اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الجمعة 11 شوال 1445 هجرية
? ?? ?????? ?????? ???? ????? ???????? ?????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ????????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ??????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? ? ????? ?????? ????? ?????? ???? ??????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

حكمة

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
مجموع فتاوى ابن تيمية
الجزء الأول
توحيد الألوهية
فصل: في الزيارة الشرعية والبدعية للقبور‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏
قصد السفر لقبر النبي صلى الله عليه وسلم‏
مجموع فتاوى ابن تيمية
وأما السفر إلى مسجده للصلاة فيه والسفر إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه فهو مستحب، والسفر إلى الكعبة للحج فواجب‏.‏ فلو سافر أحد السفر الواجب والمستحب لم يكن مثل واحد من الصحابة الذين سافروا إليه فى حياته، فكيف بالسفر المنهى عنه ‏؟‏ وقد اتفق الأئمة على أنه لو نذر أن يسافر إلى قبره صلوات اللّه وسلامه عليه، أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين، لم يكن عليه أن يوفى بنذره، بل ينهى عن ذلك‏.‏ ولو نذر السفر إلى مسجده أو المسجد الأقصى للصلاة ففيه قولان للشافعى ‏:‏
أظهرهما عنه‏:‏ يجب ذلك وهو مذهب مالك وأحمد‏.‏
والثانى‏:‏ لا يجب وهو مذهب أبى حنيفة؛ لأن من أصله أنه لا يجب من النذر إلا ما كان واجبا بالشرع، وإتيان هذين المسجدين ليس واجبا بالشرع فلا يجب بالنذر عنده‏.‏
وأما الأكثرون فيقولون‏:‏ هو طاعة للّه، وقد ثبت فى صحيح البخارى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏من نَذَر أن يطيع اللّه فليطعه، ومن نذر أن يعصى اللّه فلا يعصه‏)‏‏.‏
وأما السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين فلا يجب بالنذر عند أحد منهم لأنه ليس بطاعة، فكيف يكون من فعل هذا كواحد من أصحابه ‏؟‏ وهذا مالك كره أن يقول الرجل‏:‏ زرت قبر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، واستعظمه‏.‏ وقد قيل‏:‏ إن ذلك ككراهية زيارة القبور، وقيل‏:‏ لأن الزائر أفضل من المزور، وكلاهما ضعيف عند أصحاب مالك‏.‏
والصحيح أن ذلك لأن لفظ زيارة القبر مجمل يدخل فيها الزيارة البدعية التى هى من جنس الشرك، فإن زيارة قبور الأنبياء وسائر المؤمنين على وجهين ـ كما تقدم ذكره ـ‏:‏ /زيارة شرعية، وزيارة بدعية‏.‏
فالزيارة الشرعية يقصد بها السلام عليهم والدعاء لهم، كما يقصد الصلاة على أحدهم إذا مات فيصلى عليه صلاة الجنازة، فهذه الزيارة الشرعية‏.‏
والثانى‏:‏ أن يزورها كزيارة المشركين وأهل البدع لدعاء الموتى وطلب الحاجات منهم، أو لاعتقاده أن الدعاء عند قبر أحدهم أفضل من الدعاء فى المساجد والبيوت، أو أن الإقسام بهم على اللّه وسؤاله سبحانه بهم أمر مشروع يقتضى إجابة الدعاء، فمثل هذه الزيارة بدعة منهى عنها‏.‏
