اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الجمعة 18 شوال 1445 هجرية
????? ??????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ??????? ??? ????? ??? ??? ???? ????? ????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ???????? ?????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

العلم

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الثامن
خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
سنة تسع وأربعين
ذكر من توفى فى هذه السنة من الأعيان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الحسن بن على بن أبى طالب
أبو محمد القرشى الهاشمى سبط رسول الله ص ابن ابنته فاطمة الزهراء وريحانته وأشبه خلق الله به فى وجهه ولد للنصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة فحنكه رسول الله بريقه وسماه حسنا وهو أكبر ولد أبويه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا شديدا حتى كان يقبل ذبيبته وهو صغير وربما مص لسانه واعتنقه وداعبه وربما جاء رسول الله ص ساجد فى الصلاة فيركب على ظهره فيقره على ذلك ويطيل السجود من أجله وربما صعد معه إلى المنبر وقد ثبت فى الحديث أنه عليه السلام بينما هو يخطب إن رأى الحسن والحسين مقبلين فنزل إليهما فاحتضنهما وأخذهما معه إلى المنبر وقال صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة
إنى رأيت هذين يمشيان ويعثران فلم أملك أن نزلت إليهما ثم قال إنكم لمن روح الله وإنكم لتبجلون وتحببون وقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي عاصم عن عمر بن سعيد سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث أن أبا بكر صلى بهم العصر بعد وفاة رسول الله بليال ثم خرج هو وعلى يمشيان فرأى الحسن يلعب مع الغلمان فاحتمله على عنقه وجعل يقول يابابى شبه النبى ليس شبيها بعلى قال وعلى يضحك وروى سفيان الثورى وغير واحد قالوا ثنا وكيع ثنا إسماعيل بن أبى خالد سمعت أبا جحيفة يقول رأيت النبى ص وكان الحسن بن على يشبهه ورواه البخارى ومسلم من حديث إسماعيل بن أبى خالد قال وكيع لم يسمع إسماعيل من أبى جحيفة إلا هذا الحديث وقال أحمد ثنا أبو داود الطيالسى ثنا زمعة عن ابن أبى مليكة قالت كانت فاطمة تنقر للحسن بن على وتقول يابابى شبه النبى ليس شبيها بعلى وقال عبد الرزاق وغيره عن معمر عن الزهرى عن أنس قال كان الحسن بن على أشبههم وجها برسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه أحمد عن عبد الرزاق بنحوه وقال أحمد ثنا حجاج ثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن هانىء عن على قال الحسن أشبه برسول الله ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه برسول الله ما أسفل من ذلك ورواه الترمذي من حديث إسرائيل وقال حسن غريب وقال أبو داود الطيالسى ثنا قيس عن أبى إسحاق عن هانىء بن هانىء عن على قال كان الحسن أشبه الناس برسول الله من وجهه إلى سرته وكان الحسين أشبه الناس به
ما أسفل من ذلك وقد روى عن ابن عباس وابن الزبير أن الحسن بن على كان يشبه النبى ص وقال أحمد ثنا حازم بن الفضيل ثنا معتمر عن أبيه قال سمعت أبا تميمة يحدث عن أبى عثمان النهدى يحدثه أبو عثمان عن أسامة بن زيد قال كان النبى ص يأخذنى فيقعدنى على فخده ويقعد الحسن على فخده الأخرى ثم يضمنا ثم يقول اللهم ارحمهما فأنى ارحمهما كذا رواه البخارى عن النهدى عن محمد بن الفضيل أخو حازم به وعن على بن المدينى عن يحيى القطان عن سليمان التيمى عن أبى تميمة عن أبى عثمان عن أسامة وأخرجه أيضا عن موسى بن إسماعيل ومسدد عن معتمر عن أبيه عن أبى عثمان عن أسامة فلم يذكر أبا تميمة والله أعلم وفى رواية اللهم إنى أحبهما فأحبهما