حطيئة فرجع فقال له كأنى بك عند شاب من قريش قد كسر لك نمرقة وبسط لك أخرى وقال يا حطيئة غننا فاندفعت تغنيه بأعراض الناس قال أسلم فرأيت الحطيئة بعد ذلك عند عبيد الله ابن عمر وقد كسر له نمرقة وبسط له أخرى وقال يا حطيئة غننا فاندفع حطيئة يغنى فقلت له يا حطيئة أتذكر يوم عمر حين قال لك ما قال ففزع وقال رحم الله ذلك المرء لو كان حيا ما فعلنا هذا فقلت لعبيد الله إنى سمعت أباك يقول كذا وكذا فكنت أنت ذلك الرجل وقال الزبير حدثنى محمد بن الضحاك عن ابيه قال قال عمر للحطيئة دع قول الشعر قال لا أستطيع قال لم قال هو مأكلة عيالى وعلة لسانى قال فدع المدحة المجحفة قال وما هى يا أمير المؤمنين قال تقول بنو فلان أفضل من بنى فلان امدح ولا تفضل فقال أنت أشعر منى يا أمير المؤمنين ومن مديحه الجيد المشهور قوله
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم * من اللوم أوسدوا المكان الذى سدوا
أولئك قومى إن بنوا أحسنوا البنا * وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها * وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا
قالوا ولما احتضر الحطيئة قيل له أوص قال أوصيكم بالشعر ثم قال
الشعر صعب وطويل سلمة * إذا ارتقى فيه الذى لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه * والشعر لا يستطيعه من يظلمه
أراد أن يعربه فأعجمه
قال أبو الفرج الجوزى فى المنتظم توفى الحطيئة فى هذه السنة وذكر أيضا فيها وفاة عبد الله بن عامر بن كريز وقد تقدم فى التى قبلها

عبد الله بن مالك بن القشب
واسمه جندب بن نضلة بن عبد الله بن رافع الأزدى أبو محمد حليف بنى عبد المطلب المعروف بابن بحينة وهى أمه بحينة بنت الأرت واسمه الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف أسلم قديما وصحب رسول الله ص وكان ناسكا قواما صواما وكان ممن يسرد صوم الدهر كله قال ابن سعد كان ينزل بطن ريم على ثلاثين ميلا من المدينة ومات فى عمل مروان فى المرة الثانية ما بين سنة أربع وخمسين إلى ثمان وخمسين والعجب أن ابن الجوزى نقل من كلام محمد بن سعد ثم إنه ذكر وفاته فى هذه السنة يعنى سنة تسع وخمسين فالله أعلم

قيس بن سعد بن عبادة الخزرجى
صحابى جليل كأبيه له فى الصحيحين حديث وهو القيام للجنازة بقوله فى المسند حديث فى صوم عاشوراء وحديث غسل رسول الله ص فى دارهم وغير ذلك وخدم رسول الله ص عشر سنين وثبت فى صحيح البخارى عن أنس قال كان قيس بن سعد من النبى ص بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير وحمل لواء رسول الله ص فى بعض الغزوات واستعمله على الصدقة ولما بعث رسول الله ص أبا عبيدة بن الجراح ومعه ثلثمائة من المهاجرين والأنصار فأصابهم ذلك الجهد الكثير فنحر لهم قيس بن سعد تسع جزائر حتى وجدوا تلك الدابة على سيف البحر فأكلوا منها وأقاموا عليها شهرا حتى سمنوا وكان قيس سيدا مطاعا كريما ممدحا شجاعا ولاه على نيابة مصر وكان يقاوم بدهائه وخديعته وسياسته لمعاوية وعمرو بن العاص ولم يزل معاوية يعمل عليه حتى عزله على عن مصر وولى عليها محمد بن أبى بكر الصديق فاستخفه معاوية ولم يزل حتى أخذ منه مصر كما قدمنا واقام قيس عند على فشهد معه صفين والنهروان ولزمه حتى قتل ثم صار إلى المدينة فلما اجتمعت الكلمة على معاوية جاءه ليبايعه كما بايعه أصحابه قال عبد الرزاق