هذه الأحاديث المتعددة كلها في باب الرجاء ، ولكن الرجاء لابد أن يكون له عمل يبني عليه .
أما الرجاء من دون عمل يُبنى عليه ، فإنه تمنٍّ لا يستفيد منه العبد ، ولهذا جاء في الحديث : (( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ))(285) . فلابد من عمل يتحقق به الرجاء .
ذكر المؤلف رحمه الله حديث معاذ بن جبل ؛ أنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار . فقال : له : (( أتدري ما حق الله على العباد ، وحق العباد على الله ؟)) قال الله ورسوله أعلم .
وهذا من آداب طالب العلم ، إذا سئل عن شيء ؛ أن يقول الله أعلم ، ولا يتكلم فيما لا يعلم .
قال (( حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئاً ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً )) .
يعني أن لا يعذب من عبده وهو لا يشرك به شيئاً ؛ لأن نفي الشرك يدل على الإخلاص والتوحيد ، ولا إخلاص وتوحيد إلا بعبادة .
فقلت : يا رسول الله أفلا أبشر الناس ؟ فقال (( لا تبشرهم فيتكلوا )).
يعني لا تبشرهم فيتكلوا على ما يجب ، ولا يقوموا بما ينبغي أن يقوموا به من النوافل ، ولكن معاذاً رضي الله عنه أخبر بها عند موته تأثماً . يعني خوفاً من إثم كتمان العلم فأخبر بها .
ولكن قول الرسول : (( لا تبشرهم فيتكلوا )) فيه إنذار من الاتكال على هذا ، وأن الإنسان يجب أن يعلم أنه لابد من عبادة .
وكذلك الأحاديث التي ذكرها المؤلف كلها في سياق الرجاء . منها أن المؤمن يسأل في القبر ، فيشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو القول الثابت الذي قال الله فيه: ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) [إبراهيم:27] ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
والميت في قبره يسأل عن ثلاث : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم .
وكذلك أيضا ما ذكره رحمه الله من صفة محاسبة العبد المؤمن ، أن الله عز وجل يأتي يوم القيامة ، فيخلو بعبده المؤمن ، ويضع عليه كنفه يعني ستره ويقول : فعلت كذا وفعلت كذا ، ويقرره بالذنوب ، فإذا أقر قال (( كنت سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم . فيعطى كتاب حسناته باليمين )) .
ومن ذلك أيضا أن المؤمنين كل واحد منهم يهودياً أو نصرانياً يوم القيامة ، ويقال : هذا فكاكك من النار ، يعني هذا يكون بدلك في النار ، وأما أنت فقد نجوت .
فنحن يوم القيامة إن شاء الله تعالى كل واحد منا يجعل بيده يهودي أو نصراني يلقى في النار بدلاً عنه ، يكون فكاكاً له من النار .
ولا يلزم من هذا أن يكون اليهود والنصارى على قدر المسلمين ، فالكفار أكثر من المسلمين بكثير ، من اليهود والنصارى والمشركين وغيرهم ؛ لأن بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون كلهم في النار وواحد في الجنة .
وذكر المؤلف أيضا حديثاً أن الرسول عليه الصلاة والسلام عرض على الصحابة . فقال (( أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ، ثلث أهل الجنة ؟ قالوا : بلى ، قال : إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة )) يعني : نصف أهل الجنة من هذه الأمة ، والنصف الباقي من بقية الأمم كلها ، وهذا يدل على كثرة هذه الأمة ، لأنها آخر الأمم ، وهي التي ستبقى إلى يوم القيامة .
وقد جاء في السنن والمسند ، أن صفوف أهل الجنة مائة وعشرون (286) ، منها ثمانون من هذه الأمة ، فتكون هذه الأمة ثلثي أهل الجنة ، وهذا من رحمة الله عز وجل ومن فضل الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يعطى أجر كل من عمل بسنته وشريعته .
(276) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب من جاهد نفسه في طاعة الله ، رقم ( 6500 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة ، رقم ( 30 ) .
(277) رواه البخاري ،كتاب التفسير،باب يثبت الله الذين آمنوا .، رقـم (4699) ، ومسلم ،كتاب الجنة ،باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ،رقـم (2871) .
(278) رواه مسلم ، كتاب صفات النافقين ، باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة ، رق ( 2808 ) [ 57 ] .
(279) رواه مسلم ، كتاب صفات المنافقين ، باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة ، رقم ( 2808 ) [56 ] .
(280) رواه مسلم ، كتاب الجنائز ، باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه ، رقم ( 948 ) .
(281) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب كيف الحشر ، رقم ( 6528 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب أهون أهل النار عذاباً ، رقم ( 221 ) .
(282) رواه مسلم ، كتاب التوبة ، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله ، رقم ( 2767 ) .
(283) رواه مسلم ، كتاب التوبة ، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله ، رقم ( 2767 ) [ 51 ] .
(284) رواه البخاري ، كتاب التفسير ، باب قوله : ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا . . ، رقم ( 4685 ) ، ومسلم ، كتاب التوبة ، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله ، رقم ( 2768 ) .
(285) رواه الترمذي ، كتاب صفة القيامة ، بدون ذكر الباب ، رقم ( 2459 ) ، وابن ماجه ، كتاب الزهد ، باب ذكر الموت والاستعداد له ، ( 4260 ) .
(286) رواه الترمذي ، كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أهل الجنة ، رقم ( 2546 ) ، وابن ماجه ، كتاب الزهد ، باب صفة أمة محمد . . . ، رقم ( 4289 ) .