وقال شعبة عن عدى بن ثابت عن البراء بن عازب قال رأيت النبى صلى الله عليه وسلم والحسن بن على عاتقه وهو يقول اللهم إنى أحبه فأحبه أخرجاه من حديث شعبة ورواه على بن الجعد عن فضيل بن مرزوق عن عدى عن البراء فزاد وأحب من أحبه وقال الترمذى حسن صحيح وقال أحمد ثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبى يزيد عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبى هريرة عن النبى ص قال للحسن بن على اللهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه ورواه مسلم عن أحمد وأخرجاه من حديث شعبة وقال أحمد ثنا أبو النضر ثنا ورقاء عن عبيد الله عن أبى يزيد عن نافع بن جبير عن أبى هريرة قال كنت مع النبى ص فى سوق من أسواق المدينة فانصرف وانصرفت معه فجاء إلى فناء فاطمة فقال أى لكع أى لكغ أى لكع فلم يجبه أحد فانصرف وانصرفت معه إلى فناء فقعد قال فجاء الحسن بن على قال أبو هريرة ظننا أن أمه حبسته لتجعل فى عنقه السخاب فلما دخل التزمه رسول الله والتزم هو رسول الله ثم قال إنى أحبه وأحب من يحبه ثلاث مرات وأخرجاه من حديث سفيان بن عيينة عن عبد الله به وقال أحمد ثنا حماد الخياط ثنا هشام بن سعد عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبى هريرة قال خرج رسول الله إلى سوق بنى قينقاع متكئا على يدى فطاف فيها ثم رجع فاحتبى فى المسجد وقال أين لكاع ادعوا لى لكاع فجاء الحسن فاشتد حتى وثب فى حبوته فأدخل فمه فى فمه ثم قال اللهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه ثلاثا قال أبو هريرة ما رأيت الحسن إلا فاضت عينى أو قال دمعت عينى أو بكيت وهذا على شرط مسلم ولم يخرجوه وقد رواه الثورى عن نعيم عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة فذكر مثله أو نحوه ورواه معاوية بن أبى برود عن أبيه عن أبى هريرة بنحوه وفيه زيادة وروى أبو إسحاق عن الحارث عن على نحوا من هذا ورواه عثمان بن أبى اللباب عن ابن أبى مليكة عن عائشة بنحوه وفيه زيادة وروى أبو إسحاق عن الحارث عن على نحوا من هذا السياق وقال سفيان الثورى وغيره عن سالم بن أبى حفصة عن أبى حازم عن أبى هريرة قال قال
رسول الله ص من أحب الحسن والحسين فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى غريب من هذا الوجه وقال أحمد ثنا ابن نمير ثنا الحجاج يعنى ابن دينار عن جعفر بن إياس عن عبد الرحمن بن مسعود عن أبى هريرة قال خرج علينا رسول الله ومعه حسن وحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا فقال له رجل يا رسول الله إنك لتحبهما فقال من أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى تفرد به أحمد وقال أبو بكر ابن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال كان رسول الله ص يصلى فجاء الحسن والحسين فجعلا يتوثبان على ظهره إذا سجد فأراد الناس زجرهما فلما سلم قال للناس هذان ابناى من أحبهما فقد أحبنى ورواه النسائى من حديث عبيد الله بن موسى عن على بن صالح عن عاصم به وقد ورد عن عائشة وأم سلمة أمى المؤمنين أن رسول الله اشتمل على الحسن والحسين وأمهما وأبيهما فقال اللهم هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وقال محمد بن سعد ثنا محمد ابن عبد الله الأسدى ثنا شريك عن جابر عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن ابن على وقد رواه وكيع عن الربيع بن سعد عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر فذكر مثله وإسناده لا بأس به ولم يخرجوه وجاء من حديث على وأبى سعيد وبريده أن رسول الله قال الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما وقال أبو القاسم البغوى ثنا داود بن عمرو ثنا إسماعيل ابن عياش حدثنى عبد الله بن عثمان بن خيثم