عن ابن عيينة قال قدم قيس بن سعد على معاوية فقال له معاوية وأنت يا قيس تلجم على مع من ألجم اما والله لقد كنت أحب أن لا تأتينى هذا اليوم إلا وقد ظفر بك ظفر من أظافرى موجع فقال له قيس وأنا والله قد كنت كارها أن أقوم فى هذا المقام فأحييك بهذه التحية فقال له معاوية ولم وهل أنت إلا حبر من أحبار اليهود فقال له قيس وأنت يا معاوية كنت صنما من أصنام الجاهلية دخلت فى الإسلام كارها وخرجت منه طائعا فقال معاوية اللهم غفرا مد يدك فقال له قيس بن سعد إن شئت زدت وزدت وقال موسى بن عقبة قالت عجوز لقيس أشكو إليك قلة فأر بيتى فقال قيس ما أحسن هذه الكناية املأوا بيتها خبزا ولحما وسمنا وتمرا
وقال غيره كانت له صحفة يدار بها حيث دار وكان ينادى له مناد هلموا إلى اللحم والثريد وكان أبوه وجده من قبله يفعلان كفعله وقال عروة بن الزبير باع قيس بن سعد من معاوية أرضا بتسعين ألفا فقدم المدينة فنادى مناديه من أراد القرض فليأت فأقرض منها خمسين ألفا واطلق الباقى ثم مرض بعد ذلك فقل عواده فقال لزوجته قريبة بنت أبى عتيق أخت ابى بكر الصديق إنى أرى قلة من عادنى فى مرضى هذا وإنى لأرى ذلك من أجل مالى على الناس من القرض فبعث إلى كل رجل ممن كان له عليه دين بصكه المكتوب عليه فوهبهم ماله عليهم وقيل إنه أمر مناديه فنادى من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو منه فى حل فما أمسى حتى كسرت عتبة بابه من كثرة العواد وكان يقول اللهم ارزقنى مالا وفعالا فانه لا يصلح الفعال إلا بالمال وقال سفيان الثورى اقترض رجل من قيس بن سعد ثلاثين الفا فلما جاء ليوفيه غياها قال له قيس إنا قوم ما أعطينا أحدا شيئا فنرجع فيه وقال الهيثم بن عدى اختلف ثلاثة عند الكعبة فى أكرم اهل زمانهم فقال أحدهم عبد الله بن جعفر وقال الآخر قيس بن سعد وقال الآخر عرابة الأوسى فتماروا فى ذلك حتى ارتفع ضجيجهم عند الكعبة فقال لهم رجل فليذهب كل رجل منكم إلى صاحبه الذى يزعم أنه أكرم من غيره فلينظر ما يعطيه وليحكم على العيان فذهب صاحب عبد الله بن جعفر إليه فوجده قد وضع رجله فى الغرز ليذهب إلى ضيعة له فقال له يا ابن عم رسول الله ابن سبيل ومنقطع به قال فأخرج رجله فى الغرز وقال ضع رجلك واستو عليها فهى لك بما عليها وخذ ما فى الحقيبة ولا تخدعن عن السيف فانه من سيوف على فرجع إلى أصحابه بناقة عظيمة وإذا فى الحقيبة أربعة آلاف دينار ومطارف من خز وغير ذلك واجل ذلك سيف على بن أبى طالب ومضى صاحب قيس بن سعد إليه فوجده نائما فقالت له الجارية ما حاجتك إليه قال ابن سبيل ومنقطع به قالت فحاجتك أيسر من إيقاظه هذا كيس فيه سبعمائة دينار ما فى دار قيس مال غيره اليوم واذهب إلى مولانا فى معاطن الإبل فخذلك ناقة وعبدا واذهب راشدا فلما استيقظ قيس من نومه أخبرته الجارية بما صنعت فأعتقها شكرا على صنيعها ذلك وقال هلا أيقظتينى حتى أعطيه ما يكفيه أبدا فلعل الذى أعطيتيه لا يقع منه موقع حاجته وذهب صاحب عرابة الأوسى إليه فوجده وقد خرج من منزله يريد الصلاة وهو يتوكأ على عبدين له وكان قد كف بصره فقال له يا عرابة فقال قل فقال ابن سبيل ومنقطع به قال فخلى عن العبدين ثم صفق بيديه باليمنى على اليسرى ثم قال أوه أوه والله ما أصبحت ولا أمسيت وقد تركت الحقوق من مال عرابة شيئا ولكن خذ هذين العبدين قال ما كنت لأفعل فقال إن لم تأخذهما فهما حران فان شئت فأعتق وإن شئت فخذ واقبل يلتمس الحائط بيده قال فأخذهما وجاء