فإذا كان لفظ ‏[‏الزيارة‏]‏ مجملاً يحتمل حقاً وباطلاً، عدل عنه إلى لفظ لا لبس فيه كلفظ ‏"‏السلام‏"‏ عليه، ولم يكن لأحد أن يحتج على مالك بما روى فى زيارة قبره أو زيارته بعد موته، فإن هذه كلها أحاديث ضعيفة بل موضوعة، لا يحتج بشىء منها فى أحكام الشريعة‏.‏
والثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة‏)‏ هذا هو الثابت فى الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال‏:‏ قبرى‏.‏ وهو صلى الله عليه وسلم حين قال هذا القول لم يكن قد قبر بعد ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ ولهذا لم يحتج بهذا أحد من الصحابة، لما تنازعوا فى موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم لكان نصاً فى محل النزاع‏.‏ ولكن دفن فى حجرة عائشة فى الموضع الذى مات فيه، بأبى هو وأمى ـ صلوات الله عليه وسلامه‏.‏
ثم لما وسع المسجد فى خلافة الوليد بن عبد الملك، وكان نائبه على المدينة عمر بن عبد العزيز أمره أن يشترى الحجر ويزيدها فى المسجد، وكانت الحجر من جهة المشرق والقبلة فزيدت فى المسجد ودخلت حجرة عائشة فى المسجد من حينئذ، وبنوا الحائط البرانى مُسَنَّما محرفاً، فإنه ثبت فى صحيح مسلم من حديث أبى مرثد الغنوى أنه قال صلى الله عليه وسلم لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها‏)‏ لأن ذلك يشبه السجود لها، وإن كان المصلى إنما يقصد الصلاة لله تعالى‏.‏ وكما نهى عن اتخاذها مساجد ونهى عن قصد الصلاة عندها، وإن كان المصلى إنما يقصد الصلاة لله سبحانه والدعاء له‏.‏ فمن قصد قبور الأنبياء والصالحين لأجل الصلاة والدعاء عندها، فقد قصد نفس المحرم الذى سد الله ورسوله ذريعته، وهذا بخلاف السلام المشروع، حسبما تقدم‏.‏
وقد روى سفيان الثورى عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن لله ملائكة سياحين فى الأرض يبلغونى عن أمتى السلام‏)‏ رواه النسائى وأبو حاتم فى صحيحه، وروى نحوه عن أبى هريرة‏.‏ فهذا فيه أن سلام البعيد تبلغه الملائكة‏.‏
وفى الحديث المشهور الذى رواه أبو الأشعث الصنعانى عن أوس بن أوس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أكثروا على من الصلاة فى كل يوم جمعة، فإن صلاة أمتى تعرض على يومئذ، فمن كان أكثرهم على صلاة كان أقربهم منى منزلة‏)‏‏.‏
وفى مسند الإمام أحمد‏:‏ حدثنا شُرَيح، حدثنا عبد الله بن نافع عن ابن أبى ذئب، عن المقبرى، عن أبى هريرة قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا تتخذوا قبرى عيداً، ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً، وصلوا على حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغنى‏)‏ ورواه أبو داود‏.‏ قال القاضى عياض‏:‏ وروى أبو بكر بن أبى شيبة عن أبى هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من صلى علي عند قبرى سمعته‏.‏ ومن صلى علي نائيًا أبلغته‏)‏‏.‏
وهذا قد رواه محمد بن مروان السدى عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة، وهذا هو السدى الصغير وليس بثقة، وليس هذا من حديث الأعمش‏.‏
