اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم السبت 9 ربيع الثاني 1446 هجرية
???? ??????? ?????? ???????????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ????? ???????????? ???? ???????? ??????????????? ???????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

مخ

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الثاني عشر
خلافة الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء
ثم دخلت سنة سبع وثمانين وخمسمائة
فصل في كيفية أخذ العدو عكا من يدي السلطان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
لما كان شهر جمادي الأولى اشتد حصار الفرنج لعنهم الله لمدينة عكا وتمالؤا عليها من كل فج عميق وقدم عليهم ملك الانكليز في جم غفير وجمع كثير في خمسة وعشرين قطعة مشحونة بالمقاتلة وابتلى أهل الثغر منهم ببلاء لا يشبه ما قبله فعند ذلك حركت الكؤسات في البلد وكانت علامة ما بينهم وبين السلطان فحرك السلطان كؤساته فاقترب من البلد وتحول إلى قريب منه ليشغلهم عن البلد وقد أحاطوا به من كل جانب ونصبوا عليه سبعة منجانيق وهى تضرب في البلد ليلا ونهارا ولا سيما على برج عين البقر حتى أثرت به أثرا بينا وشرعوا في ردم الخندق بما أمكنهم من دواب ميتة ومن قتل منهم ومن مات أيضا ردموا به وكان أهل البلد يلقون ما ألقوه فيه إلى البحر وتلقى ملك الانكليز بطشة عظيمة للمسلمين قد أقبلت من بيروت مشحونة بالأمتعة والأسلحة فأخذها وكان واقفا في البحر في أربعين مركبا لا يترك شيئا يصل إلى البلد بالكلية وكان بالبطشة ستمائة من المقاتلين الصناديد الأبطال فهلكوا عن آخرهم رحمهم الله فإنه لما أحيط بهم وتحققوا إما الغرق أو القتل خرقوا جوانبها كلها فغرقت ولم يقدر الفرنج على أخذ شىء منها لا من الميرة ولا من الأسلحة وحزن المسلمون على هذا المصاب حزنا عظيما فإنا لله وإنا إليه راجعون ولكن جبر الله سبحانه هذا البلاء بأن أحرق المسلمون في هذا اليوم دبابة كانت أربع طبقات الأولى من الخشب والثانية من رصاص والثالثة من حديد والرابعة من نحاس وهي مشرفة على السور والمقاتلة فيها وقد قلق أهل البلد منها بحيث حدثتهم أنفسهم من خوفهم من شرها بأن يطلبوا الأمان من الفرنج ويسلموا البلد ففرج الله عن المسلمين وأمكنهم من حريقها اتفق لهم ذلك في هذا اليوم الذي غرقت فيه البطشة المذكورة فأرسل أهل البلد يشكون إلى السلطان شدة الحصار وقوته عليهم منذ قام ملك الإنكليز لعنه الله ومع هذا قد مرض هو وجرح ملك الافرنسيين أيضا ولايزيدهم ذلك إلا شدة وغلظة وعتوا وبغيا وفارقهم الركيس وسار إلى بلده صور خوفا منهم أن يخرجوا ملكها من يده وبعث ملك الانكليز إلى السلطان صلاح الدين يذكر له أن عنده جوارح قد جاء بها من البحر وهو على نية إرسالها إليه ولكنها قد ضعفت وهو يطلب دجاجا وطيرا لتقوى به فعرف أنه إنما يطلب ذلك لنفسه يلطفها به فأرسل إليه شيئا كثيرا من ذلك كرما ثم أرسل يطلب منه فاكهة وثلجا فأرسل إليه أيضا فلم يفد معه الإحسان بل لما عوفي عاد إلى شر مما كان
واشتد الحصار ليلا ونهارا فأرسل أهل البلد يقولون للسلطان إما أن تعملوا معنا شيئا غدا وإلا طلبنا من الفرنج الصلح والأمان فشق ذلك على السلطان وذلك لأنه كان قد بعث إليها أسلحة الشام والديار المصرية وسائر السواحل وما كان غنمه من وقعة حطين ومن القدس فهي مشحونة بذلك فعند ذلك عزم السلطان على الهجوم على العدو فلما أصبح ركب في جيشه فرأى الفرنج قد ركبوا من وراء خندقهم والرجالة منهم قد ضربوا سورا حول الفرسان وهم قطعة من حديد صماء لا ينفذ فيهم شيء فأحجم عنهم لما يعلم من نكول جيشه عما يريده وتحدوه عليه شجاعته رحمه الله هذا وقد اشتد الحصار على البلد ودخلت الرجالة منهم إلى الخندق وعلقوا بدنه في السور وحشوها وأحرقوها فسقطت ودخلت الفرنج إلى البلد فمانعهم المسلمون وقاتلوهم أشد القتال وقتلوا من رؤسهم ستة أنفس فاشتد حنق الفرنج على المسلمين جدا بسبب ذلك وجاء الليل فحال بين الفريقين فلما أصبح الصباح خرج أمير المسلمين بالبلد أحمد بن المشطوب فاجتمع بملك الإفرنسيين وطلب منهم الأمان على أنفسهم ويتسلمون منه البلد فلم يجبهم إلى ذلك وقال له بعد ما سقط السور جئت تطلب الأمان فأغلظ له ابن المشطوب في