بهما إلى صاحبيه قال فحكم الناس على أن ابن جعفر قد جاد بمال عظيم وان ذلك ليس بمستنكر له إلا أن السيف أجلها وأن قيسا أحد الأجواد حكم مملوكته فى ماله بغير علمه واستحسن فعلها وعتقها شكرا لها على ما فعلت واجمعوا على أن أسخى الثلاثة عرابة الأوسى لأنه جاد بجميع ما يملكه وذلك جهد من مقل وقال سفيان الثورى عن عمرو عن أبى صالح قال قسم سعد بن عبادة ماله بين أولاده وخرج إلى الشام فمات بها فولد له ولد بعد وفاته فجاء أبو بكر وعمر إلى قيس ابن سعد فقالا إن أباك قسم ماله ولم يعلم بحال هذا الولد إذ كان حملا فاقسموا له معكم فقال قيس إنى لا أغير ما فعله سعد ولكن نصيبى له ورواه عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد ابن سيرين فذكره ورواه عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرنى عطاء فذكره وقال ابن أبى خيثمة ثنا أبو نعيم ثنا مسعر عن معبد بن خالد قال كان قيس بن سعد لا يزال هكذا رافعا اصبعه المسبحة يعنى يدعو وقال هشام بن عمار ثنا الجراح بن مليح ثنا أبو رافع عن قيس بن سعد قال لولا أنى سمعت رسول الله ص يقول المكر والخديعة فى النار لكنت من أمكر هذه الأمة وقال الزهرى دهات العرب حين ثارت الفتنة خمسة معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وقيس بن سعد وعبد الله بن بديل وكانا مع على وكان المغيرة معتزلا بالطائف حتى حكم الخصمان فصارا إلى معاوية وقد تقدم أن محمد بن أبى حذيفة كان قد تغلب على مصر وأخرج منها عبد الله بن سعد بن أبى سرح نائب عثمان بعد عمرو بن العاص فأقره عليها على مدة يسيرة ثم عزله بقيس بن سعد فلما دخلها سار فيها سيرة حسنة وضبطها وذلك سنة ست وثلاثين فثقل أمره على معاوية وعمرو بن العاص فكاتباه ليكون معهما على على فامتنع وأظهر للناس مناصحته لهما وفى الباطن هو مع على فبلغ ذلك عليا فعزله وبعث إلى مصر الأشتر النخعى فمات الأشتر فى الرملة قبل أن يصل إليها فبعث على محمد بن أبى بكر فخف أمره على معاوية وعمرو فلم يزالا حتى أخذا منهالمصرية وقتل محمد بن أبي بكر هذا وأحرق فى جيفه حمار ثم سار قيس إلى المدينة ثم سار إلى على بن أبى طالب إلى العراق فكان معه فى حروبه حتى قتل على ثم كان مع الحسن ابن على حين سار إلى معاوية ليقاتله فكان قيس على مقدمة الجيش فلما بايع الحسن معاوية ساء قيسا ذلك وما أحبه وامتنع من طاعته معاوية ثم ارتحل إلى المدينة ثم قدم على معاوية فى وفد من الأنصار فبايع معاوية بعد معاتبة شديدة وقعت بينهما وكلام فيه غلظة ثم أكرمه معاوية وقدمه وحظى عنده فبينما هو مع الوفود عند معاوية إذ قدم كتاب ملك الروم على معاوية وفيه أن بعث إلى بسراويل أطول رجل فى العرب فقال معاوية ما أرانا إلا قد احتجنا إلا سراريلك وكان قيس مديد القامة جدا لا يصل أطول الرجال إلى صدره فقام قيس فتنحى ثم خلع سراويله
فألقاها إلى معاوية فقال له معاوية لو ذهبت إلى منزلك ثم أرسلت بها إلينا فأنشأ قيس يقول عند ذلك
أردت بها كى يعلم الناس أنها * سراويل قيس والوفود شهود
وأن لا يقولوا غاب قيس وهذه * سراويل غادى سمد وثمود
وإنى من الحى اليمانى لسيد * وما الناس إلا سيد ومسود
عدس ما لعباد عليك إمارة * نجوت وهذا تحملين طليق