وروى أبو يعلى الموصلى فى مسنده، عن موسى بن محمد بن حبان، عن أبى بكر الحنفى‏:‏ حدثنا عبد الله بن نافع، حدثنا العلاء بن عبد الرحمن سمعت الحسن بن على قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏صلوا فى بيوتكم ولا تتخذوها قبورا، ولا تتخذوا بيتى عيداً‏.‏ صلوا على وسلموا فإن صلاتكم وسلامكم يبلغنى‏)‏‏.‏
وروى سعيد بن منصور فى سننه أن عبد الله بن حسن بن حسن بن على بن أبى طالب رأى رجلا يكثر الاختلاف إلى قبر النبى صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ يا هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏لا تتخذوا قبرى عيداً، وصلوا على حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغنى‏)‏ فما أنت ورجل بالأندلس منه إلا سواء‏.‏
وروى هذا المعنى عن على بن الحسين زين العابدين عن أبيه عن على بن أبى طالب، ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسى الحافظ فى مختاره الذى هو أصح من صحيح الحاكم‏.‏ وذكر القاضى عياض عن الحسن بن على قال‏:‏ إذا دخلت فسلم على النبى صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏لا تتخذوا بيتى عيداً، ولا تتخذوا بيوتكم قبوراً، وصلوا على حيث كنتم، فإن صلاتكم تبلغنى حيث كنتم‏)‏‏.‏
ومما يوهن هذه الحكاية أنه قال فيها‏:‏ ‏(‏ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله يوم القيامة‏)‏ إنما يدل على أنه يوم القيامة تتوسل الناس بشفاعته، وهذا حق كما تواترت به الأحاديث، لكن إذا كان الناس يتوسلون بدعائه وشفاعته يوم القيامة كما كان أصحابه يتوسلون بدعائه وشفاعته فى حياته، فإنما ذاك طلب لدعائه وشفاعته، فنظير هذا ـ لو كانت الحكاية صحيحة ـ أن يطلب منه الدعاء والشفاعة فى الدنيا عند قبره‏.‏
ومعلوم أن هذا لم يأمر به النبى صلى الله عليه وسلم ولا سنه لأمته، ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين لا مالك ولا غيره من الأئمة، فكيف يجوز أن ينسب إلى مالك مثل هذا الكلام الذى لا يقوله إلا جاهل لا يعرف الأدلة الشرعية ولا الأحكام المعلومة أدلتها الشرعية، مع علو قدر مالك وعظم فضيلته وإمامته، وتمام رغبته فى اتباع السنة وذم البدع وأهلها ‏؟‏ وهل يأمر بهذا أو يشرعه إلا مبتدع ‏؟‏ فلو لم يكن عن مالك قول يناقض هذا، لعلم أنه لا يقول مثل هذا‏.‏
ثم قال فى الحكاية‏:‏ ‏[‏استقبله واستشفع به فيشفعك اللّه‏]‏ والاستشفاع به معناه فى اللغة‏:‏ أن يطلب منه الشفاعة كما يستشفع الناس به يوم القيامة، وكما كان أصحابه يستشفعون به‏.‏ ومنه الحديث الذى فى السنن أن أعرابياً قال‏:‏ يا رسول الله، جهدت الأنفس وجاع العيال، وهلك المال، فادع اللّه لنا، فإنا نستشفع بالله عليك، ونستشفع بك على اللّه‏.‏ فسبح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى عرف ذلك فى وجوه أصحابه وقال‏:‏ ‏(‏ويحك أتدرى ما تقول ‏؟‏ شأن الله أعظم من ذلك، إنه لا يستشفع به على أحد من خلقه‏)‏، وذكر تمام الحديث‏.‏
فأنكر قوله‏:‏ ‏[‏نستشفع باللّه عليك‏]‏ ومعلوم أنه لا ينكر أن يسأل المخلوق باللّه أو يقسـم عليه باللّه، وإنما أنكـر أن يكون الله شـافعاً إلى المخلوق؛ ولهـذا لم ينكـر قولـه‏:‏ ‏(‏نستشفع بك على اللّه‏)‏ فإنه هو الشافع المشفع‏.‏