عن سعد بن راشد عن يعلى بن مرة قال جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله فجاء أحدهما قبل الآخر فجعل يده تحت رقبته ثم ضمه إلى إبطه ثم جاء الآخر فجعل يده إلى الأخرى فى رقبته ثم ضمه إلى إبطه وقبل هذا ثم قبل هذا ثم قال اللهم إنى أحبهما فأحبهما ثم قال أيها الناس إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة وقد رواه عبد الرزاق عن معمر عم أبى خيثم عن محمد بن الأسود بن خلف عن أبيه أن رسول الله أخذ حسنا فقبله ثم أقبل عليهم فقال إن الولد مبخلة مجبنة وقال ابن خزيمة ثنا عبدة بن عبد الله الخزاعى ثنا زيد بن الحباب ح وقال أبو يعلى أبو خيثمة ثنا زيد بن الحباب حدثنى حسين بن واقد حدثنى عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله ص يخطب فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان فنزل رسول الله إليهما فأخذهما فوضعهما فى حجره على المنبر ثم قال صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة رأيت هذين الصبين فلم أصبر ثم أخذ فى خطته وقد رواه أبو داود والترمذى وابن ماجه من حديث الحسين بن واقد وقال الترمذى حسن غريب لا نعرفه إلا من حديثه وقد رواه محمد الضمرى عن زيد بن أرقم فذكر القصة للحسن وحده وفى
حديث عبد الله بن شداد عن أبيه أن رسول الله صلى بهم إحدى صلاتى العشى فسجد سجدة أطال فيها السجود فلما سلم قال الناس له فى ذلك قال إن ابنى هذا يعنى الحسن ارتحلنى فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته وقال الترمذى عن أبى الزبير عن جابر قال دخلت على رسول الله وهو حامل الحسن والحسين على ظهره وهو يمشى بهما على أربع فقلت نعم الحمل حملكما فقال ونعم العدلان هما على شرط مسلم ولم يخرجوه وقال أبو يعلى ثنا أبو هاشم ثنا أبو عامر ثنا زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال خرج رسول الله وهو حامل الحسن على عاتقه فقال له رجل يا غلام نعم المركب ركبت فقال رسول الله ونعم الراكب هو وقال أحمد حدثنا تليد بن سليمان ثنا أبو الحجاف عن أبى حازم عن أبى هريرة قال نظر رسول الله إلى على وحسن وحسين وفاطمة فقال أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم وقد رواه النسائى من حديث أبى نعيم وابن ماجه من حديث وكيع كلاهما عن سفيان الثورى عن أبى الحجاف داود بن أبى عوف قال وكيع وكان مريضا عن أبى حازم عن أبى هريرة أن رسول الله قال عن الحسن والحسين من أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى وقد رواه أسباط عن السدى عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم فذكره وقال بقية عن يجير بن سعيد عن خالد ابن معدان عن المقدام بن معدى كرب قال سمعت رسول الله يقول الحسن مني والحسين من على فيه نكارة لفظا ومعنى وقال أحمد ثنا محمد بن أبى عدى عن ابن عوف عن عمير بن إسحاق قال كنت مع الحسن بن على فلقينا أبو هريرة فقال أرنى أقبل منك حيث رأيت رسول الله يقبل فقال بقميصه قال فقبل سرته تفرد به أحمد ثم رواه عن إسماعيل بن علية عن ابن عوف وقال أحمد ثنا هاشم بن القاسم عن جرير عن عبد الرحمن أبى عوف الجرشى عن معاوية قال رأيت رسول الله يمص لسانه أو قال شفته يعنى الحسن بن على وإنه لن يعذب لسان أو شفتان يمصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرد به أحمد وقد ثبت فى الصحيح عن أبى بكرة وروى أحمد عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ص قال إن ابنى هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين وقد تقدم هذا الحديث فى دلائل النبوة وتقدم قريبا عند نزول الحسن لمعاوية عن الخلافة ووقع ذلك تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم هذا وكذلك ذكرناه فى كتاب دلائل النبوة ولله الحمد والمنة وقد كان الصديق يجله ويعظمه ويكرمه ويحبه ويتفداه وكذلك عمر ابن الخطاب فروى الواقدى عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى عن أبيه أن عمر لما عمل الديوان فرض للحسن والحسين مع أهل بدر فى خمسة آلاف خمسة آلاف وكذلك كان عثمان بن عفان يكرم الحسن والحسين ويحبهما وقد كان الحسن بن على يوم الدار وعثمان بن عفان محصور
