اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الإثنين 1 جمادى الآخرة 1446 هجرية
????? ????????? ??? ????? ??? ??? ???? ????? ???????????? ??????? ??? ???????? ???? ??? ???? ????? ?????? ???????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للإمام الفرطبي رحمه الله
الجزء الثاني
أشراط الساعة
باب ـ ذكر الدجال و صفته و نعته
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للإمام الفرطبي رحمه الله
ذكر الدجال و صفته و نعته و من أين يخرج و ما علامة خروجه و ما معه إذا خرج و ما ينجى منه و أنه يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيى الموتى .
قال ابن دحية قال العلماء : الدجال في اللغة يطلق على عشرة وجوه :
الأول : أن الدجال الكذاب قاله الخليل و غيره و أنها دجلة بسكون الخيم ، و دجلة بفتحها كذبة لأنه يدجل الحق بالباطل ، و جمعه دجالون و دجاجلة في التكسير و قد تقدم .
الوجه الثاني : أن الدجال مأخوذ من الدجل ، و هو طلاء البعير بالقطران سمي بذلك لأنه يغطي الحق و يستره بسحره و كذبه ، كما يغطي الرجل جرب بعيره بالدجالة و هي القطران يهنأ به البعير و اسمه إذا فعل به ذلك المدجل قاله الأصمعي .
الوجه الثالث : إنما سمي بذلك لضربه في نواحيه الأرض و قطعه لها يقال : دجل الرجل إذا فعل ذلك .
الوجه الرابع : أنه من التغطية لأنه يغطي الأرض بمجموعه ، و الدجل التغطية . قال دريد : كل شيء غطيته فقد دجلته و منه سميت دجلة لانتشارها على الأرض و تغطية ما فاضت عليه .
الوجه الخامس : سمي دجالاً لقطعه الأرض إذ يطأ جميع البلاد إلا مكة و المدينة . و الدجالة الدفقة العظيمة .
و أنشد ابن فارس في المجمل :
دجالة من أعظم الرقاق .
الوجه السادس : سمي دجالاً ، لأنه يغر الناس بشره كما يقال لطخني فلان بشره .
الوجه السابع : الدجال : المخرق .
الوجه الثامن : الدجال : المموه قاله ثعلب و يقال سيف مدجل إذ كان قد طلى بالذهب .
الوجه التاسع : الدجال : ماء الذهب الذي يطلى به الشيء فيحسن باطله و داخله خزف أو عود سمي الدجال بذلك لأنه يحسن الباطل .
الوجه العاشر : الدجال : فرند السيف ، و الفرند جوهر السيف و ماؤه و يقال بالفاء و الباء إذ أصله عين صافية على ما تنلطق به العجم ، فعربته العرب ، و لذلك قال سبيويه و هو عندهم خارج عن أمثله العرب . و الفرند أيضاً الحرير . و أنشد ثعلب :
بحلية الياقوت و الفرندا مع الملاب و عبير أصردا
أي خالصاً . قال ابن الأعرابي يقال للزعفران الشعر و الملاب و العبير و المردقوش و الحشاد . ذكر هذه الأقوال العشرة الحافظ أبو الخطاب بن دحية رحمه الله في كتاب مرج البحرين في فوائد المشرقين و المغربين .
مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال و في رواية : من آخر سورة الكهف .
أبو بكر بن أبي شيبة ، عن الفلتان بن عاصم ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة ممسوح العين اليسرى عريض المنخر فيه الدفاء قوله فيه : دفا أي انحناء .
و عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر معه جنة و نار فناره جنة و جنته نار و عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا أعلم بما مع الدجال منه . معه نهرنان يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض و أحدهم الآخر رأي العين نار تأجج ، فأما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه ناراً و ليغمض و ليطأطئ رأسه فيشرب فإنه ماء بارد و أن الدجال ممسوخ العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه يقرؤه كل مؤمن كاتب و غير كاتب .
قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية : كذا عند جماعة . رواه مسلم فإما أدركن قال ابن دحية : و هو وهم فإن لفظه هو لفظ الماضي ولم أسمع دخول نون التوكيد على لفظ الماضي إلا ها هنا ، لأن هذه النون لا تدخل على الفعل و صوابه ما قيده العلماء في صحيح مسلم منهم التميمي أبو عبد الله : فإما أدركه أحد.
و عن عبد الله بن عمر : قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم يوماً بين ظهراني الناس المسيح الدجال فقال : : إن الله ليس بأعور ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية .
قال : و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أراني الليلة في المنام عند الكعبة فإذا رجل آدم كأحسن ما ترى من آدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعاً يده على منكبي رجلين و هو يطوف بالبيت ، فقلت : من هذا ؟ فقالوا : هو المسيح بن مريم ، و رأيت وراءه رجلاً جعداً قططاً أعور العين اليمنى كأشبه من رأيت من الناس بابن قطن واضعاً يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت فقلت من هذت قالوا هو المسيح الدجال .
أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الدجال أعور مدهجان أقمر كأن رأسه غضنة شجرة أشبه الناس بعبد العزي بن قطن الخزاعي فإما أهلك هلك فإنه أعور و أن الله ليس بأعور . .
أبو داود الطيالسي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أما مسيح فإنه أعور العين أجلي الجبهة عريض المنحر فيه اندفاء مثل قطن بن عبد العزي ، فقال له الرجل : أيضر بي يا رسول الله صلى الله عليه و سلم شبهه ؟ فقال : لا أنت مسلم هو كافر .
و خرج عن أبي بن كعب قال ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه و سلم أو قال ذكر النبي صلى الله عليه و سلم الدجال فقال : إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء و تعوذ بالله من عذاب القبر .
الترمذي ، عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الدجال ليخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه أفواج كأن وجوههم المجان المطرقة إسناده صحيح .
و ذكر عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر بن عن أبي هانئ العبدي ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يتبع الدجال من أمتي سبعون ألفاً عليهم السيجان و السيجان جمع الساج و هو طيلسان أخضر . و قال الأزهري هو المطيليل المقور بنسج كذلك .
الطبراني ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر عنده الدجال فقال : إن قبل خروجه ثلاث أعوام تمسك السماء في العام الأول ثلث قطرها و الأرض ثلث نباتها ، و العام الثاني تمسك السماء ثلثي قطرها و الأرض ثلثي نباتها ، و العام الثالث تمسك السماء قطرها و الأرض نباتها حتى لا يبقى ذات ضرس و لا ذات ظلف إلا مات و ذكر الحديث .
خرجه أبو داود الطيالسي قال : حدثنا هشام عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أسماء و عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أسماء .
و أخرجه ابن ماجه من حديث أبي أمامة ، و في بعض الروايات بعد قوله : و في السنة الثالثة يمسك الله المطر و جميع النبات فما ينزل من السماء قطرة و لا تنبت الأرض خضرة و لا نباتاً ، حتى تكون الأرض كالنحاس و السماء كالزجاج ، فيبقى الناس يموتون جوعاً و جهداً ، و تكثر الفتن و الهرج ، و يقتل الناس بعضهم بعضاً ، و يخرج الناس بأنفسهم و يستولي البلاء على أهل الأرض ، فعند ذلك يخرج الملعون الدجال من ناحية أصبهان من قرية يقال لها اليهودية و هو راكب حماراً أبتر يشبه البغل ما بين أذني حماره أربعون ذراعاً و من نعت الدجال : أنه عظيم الخلقة طويل القامة جسيم أجعد قطط أعور العين اليمنى كأنها لم تخلق ، و عينه الأخرى ممزوجة بالدم و بين عينيه مكتوب : كافر يقرؤه كل مؤمن بالله فإذا خرج يصيح ثلاث صيحات ليسمع أهل المشرق و المغرب .
و يروى أنه إذا كان في آخر الزمان تخرج من البحر امرأة ذات حسن و جمال بارع ، فتدعو الناس إلى نفسها و تخترق البلاد فكل من أتاها كفر بالله ، فعند ذلك يخرج الله عليكم الدجال ، و من علامة خروجه فتح القسطنطينية لأن الخبر ورد أن بين خروجه و فتح القسطنطينية سبعة أشهر و قد تقدم هذا .
و ذكر أبو داود الطيالسي قال : حدثنا الحشرج بن نباتة قال : حدثنا سعيد ابن جمهان عن سفينة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : إنه لم يكن نبي إلا و قد أنذر أمته الدجال . ألا و إنه أعور العين بالشمال و باليمين ظفرة غليظة . بين عينيه كافر يعني مكتوب كافر يخرج معه واديان أحدهما جنة و الآخر نار ، فناره جنة و جنته نار فيقول الدجال للناس : ألست بربكم أحيي و أميت و معه ملكان يشبهان نبيين من الأنبياء إني لأعرف اسمهما و اسم آبائهما لو شئت أن أسميهما سميتهما أحدهما عن يمينه و الآخر عن شماله فيقول : ألست بربكم أحيي و أميت ؟ فيقول أحدهما : كذبت فلا يسمعه من الناس أحد إلا صاحبه ، و يقول الآخر : صدقت و ذلك فتنة ثم يسير حتى يأتي المدينة فيقول هذه قرية ذاك الرجل فلا يؤذن له أن يدخلها ، ثم يسير حتى يأتي الشام فيهلكه الله عند عقبة أفيق .