وهم ـ لو كانت الحكاية صحيحة ـ إنما يجيئون إليه لأجل طلب شفاعته صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا قال فى تمام الحكاية‏:‏ ‏{ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ }‏ الآية ‏[‏النساء‏:‏ 64‏]‏، وهؤلاء إذا شرع لهم أن يطلبوا منه الشفاعة والاستغفار بعد موته، فإذا أجابهم فإنه يستغفر لهم، واستغفاره لهم دعاء منه وشفاعة أن يغفر الله لهم‏.‏
وإذا كان الاستشفاع منه طلب شفاعته فإنما يقال فى ذلك‏:‏ ‏[‏استشفع به فيشفعه الله فيك‏]‏ لا يقال‏:‏ فيشفعك الله فيه‏.‏ وهذا معروف الكلام ولغة النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسائر العلماء يقال‏:‏ شفع فلان فى فلان فشفع فيه‏.‏فالمشفع الذى يشفعه المشفوع إليه هو الشفيع المستشفع به، لا السائل الطالب من غيره أن يشفع له، فإن هذا ليس هو الذى شفع، فمحمد صلى الله عليه وسلم هو الشفيع المشفع، ليس المشفع الذى يستشفع به‏.‏ ولهذا يقول فى دعائه‏:‏ يا رب شفعنى، فيشفعه اللّه، فيطلب من الله سبحانه أن يشفعه لا أن يشفع طالبى شفاعته، فكيف يقول‏:‏ واستشفع به فيشفعك الله ‏؟‏ وأيضا فإن طلب شفاعته ودعائه واستغفاره بعد موته وعند قبره، ليس مشروعا عند أحد من أئمة المسلمين، ولا ذكر هذا أحد من الأئمة الأربعة وأصحابهم القدماء، وإنما ذكر هذا بعض المتأخرين؛ ذكروا حكاية عن العتبى أنه رأى أعرابياً أتى قبره وقرأ هذه الآية، وأنه رأى فى المنام أن الله غفر له‏.‏ وهذا لم يذكره أحد من المجتهدين من أهل المذاهب المتبوعين، الذين يفتى الناس بأقوالهم، ومن ذكرها لم يذكر عليها دليلاً شرعيا‏.‏
ومعلوم أنه لو كان طلب دعائه وشفاعته واستغفاره عند قبره مشروعا، لكان الصحابة والتابعون لهم بإحسان أعلم بذلك وأسبق إليه من غيرهم، ولكان أئمة المسلمين يذكرون ذلك، وما أحسن ما قال مالك‏:‏ ‏(‏لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها‏)‏ قال‏:‏ ولم يبلغنى عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك‏.‏
فمثل هذا الإمام كيف يشرع دينا لم ينقل عن أحد السلف، ويأمر الأمة أن يطلبوا الدعاء والشفاعة والاستغفار ـ بعد موت الأنبياء والصالحين ـ منهم عند قبورهم، وهو أمر لم يفعله أحد من سلف الأمة ‏؟‏
ولكن هذا اللفظ الذى فى الحكاية يشبه لفظ كثير من العامة الذين يستعملون لفظ الشفاعة فى معنى التوسل، فيقول أحدهم‏:‏ اللهم إنا نستشفع إليك بفلان وفلان أى نتوسل به‏.‏ويقولون لمن توسل فى دعائه بنبى أو غيره‏:‏ ‏[‏قد تشفع به‏]‏ من غير أن يكون المستشفع به شفع له ولا دعا له، بل وقد يكون غائباً لم يسمع كلامه ولا شفع له، وهذا ليس هو لغة النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعلماء الأمة، بل ولا هو لغة العرب، فإن الاستشفاع طلب الشفاعة‏.‏ والشافع هو الذى يشفع السائل فيطلب له ما يطلب من المسؤول المدعو المشفوع إليه‏.‏