عنده ومعه السيف متقلدا به يحاجف عن عثمان فخشى عثمان عليه فأقسم عليه ليرجعن إلى منزلهم تطييا لقلب على وخوفا عليه رضى الله عنهم وكان على يكرم الحسن إكراما زائدا ويعظمه ويبجله وقد قال له يوما يا بنى ألا تخطب حتى أسمعك فقال إنى أستحى أن أخطب وأنا أراك فذهب على فجلس حيث لا يراه الحسن ثم قام الحسن فى الناس خطيبا وعلى يسمع فأدى خطبة بليغة فصيحة فلما انصرف جعل على يقول ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم وقد كان ابن عباس يأخذ الركاب للحسن والحسين إذا ركبا ويرى هذا من النعم عليه وكانا إذا طافا بالبيت يكاد الناس يحطمونهما مما يزدحمون عليهما للسلام عليهما رضى الله عنهما وأرضاهما وكان ابن الزبير يقول والله ما قامت النساء عن مثل الحسن بن على وقال غيره كان الحسن إذا صلى الغداة فى مسجد رسول الله يجلس فى مصلاه يذكر الله حتى ترتفع الشمس ويجلس إليه من يجلس من سادات الناس يتحدثون عنده ثم يقول فيدخل على أمهات المؤمنين فيسلم عليهن وربما أتحفنه ثم ينصرف إلى منزله ولما نزل لمعاوية عن الخلافة من ورعه صيانة لدماء المسلمين كان له على معاوية فى كل عام جائزة وكان يفد إليه فربما أجازه بأربعمائة درهم وراتبه فى كل سنة مائة ألف فانقطع سنة عن الذهاب وجاء وقت الجائزة فاحتاج الحسن اليها وكان من أكرم الناس فأراد أن يكتب إلى معاوية ليبعث بها إليه فلما نام تلك الليلة رأى رسول الله فى المنام فقال له يا بنى أتكتب إلى مخلوق بحاجتك وعلمه دعاء يدعو به فترك الحسن ما كان هم به من الكتابة فذكره معاوية وافتقده وقال ابعثوا إليه بمائتى ألف فلعل له ضرورة فى تركه القدوم علينا فحملت إليه من غير سؤال قال صالح بن أحمد سمعت أبي يقول الحسن بن على مدنى ثقة حكاه ابن عساكر فى تاريخه قالوا وقاسم الله ماله ثلاث مرات وخرج من ماله مرتين وحج خمسا وعشرين مرة ماشيا وإن الجنائب لتقاد بين يديه وروى ذلك البيهقى من طريق عبيد الله بن عمير عن ابن عباس وقال على بن زيد بن جدعان وقد علق البخارى فى صحيحه أنه حج ماشيا والجنائب تقاد بين يديه وروى داود بن رشيد عن حفص عن جعفر بن محمد عن أبيه قال حج الحسن بن على ماشيا والجنائب تقاد بين يديه ونجائبه تقاد إلى جنبه وقال العباس بن الفضل عن القاسم عن محمد بن على قال قال الحسن بن على إنى لأستحى من ربى أن ألقاه ولم امش إلى بيته فمشى عشرين مرة إلى المدينة عى رجليه قالوا وكان يقرأ فى بعض خطبه سورة إبراهيم وكان يقرأ كل ليلة سورة الكهف قبل أن ينام يقرؤها من لوح كان يدور معه حيث كان من بيوت نسائه فيقرؤه بعد ما يدخل فى الفراش قبل أن ينام رضى الله عنه وقد كان من الكرم على جانب عظيم قال محمد بن سيرين ربما أجاز الحسن بن على على الرجل الواحد بمائة ألف وقال سعيد بن عبد العزيز سمع الحسن رجلا