الكلام ورجع إلى البلد في حالة الله بها عليم فلما أخبر أهل البلد بما وقع خافوا خوفا شديدا وأرسلوا إلى السلطان يعلمونه بما وقع فأرسل إليهم أن يسرعوا الخروج من البلد في البحر ولا يتأخروا عن هذه الليلة ولا يبقى بها مسلم فتشاغل كثير ممن كان بها لجمع الأمتعة والأسلحة وتأخروا عن الخروج تلك الليلة فما أصبح الخبر إلا عند الفرنج من مملوكين صغيرين سمعا بما رسم به السلطان فهربا إلى قومهما فأخبروهم بذلك فاحتفظوا على البحر احتفاظا عظيما فلم يتمكن أحد من أهل البلد أن يتحرك بحركة ولا خرج منها شيء بالكلية وهذان المملوكان كانا أسيرين قد أسرهما السلطان من أولاد الفرنج وعزم السلطان على كبس العدو في هذه الليلة فلم يوافقه الجيش على ذلك وقالوا لا نخاطر بعسكر المسلمين فلما أصبح بعث إلى ملوك الفرنج يطلب منهم الأمان لأهل البلد على أن يطلق عدتهم من الأسرى الذين تحت يده من الفرنج ويزيدهم صليب الصلبوت فأبوا إلا أن يطلق لهم كل أسير تحت يده ويطلق لهم جميع البلاد الساحلية التي أخذت منهم وبيت المقدس فأبى ذلك وترددت المراسلات في ذلك والحصار يتزايد على أسوار البلد وقد تهدمت منه ثلم كثيرة وأعاد المسلمون كثيرا منها وسدوا ثغر تلك الأماكن بنحورهم رحمهم الله وصبروا صبرا عظيما وصابروا العدو ثم كان آخر الأمر وصولهم إلى درجة الشهادة وقد كتبوا إلى اللسلطان في آخر أمرهم يقولون له يامولانا لاتخضع لهؤلاء الملاعين الذين قد أبوا عليك الأجابة إلى ما دعوتهم فينا فانا قد بايعنا الله على الجهاد حتى نقتل عن آخرنا وبالله المستعان فلما كان وقت الظهر في اليوم السابع من جمادي الآخرة من هذه السنة ما شعر الناس إلا وأعلام الكفار قد ارتفعت وصلبانهم ونارهم على أسوار البلد وصاح الفرنج صيحة واحدة فعظمت عند ذلك المصيبة على المسلمين واشتد حزن الموحدين وانحصر كلام الناس في إنا لله وإنا إليه راجعون وغشي الناس بهتة عظيمة وحيرة شديدة ووقع في عسكرالسلطان الصياح والعويل ودخل المركيس لعنه الله وقد عاد إليهم من صور بهدايا فأهداها إلى الملوك فدخل في هذا اليوم عكا بأربعة أعلام الملوك فنصبها في البلد واحدا على المأذنة يوم الجمعة وآخر على القلعة وآخر على برج الداوية وآخر على برج القتال عوضا عن أعلام السلطان
وتحيز المسلمون الذين بها إلى ناحية من البلد معتقلين محتاط بهم مضيق عليهم وقد أسروا النساء والأبناء وغنمت أموالهم وقيدت الأبطال وأهين الرجال والحرب سجال والحمد لله على كل حال فعند ذلك أمر السلطان الناس بالتأخر عن هذه المنزلة وثبت هو مكانه لينظر ماذا يصنعون وما عليه يعولون والفرنج في البلد مشغولون مدهوشون ثم سار السلطان لى العسكر وعنده من الهم مالا يعلمه إلا الله وجاءت الملوك الإسلامية والأمراء وكبراء الدولة يعزونه فيما وقع ويسلمونه على ذلك ثم راسل ملوك الفرنج في خلاص من بأيديهم من الأسارى فطلبوا منه عدتهم من أسراهم ومائة ألف دينار وصليب الصلبوت إن كان باقيا فأرسل فأحضر المال والصليب ولم يتهيأ له من الأساري إلا ستمائة أسير فطلب الفرنج منه أن يريهم الصليب من بعيد فلما رفع سجدوا له وألقوا أنفسهم إلى الأرض وبعثوا يطلبون منه ما أحضره من المال والأسارى فامتنع إلا أن يرسلوا إليه الأساري أو يبعثوا له برهائن على ذلك فقالوا لا ولكن أرسل لنا ذلك وارض بأمانتنا فعرف أنهم يريدون الغدر والمكر فلم يرسل إليهم شيئا من ذلك وأمر برد الأساري إلى أهليهم بدمشق ورد الصليب إلى دمشق مهانا وأبرزت الفرنج خيامهم إلى ظاهر البلد وأحضروا ثلاثة آلاف من المسلمين فأوقفوهم بعد العصر وحملوا عليهم حملة رجل واحد فقتلوهم عن آخرهم في صعيد واحد رحمهم الله وأكرم مثواهم ولم يستبقوا بأيديهم من المسلمين إلا أميرا أو صبيا أو من يرونه في عملهم قويا أو امرأة وجرى الذي كان وقضى الأمر الذي فيه تستفتيان وكان مدة إقامة صلاح الدين على عكا صابرا مصابرا مرابطا سبعة وثلاثين شهرا وجملة من قتل من الفرنج خمسين ألفا

عدد المشاهدات *:
397244
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : فصل في كيفية أخذ العدو عكا من يدي السلطان
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  فصل في كيفية أخذ العدو عكا من يدي السلطان لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1