فكدهم بمثلى إن مثلى عليهم شديد وخلقى فى الرجال مديد
وفضلنى فى الناس أصل ووالد * وباع به أعلو الرجال مديد
قال فأمر معاوية أطول رجل فى الوفد فوضعها على أنفه فوقعت بالأرض وفى رواية أن ملك الروم بعث إلى معاوية برجلين من جيشه يزعم أن أحدهما أقوى الروم والآخر أطول الروم فانظر هل فى قومك من يفوقهما فى قوة هذا وطول هذا فان كان فى قومك من يفوقهما بعثت إليك من الأسارى كذا وكذا ومن التحف كذا وكذا وإن لم يكن فى جيشك من هو أقوى واطول منهما فهادنى ثلاث سنين فلما حضرا عند معاوية قال من لهذا القوى فقالوا ماله إلا أحد رجلين إما محمد بن الحنفية أو عبد الله بن الزبير فجىء بمحمد بن الحنفية وهو ابن على بن أبى طالب فلما اجتمع الناس عند معاوية قال له معاوية أتعلم فيم ارسلت إليك قال لا فذكر له أمر الرومى وشدة بأسه فقال للرومى إما أن تجلس لى أو أجلس إليك وتناولنى يدك أو أناولك يدى فأينا قدر على أن يقيم الآخر من مكانه غلبه وإلا فقد غلب فقال له ماذا تريد تجلس أو أجلس فقال له الرومى بل اجلس أنت فجلس محمد بن الحنفية وأعطى الرومى يده فاجتهد الرومى بكل ما يقدر عليه من القوة أن يزيله من مكانه أو يحركه ليقيمه فلم يقدر على ذلك ولا وجد إليه سبيلا فغلب الرومى عند ذلك وظهر لمن معه من الوفود من بلاد الروم أنه قد غلب ثم قام محمد بن الحنفية فقال للرومى اجلس لى فجلس وأعطى محمدا يده فما أمهلة أن أقامه سريعا ورفعه فى الهواء ثم ألقاه على الأرض فسر بذلك معاوية سرورا عظيما ونهض قيس بن سعد فتنحى عن الناس ثم خلع سراويله وأعطاها لذلك الرومى الطويل فلبسها فبلغت إلى ثدييه واطرافها تخط بالأرض فاعترف الرومى بالغلب وبعث ملكهم ما كان التزمه لمعاوية وعاتب الأنصار قيس بن سعد فى خلعه سراويله بحضرة الناس فقال ذلك الشعر المتقدم معتذرا به إليهم وليكون ذلك ألزم للحجة التى تقوم على الروم واقطع لما حاولوه ورواه الحميدى عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال كان قيس بن سعد رجلا ضخما جسيما صغير الرأس له لحية فى ذقنه وكان إذا ركب الحمار العالى خطت رجلاه بالأرض وقال الواقدى وخليفة بن خياط وغير واحد توفى بالمدينة فى آخر خلافة معاوية وذكر ابن الجوزى وفاته فى هذه السنة فتبعناه فى ذلك

معقل بن يسار المزني
صحابى جليل شهد الحديبية وكان هو الذى كان يرفع أغصان الشجرة عن وجه رسول الله ص وهو يبايع الناس تحتها وكانت من السمر وهى المذكورة فى القرآن فى قوله تعالى لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة وقد ولاه عمر إمرة البصرة فحفر بها النهر المنسوب إليه فيقال نهر معقل وله بها دار قال الحسن البصرى دخل عبيد الله بن زياد على معقل بن يسار يعوده فى مرضه الذى مات فيه فقال له معقل إنى محدثك حديثا سمعته من رسول الله ص لو لم أكن على حالتى هذه لم أحدثك به سمعته يقول من استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة لم يجد رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام وممن توفى فى هذه السنة


عدد المشاهدات *:
304563
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : من توفي فى هذه السنة من الأعيان
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  من توفي فى هذه السنة من الأعيان لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1