إلى جانبه يدعو الله أن يملكه عشرة آلاف درهم فقام إلى منزله فبعث بها إليه وذكروا أن الحسن رأى غلاما أسود يأكل من رغيف لقمة ويطعم كلبا هناك لقمة فقال له ما حملك على هذا فقال إنى أستحى منه أن آكل ولا أطعمه فقال له الحسن لا تبرح من مكانك حتى آتيك فذهب إلى سيده فاشتراه واشترى الحائط الذى هو فيه فأعتقه وملكه الحائط فقال الغلام يا مولاى قد وهبت الحائط للذى وهبتنى له قالوا وكان كثير التزوج وكان لا يفارقه أربع حرائر وكان مطلاقا مصداقا يقال أنه أحصن سبعين امرأة وذكروا أنه طلق امرأتين فى يوم واحدة من بنى أسد وأخرى من بنى فزارة فزارية وبعث إلى كل واحدة منهما بعشرة آلاف وبزقاق من عسل وقال للغلام اسمع ما تقول كل واحدة منهما فاما الفزارية فقالت جزاه الله خيرا ودعت له واما الأسدية فقالت متاع قليل من حبيب مفارق فرجع الغلام إليه بذلك فارتجع الأسدية وترك الفزارية وقد كان علي يقول لأهل الكوفة لا تزوجوه فانه مطلاق فبقولون والله يا أمير المؤمنين لو خطب إلينا كل يوم لزوجناه منا من شاء ابتغاء فى صهر رسول الله ص وذكروا أنه نام مع امرأته خولة بنت منظور الفزارى وقيل هند بنت سهيل فوق إجار فعمدت المرأة فربطت رجله بخمارها إلى خلخالها فلما استيقظ قال لها ما هذا فقالت خشيت أن تقوم من وسن النوم فتسقط فأكون أشأم سخلة على العرب فأعجبه ذلك منها واستمر بها سبعة أيام بعد ذلك وقال أبو جعفر الباقر جاء رجل إلى الحسين بن على فاستعان به فى حاجة فوجده معتكفا فاعتذر إليه فذهب إلى الحسن فاستعان به فقضى حاجته وقال لقضاء حاجة أخ لى فى الله أحب إلى من اعتكاف شهر وقال هشيم عن منصور عن ابن سيرين قال كان الحسن بن على لا يدعو إلى طعامه أحدا يقول هو أهون من أن يدعى إليه أحد وقال أبو جعفر قال على يا أهل الكوفة لا تزوجوا الحسن بن على فانه مطلاق فقال رجل من هذان والله لنزوجنه فما رضى أمسك وما كره طلق وقال أبو بكر الخرائطى فى كتاب مكارم الأخلاق ثنا ابن المنذر هو إبراهيم ثنا القواريرى ثنا عبد الأعلى عن هشام عن محمد بن سيرين قال تزوج الحسن بن على امرأة فبعث إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم وقال عبد الرزاق عن الثورى عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن الحسن بن سعد عن أبيه قال متع الحسن بن على امرأتين بعشرين ألفا وزقاق من على فقالت أحداهما وأراها الحنفية متاع قليل من حبيب مفارق وقال الواقدى حدثنى على بن عمر عن أبيه عن على بن الحسين قال كان الحسن بن على مطلاقا للنساء وكان لا يفارق امرأة إلا وهى تحبه وقال جويرية بن أسماء لما مات الحسن بكى عليه مروان فى جنازته فقال له الحسين أتبكيه وقد كنت تجرعه ما تجرعه فقال إنى كنت أفعل إلى أحلم من هذا وأشار هو
إلى الجبل وقال محمد بن سعد أنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدى عن ابن عون عن محمد بن إسحاق قال ما تكلم عندى أحد كان أحب إلى اذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن على وما سمعت منه كلمة فحش قط إلا مرة فانه كان بينه وبين عمرو بن عثمان خصومة فقال ليس له عندنا إلا ما رغم أنفه فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه قط قال محمد بن سعد وانا الفضل بن دكين أنا مساور الجصاص عن رزين بن سوار قال كان بين الحسن ومروان خصومة فجعل مروان يغلظ للحسن وحسن ساكت فامتخط مروان بيمينه فقال له الحسن ويحك أما علمت أن اليمنى للوجه والشمال للفرج أف لك فسكت مروان وقال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد قيل للحسن بن على إن أبا زر يقول الفقر أحب إلى من الغنى والسقم أحب إلى من الصحة فقال رحم الله أبا زر اما أنا فأقول من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أن يكون فى غير الحالة التى اختار الله له وهذا أحد الوقوف على الرضا بما تعرف به القضاء وقال أبو بكر محمد بن كسيان الأصم قال الحسن ذات يوم لأصحابه إنى أخبركم عن أخ لى كان من أعظم الناس فى عينى وكان عظيم ما عظمه فى عينى صغر الدنيا فى عينه كان خارجا عن سلطان بطنه فلا يشتهى مالا يجد ولا يكثر إذا وجد وكان خارجا عن سلطان فرجه فلا يستخف له عقله ولا رأيه وكان خارجا عن سلطان جهله فلا يمد يدا إلا على ثقة المنفعة ولا يخطو خطوة إلا لحسنة وكان لا