و خرجه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي في الجزء العاشر من مختصر المعجم له بمعناه فقال : حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال : حدثنا حشرج عن سعيد ابن جمهان عن سفينة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنه لم يكن نبي قبل إلا و قد حذر أمته من الدجال إنه أعور عينه اليسرى بعينه اليمنى ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن بالله معه واديان : أحدهما جنة و الآخر نار ، و معه ملكان يشبهان نبين من الأنبياء ، و لو شئت سميتهما بأسماء و أسماء آبائهما ، أحدهما عن يمينه و الآخر عن شماله فيقول الدجال : ألست بربكم أحيي و أميت فيقول أحد الملكين : كذبت فلا يسمعه أحد من الناس إلا صاحبه ، فيقول له صدقت ، فيسمعه الناس فيظنون أنه صدق الدجال فذلك فتنة ثم يسير الدجال حتى يأتي المدينة فلا يؤذن له فيقول هذه قرية ذلك الرجل ، ثم يسير حتى يأتي الشام فيهلكه الله عند عقبة افيق .
قال ابن برجان في كتاب الإرشاد له : و الذي يغلب على ظني أن النبيين المشبه بها أحدهما المسيح ابن مريم و الآخر محمد صلى الله عليه و سلم ، و لذلك ما أنذرا بذلك و وصيا .
و خرج أبو داود في سننه ، عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إني كنت حدثتكم عن المسيح الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا أن المسيح الدجال قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليست بناتئة و لا حجراء فإن التبس عليكم فاعلموا أن ربكم عز و جل ليس بأعور .
فصل
وصف النبي صلى الله عليه و سلم الدجال وصفاً لم يبق معه لذي لب إشكال ولتك الأوصاف كلها ذميمة تبين لكل ذي حاسة سليمة ، لكن من قضى الله عليه بالشقاوة تبع الدجال فيما يدعيه من الكذب و الغباوة و حرم اتباع الحق و نور التلاوة ، فقوله عليه الصلاة و السلام إنه أعور و أن الله ليس بأعور تبيين للعقول القاصرة أو الغافلة على أن من كان ناقصاً في ذاته عاجزاً عن إزالة نقصه لم يصلح أن يكون إلها لعجزه و ضعفه ، و من كان عاجزاً عن إزالة نقصه كان أعجز عن نفع غيره و عن مضرته . و جاء في حديث حذيفة : أعور العين اليسرى ، و في حديث ابن عمر : أعور العين اليمنى ، و قد أشكل الجمع بين الحديثين على كثير من العلماء ، قال : و حتى إن أبا عمر بن عبد البر ، ذكر ذلك في كتاب التمهيد له .
و في حديث سمرة بن جندب أن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان يقول : إن الدجال خارج و هو أعور العين الشمال عليها ظفرة غليظة و أنه يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيىالموتى و يقول للناس : أنا ربكم فمن قال : أنت ربي فقد فتن و من قال : ربي الله عز و جل حتى يموت على ذلك فقد عصم من فتنته ، و لا فتنة عليه و لا عذاب فيلبث في الأرض ما شاء ، ثم يجيء عيسى عليه السلام من قبل المغرب مصدقاً بمحمد صلى الله عليه و سلم و علىملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة .
قال أبو عمر بن عبد البر ففي هذا الحديث أعور العين الشمال ، و في حديث مالك : أعور العين اليمنى . فالله أعلم . و حديث مالك أصح من جهةالإسناد لم يزد على هذا .
قال أبو الخطاب بن دحية ليس كما قال بل الطرق كلها صحيحة في العينين و قال شيخنا أحمد بن عمر في كتاب المفهم له : و هذا اختلاف يصعب الجمع فيه بينهما ، و قد تكلف القاضي عياض الجمع بينهما فقال : الجمع بين الروايتين عندي صحيح و هو أن كل واحدة منهما عوراء من وجه ما إذ العور حقيقة في كل شيء العيب و الكلمة . العوراء هي المعيبة فالواحدة عوراء بالحقيقة و هي التي وصفت بالحديث بأنها ليست بحجراء و لا ناتئة و ممسوحة و مطموسة و طافية على رواية الهمز ، و الأخرى عوراء لعيبها اللازم لها لكونها جاحظة أو كأنها كوكب دري أو كأنها عنبة طافية بغير همز ، و كل واحدة منهما يصح فيه الوصف بالعور بحقيقة العرف و الاستعمال أو بمعنى العور الأصلي . قال شيخنا وحاصل كلامه : أن كل واحدة من عيني الدجال عوراء أحدهما بما أصاب حتى ذهب إدراكها ، و الثانية عوراء بأصل خلقتها معيبة ، لكن يبعد هذا التأويل أن كل واحدة من عينيه قد جاء و صفها في الرواية بمثل ما وصفت به الأخرى من العور ، فتأمله .