وأما الاستشفاع بمن لم يشفع للسائل ولا طلب له حاجة بل وقد لا يعلم بسؤاله، فليس هذا استشفاعاً لا فى اللغة ولا فى كلام من يدرى ما يقول‏:‏ نعم هذا سؤال به ودعاؤه ليس هو استشفاعاً به‏.‏ولكن هؤلاء لما غيروا اللغة ـ كما غيروا الشريعة ـ وسموا هذا استشفاعاً أى سؤالا بالشافع صاروا يقولون‏:‏ ‏[‏استشفع به فيشفعك‏]‏ أى يجيب سؤالك به، وهذا مما يبين أن هذه الحكاية وضعها جاهل بالشرع واللغة وليس لفظها من ألفاظ مالك‏.‏
نعم، قد يكون أصلها صحيحا، ويكون مالك قد نهى عن رفع الصوت فى مسجد الرسول اتباعاً للسنة، كما كان عمر ينهى عن رفع الصوت فى مسجده، ويكون مالك أمر بما أمر اللّه به من تعزيره وتوقيره ونحو ذلك مما يليق بمالك أن يأمر به‏.‏
ومن لم يعرف لغة الصحابة التى كانوا يتخاطبون بها ويخاطبهم بها النبى صلى الله عليه وسلم وعادتهم فى الكلام، وإلا حرف الكلم عن مواضعه، فإن كثيراً من الناس ينشأ على اصطلاح قومه وعادتهم فى الألفاظ، ثم يجد تلك الألفاظ فى كلام اللّه أو رسوله أو الصحابة، فيظن أن مراد اللّه أو رسوله أو الصحابة بتلك الألفاظ ما يريده بذلك أهل عادته واصطلاحه، ويكون مراد اللّه ورسوله والصحابة خلاف ذلك‏.‏
وهذا واقع لطوائف من الناس من أهل الكلام والفقه والنحو والعامة وغيرهم، وآخرون يتعمدون وضع ألفاظ الأنبياء وأتباعهم على معان أخر مخالفة لمعانيهم، ثم ينطقون بتلك الألفاظ مريدين بها ما يعنونه هم، ويقولون‏:‏ إنا موافقون للأنبياء ‏!‏ وهذا موجود فى كلام كثير من الملاحدة المتفلسفة والإسماعيلية ومن ضاهاهم من ملاحدة المتكلمة والمتصوفة، مثل من وضع ‏[‏المحدث‏]‏ و‏[‏المخلوق‏]‏ و ‏[‏المصنوع‏]‏ على ماهو معلول وإن كان عنده قديماً أزلياً، ويسمى ذلك ‏[‏الحدوث الذاتى‏]‏ ثم يقول‏:‏ نحن نقول‏:‏ إن العالم محدث، وهو مراده‏.‏ومعلوم أن لفظ المحدث بهذا الاعتبار ليس لغة أحد من الأمم، وإنما المحدث عندهم ما كانوا بعد أن لم يكن‏.‏
وكذلك يضعون لفظ ‏[‏الملائكة‏]‏ على ما يثبتونه من العقول والنفوس وقوى النفس‏.‏ولفظ ‏[‏الجن‏]‏ و ‏[‏الشياطين‏]‏ على بعض قوى النفس، ثم يقولون‏:‏ نحن نثبت ما أخبرت به الأنبياء وأقر به جمهور الناس من الملائكة والجن والشياطين‏.‏ومن عرف مراد الأنبياء ومرادهم علم بالاضطرار أن هذا ليس هو ذاك، مثل أن يعلم مرادهم بالعقل الأول، وأنه مقارن عندهم لرب العالمين أزلا وأبداً، وأنه مبدع لكل ما سواه، أو بتوسطه حصل كل ما سواه‏.‏والعقل الفعال عندهم عنه يصدر كل ما تحت فلك القمر، ويعلم بالاضطرار من دين الأنبياء أنه ليس من الملائكة عندهم من هو رب كل ما سوى الله، ولا رب كل ما تحت فلك القمر، ولا من هو قديم أزلى أبدى لم يزل ولا يزال‏.‏


عدد المشاهدات *:
356722
عدد مرات التنزيل *:
250015
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

مجموع فتاوى ابن تيمية

روابط تنزيل : قصد السفر لقبر النبي صلى الله عليه وسلم‏
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا لتنزيل البرنامج / المادةاضغط هنا لتنزيل  قصد السفر لقبر النبي صلى الله عليه وسلم‏
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  قصد السفر لقبر النبي صلى الله عليه وسلم‏ لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
مجموع فتاوى ابن تيمية


@designer
1