يسخط ولا يتبرم كان إذا جامع العلماء يكون على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على الصمت كان أكثرهم دهره صامتا فإذا قال يذر القائلين وكان لا يشارك فى دعوى ولا يدخل فى مراء ولا يدلى بحجة حتى يرى قاضيا يقول مالا يفعل ويفعل مالا يقول تفضلا وتكرما كان لا يغفل عن إخوته ولا يستخص بشىء منهم كان لا يكرم أحدا فيما يقع العذر بمثله كان إذا ابتداه أمران لا يرى أيهما أقرب إلى الحق نظر فيما هو أقرب إلى هواه فخالفه رواه ابن عساكر والخطيب وقال أبو الفرج المعافى بن زكريا الحريرى ثنا بدر بن الهيثم الحضرمى ثنا على بن المنذر الطريفى ثنا عثمان ابن سعيد الدارمى ثنا محمد بن عبد الله أبو رجاء من أهل تستر ثنا شعبة بن الحجاج الواسطى عن أبى إسحاق الهمدانى عن الحارث الأعور أن عليا سأل ابنه يعنى الحسن عن أشياء من المروءة فقال يا بنى ما السداد قال يا أبة السداد دفع المنكر بالمعروف قال فما الشرف قال اصطناع العشيرة وحمل الجريرة قال فما المروءة قال العفاف واصلاح المرء ماله قال فما الدنيئة قال النظر فى اليسير ومنع الحقير قال فما اللوم قال احتراز المرء نفسه وبذله عرسه قال فما السماحة قال البذل فى العسر واليسر قال فما الشح قال أن ترى ما فى يديك سرفا وما أنفقته تلفا قال فما الاخاه قال الوفاء فى الشدة والرخاء قال فما الجبن قال الجرأة
على الصديق والنكول عن العدو قال فما الغنيمة قال الرغبة فى التقوى والزهادة فى الدنيا قال فما الحلم قال كظم الغيظ وملك النفس قال فما الغنى قال رضى النفس بما قسم الله لها وإن قل فانما الغنى غنى النفس قال فما الفقر قال شره النفس فى كل شىء قال فما المنعة قال شدة البأس ومقارعة أشد الناس قال فما الذل قال الفزع عند المصدوقية قال فما الجرأة قال موافقة الأقران قال فما الكلفة قال كلامك فيما لا يعنيك قال فما المجد قال أن تعطى فى الغرم وأن تعفو عن الجرم قال فما العقل قال حفظ القلب كل ما استرعيته قال فما الخرق قال معاداتك أمامك ورفعك عليه كلامك قال فما الثناء قال إتيان الجميل وترك القبيح قال فما الحزم قال طول الأناة والرفق بالولاة والاحتراس من الناس بسوء الظن هو الحزم قال فما الشرف قال موافقة الاخوان وحفظ الجيران قال فما السفه قال اتباع الدناة ومصاحبة الغواة قال فما الغفلة قال تركك المسجد وطاعتك المفسد قال فما الحرمان قال تركك حظك وقد عرض عليك قال فمن السيد قال الأحمق فى المال المتهاون بعرضه يشتم فلا يجيب المتحرن بأمر العشيرة هو السيد قال ثم قال على يا بنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا فقر أشد من الجهل ولا مال أفضل من العقل ولا وحدة أوحش من العجب ولا مظاهرة أوثق من المشاورة ولا عقل كالتدبير ولا حسب كحسن الخلق ولا ورع كالكف ولا عبادة كالتفكر ولا إيمان كالحياء ورأس الإيمان الصبر وآفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة الحلم السفه وآفة العبادة الفتره وآفة الطرف الصلف وآفة الشجاعة البغى وآفة السماحة المن وآفة الجمال الخيلاء وآفة الحب الفخر ثم قال على يا بنى لا تستخفن برجل تراه أبدا فان كان أكبر منك فعده أباك وإن كان مثلك فهو أخاك وإن كان أصغر منك فاحسب أنه إبنك فهذا ما سأل على ابنه عن أشياء من المروءة قال القاضى أبو الفرج ففى هذا الخبر من الحكمة وجزيل الفائدة ما ينتفع به من راعاه وحفظه ووغاه وعمل به وأدب نفسه بالعمل عليه وهذبها بالرجوع إليه وتتوفر فائدته بالوقوف عنده وفيما رواه أمير المؤمنين وأضعافه عن النبى ص مالا غنى لكل لبيب عليم وقدرة حكيم عن حفظه وتأمله والمسعود من هدى لتلقيه والمجدود من وفق لامتثاله وتقبله قلت ولكن إسناد هذا الأثر وما فيه من الحديث المرفوع ضعيف ومثل هذه الألفاظ فى عبارتها ما يدل ما فى بعضها من النكارة على أنه ليس بمحفوظ والله أعلم وقد ذكر الأصمعى والعتبى والمدائنى وغيرهم أن معاوية سأل الحسن عن أشياء تشبه هذا فأجابه بنحوما تقدم لكن هذا السياق أطول بكثير مما تقدم فالله أعلم وقال على بن العباس الطبرانى كان على خاتم الحسن بن على مكتوبا