قلت: ما قاله القاضي عياض و تأويله صحيح ، و أن العور في العينين مختلف كما بيناه في الروايات ، فإن قوله : كأنها لم تخلق هو معنى الرواية الأخرى مطموس العين ممسوخها ليست بناتئة و لا حجراء ، و وصف الأخرى بالمزج بالدم و ذلك عيب عظيم لا سيما مع وصفها بالظفرة الغليظة التي هي عليها و هي جلدة غليظة تغشى العين . و على هذا فقد يكون العور في العينين سواء ، لأن الظفرة مع غلظها تمنع من الإدراك فلا تبصر شيئاً فيكون الدجال على هذا أعمى أو قريباً منه ، إلا أنه جاء ذكر الظفرة في العين اليمنى في حديث سفينة و في الشمال في حديث سمرة بن جندب . و قد يحتمل أن يكون كل عين عليها ظفرة غليظة ، فإن في حديث حذيفة : و إن الدجال ممسوخ العين عليها ظفرة غليظة و إذا كانت الممسوخة المطموسة عليها ظفرة فالتي ليست كذلك أولى فتتفق الأحاديث ، و الله أعلم .
و قيل في الظفرة : إنها لحمة تنبت عند المآقي كالعلقة ، و قيده بعض الرواة بضم الظاء و سكون الفاء وليس بشيء قاله ابن دحية رحمه الله .
فصل ـ الإيمان بالدجال و خروجه حق
الإيمان بالدجال و خروجه حق ، و هذا مذهب أهل السنة و عامة أهل الفقه و الحديث خلافاً لمن أنكر أمره من الخوارج و بعض المعتزلة و وافقنا على إثباته بعض الجهنمية و غيرهم ، لكن زعموا أن ما عنده مخارق و حيل قالوا لأنها لو كانت أموراً صحيحة لكان ذلك إلباساً الكاذب بالصادق ، و حينئذ لا يكون الفرق بين النبي و المتنبي و هذا هذيان لا يلتفت إليه و لا يعرج عليه ، فإن هذا إنما كان يلزم لو أن الدجال يدعي النبوة و ليس كذلك فإنه إنما ادعى الإلهية ، و لهذا قال عليه الصلاة و السلام : إن الله ليس بأعور تنبيهاً للعقول على فقره و حدثه و نقصه و إن كان عظيماً في خلقه ، ثم قال : مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن و مؤمنة كاتب أو غير كاتب و هذا الأمر مشاهد للحس يشهد بكذبه و كفره .
و قد تأول بعض الناس : مكتوب بين عينيه كافر فقال : معنىذلك ما ثبت من سمات حدثه و شواهد عجزه و ظهور نقصه قال : و لو كان على ظاهره و حقيقته لاستوى في إدراك ذلك المؤمن و الكافر . و هذا عدول و تحريف عن حقيقة الحديث من غير موجب لذلك ، و ما ذكره من لزوم المساواة بين المؤمن و الكافر في قراءة ذلك لايلزم لأن الله تعالى يمنع الكافر من إدراكه ليغتر باعتقاده التجسيم حتى يوردهم بذلك نار الجحيم . فالدجال فتنة و محنة من نحو فتنة أهل المحشر بالصورة الهائلة التي تأتيهم فيقول لهم : أنا ربكم فيقول المؤمنون : نعوذ بالله منك . حسب ما تقدم لا سيما و ذلك الزمان قد انخرقت فيه عوائد فليكن هذا منها ، و قد نص على هذا بقوله : يقرؤه كل مؤمن كاتب و غير كاتب . و قراءة غير الكاتب خارقة للعادة . و أما الكافر فمصروف عن ذلك بغفلته و جهله و كما انصرف عن إدراك نقص عوره و شواهد عجزه ، كذلك يصرف عن قراءة سطور كفره و رمزه .
و أما الفرق بين النبي و المتنبي ، فالمعجزة لا تظهر على يد المتنبي لأنه لزم منه انقلاب دليل الصدق دليل الكذب و هو محال .
و قولهم : إن ما يأتي به الدجال حيل و مخاريق فقول معزول عن الحقائق لأن ما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم من تلك الأمور حقائق و العقل لا يحيل شيئاً منها ، فوجب إبقاؤها على حقائقها . و سيأتي تفصيلها بعون الله تعالى .



عدد المشاهدات *:
173312
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 29/12/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 29/12/2013

التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للإمام الفرطبي رحمه الله

روابط تنزيل : باب ـ ذكر الدجال و صفته و نعته
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  باب ـ ذكر الدجال و صفته و نعته لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للإمام الفرطبي رحمه الله


@designer
1