أما الرجاء من دون عمل يُبنى عليه ، فإنه تمنٍّ لا يستفيد منه العبد ، ولهذا جاء في الحديث : (( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ))(285) . فلابد من عمل يتحقق به الرجاء .
ذكر المؤلف رحمه الله حديث معاذ بن جبل ؛ أنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار . فقال : له : (( أتدري ما حق الله على العباد ، وحق العباد على الله ؟)) قال الله ورسوله أعلم .
وهذا من آداب طالب العلم ، إذا سئل عن شيء ؛ أن يقول الله أعلم ، ولا يتكلم فيما لا يعلم .
قال (( حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئاً ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً )) .
يعني أن لا يعذب من عبده وهو لا يشرك به شيئاً ؛ لأن نفي الشرك يدل على الإخلاص والتوحيد ، ولا إخلاص وتوحيد إلا بعبادة .
فقلت : يا رسول الله أفلا أبشر الناس ؟ فقال (( لا تبشرهم فيتكلوا )).
يعني لا تبشرهم فيتكلوا على ما يجب ، ولا يقوموا بما ينبغي أن يقوموا به من النوافل ، ولكن معاذاً رضي الله عنه أخبر بها عند موته تأثماً . يعني خوفاً من إثم كتمان العلم فأخبر بها .
ولكن قول الرسول : (( لا تبشرهم فيتكلوا )) فيه إنذار من الاتكال على هذا ، وأن الإنسان يجب أن يعلم أنه لابد من عبادة .
وكذلك الأحاديث التي ذكرها المؤلف كلها في سياق الرجاء . منها أن المؤمن يسأل في القبر ، فيشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو القول الثابت الذي قال الله فيه: ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) [إبراهيم:27] ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
والميت في قبره يسأل عن ثلاث : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم .
وكذلك أيضا ما ذكره رحمه الله من صفة محاسبة العبد المؤمن ، أن الله عز وجل يأتي يوم القيامة ، فيخلو بعبده المؤمن ، ويضع عليه كنفه يعني ستره ويقول : فعلت كذا وفعلت كذا ، ويقرره بالذنوب ، فإذا أقر قال (( كنت سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم . فيعطى كتاب حسناته باليمين )) .
ومن ذلك أيضا أن المؤمنين كل واحد منهم يهودياً أو نصرانياً يوم القيامة ، ويقال : هذا فكاكك من النار ، يعني هذا يكون بدلك في النار ، وأما أنت فقد نجوت .
فنحن يوم القيامة إن شاء الله تعالى كل واحد منا يجعل بيده يهودي أو نصراني يلقى في النار بدلاً عنه ، يكون فكاكاً له من النار .
ولا يلزم من هذا أن يكون اليهود والنصارى على قدر المسلمين ، فالكفار أكثر من المسلمين بكثير ، من اليهود والنصارى والمشركين وغيرهم ؛ لأن بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون كلهم في النار وواحد في الجنة .
وذكر المؤلف أيضا حديثاً أن الرسول عليه الصلاة والسلام عرض على الصحابة . فقال (( أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ، ثلث أهل الجنة ؟ قالوا : بلى ، قال : إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة )) يعني : نصف أهل الجنة من هذه الأمة ، والنصف الباقي من بقية الأمم كلها ، وهذا يدل على كثرة هذه الأمة ، لأنها آخر الأمم ، وهي التي ستبقى إلى يوم القيامة .
وقد جاء في السنن والمسند ، أن صفوف أهل الجنة مائة وعشرون (286) ، منها ثمانون من هذه الأمة ، فتكون هذه الأمة ثلثي أهل الجنة ، وهذا من رحمة الله عز وجل ومن فضل الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يعطى أجر كل من عمل بسنته وشريعته .
(276) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب من جاهد نفسه في طاعة الله ، رقم ( 6500 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة ، رقم ( 30 ) .
(277) رواه البخاري ،كتاب التفسير،باب يثبت الله الذين آمنوا .، رقـم (4699) ، ومسلم ،كتاب الجنة ،باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ،رقـم (2871) .
(278) رواه مسلم ، كتاب صفات النافقين ، باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة ، رق ( 2808 ) [ 57 ] .
(279) رواه مسلم ، كتاب صفات المنافقين ، باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة ، رقم ( 2808 ) [56 ] .
(280) رواه مسلم ، كتاب الجنائز ، باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه ، رقم ( 948 ) .
(281) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب كيف الحشر ، رقم ( 6528 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب أهون أهل النار عذاباً ، رقم ( 221 ) .
(282) رواه مسلم ، كتاب التوبة ، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله ، رقم ( 2767 ) .
(283) رواه مسلم ، كتاب التوبة ، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله ، رقم ( 2767 ) [ 51 ] .
(284) رواه البخاري ، كتاب التفسير ، باب قوله : ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا . . ، رقم ( 4685 ) ، ومسلم ، كتاب التوبة ، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله ، رقم ( 2768 ) .
(285) رواه الترمذي ، كتاب صفة القيامة ، بدون ذكر الباب ، رقم ( 2459 ) ، وابن ماجه ، كتاب الزهد ، باب ذكر الموت والاستعداد له ، ( 4260 ) .
(286) رواه الترمذي ، كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أهل الجنة ، رقم ( 2546 ) ، وابن ماجه ، كتاب الزهد ، باب صفة أمة محمد . . . ، رقم ( 4289 ) .
عدد المشاهدات *:
421028
421028
عدد مرات التنزيل *:
177478
177478
حجم الخط :
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 20/04/2015