قدم لنفسك ما استطعت من التقى * إن المنية نازلة بك يا فتى
أصبحت ذا فرح كأنك لا ترى * أحباب قلبك فى المقابر والبلى
قال الامام أحمد حدثنا مطلب بن زياد بن محمد ثنا محمد بن أبان قال قال الحسن بن على لبنيه وبنى أخيه تعلموا فأنكم صغار قوم اليوم وتكونوا كبارهم غدا فمن لم يحفظ منكم فليكتب ورواه البهيقى عن الحاكم عن عبد الله بن أحمد عن أبيه وقال محمد بن سعد ثنا الحسن بن موسى وأحمد بن يونس قالا ثنا زهير بن معاوية ثنا أبو إسحاق عن عمرو لأصم قال قلت للحسن بن على إن هذه الشيعة تزعم أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة قال كذبوا والله ما هؤلاء بالشيعة لو علمنا أنه مبعوث ما زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله وقال عبد الله بن أحمد حدثنى أبو على سويد الطحان ثنا على بن عاصم ثنا أبو ريحانة عن سفينة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال الخلافة بعدى ثلاثون سنة فقال رجل كان حاضرا فى المجلس قد دخلت من هذه الثلاثين سنة شهور فى خلافة معاوية فقال من هاهنا أتيت تلك الشهور كانت البيعة للحسن بن على بايعه أربعون ألفا أواثنان وأربعون ألفا
وقال صالح بن أحمد سمعت أبى يقول بايع الحسن تسعون ألفا فزهد فى الخلافة وصالح معاوية ولم يسل فى أيامه محجمة من دم وقال ابن أبى خيثمة وحدثنا أبى ثنا وهب بن جرير قال قال أبى فلما قتل على بايع أهل الكوفة الحسن بن على وأطاعوه وأحبوه أشد من حبهم لأبيه وقال ابن أبى خيثمة ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال لما قتل على سار الحسن فى أهل العراق وسار معاوية فى أهل الشام فالتقوا فكره الحسن القتال وبايع معاوية على أن جعل العهد للحسن من بعده قال فكان أصحاب الحسن يقولون يا عار المؤمنين قال فيقول لهم العار خير من النار وقال أبو بكر بن أبى الدنيا حدثنا العباس بن هشام عن أبيه قال لما قتل على بايع الناس الحسن بن على فوليها سبعة وأحد عشر يوما وقال غير عباس بايع الحسن أهل الكوفة وبايع أهل الشام معاوية بايلياء بعد قتل على وبويع بيعة العامة ببيت المقدس يوم الجمعة من آخر سنة أربعين ثم لقى الحسن معاوية بمسكن من سواد الكوفة فى سنة إحدى وأربعين فاصطلحا وبايع الحسن معاوية وقال غيره كان صلحهما ودخول معاوية الكوفة فى ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين وقد تكلمنا على تفصيل ذلك فيما تقدم بما أغنى عن إعادته ها هنا
وسأصل ؟ ؟ ذلك أنه اصطلح مع معاوية على أن يأخذ ما فى بيت المال الذى بالكوفة فوفى له معاوية بذلك فاذا فيه خمسة آلاف ألف وقيل سبعة آلاف ألف وعلى أن يكون خراج وقيل دار ايجرد له فى كل عام فامتنع أهل تلك الناحية عن أداء الخراج إليه فعوضه معاوية عن كل ستة آلاف ألف درهم فى كل عام فلم يزل يتناولها مع ماله فى كل زيادة من الجوائز والتحف والهدايا إلى أن توفى فى
هذا العام وقال محمد بن سعد عن هودة بن خليفة عن عوف عن محمد بن سيرين قال لما دخل معاوية الكوفة وبايعه الحسن بن على قال أصحاب معاوية لمعاوية مر الحسن بن على أن يخطب فانه حديث السن عينى فلعله يتلعثم فيتضع فى قلوب الناس فأمره فقام فاختطب فقال فى خطبته أيها الناس لو اتبعتم بين جابلق وجابرس رجلا جده نبي يرى وغير أخى لم تجدوه وإنا قد أعطينا بيعتنا لمعاوية ورأينا أن حقن دماء المسلمين خير من إهراقها والله ما أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين وأشار إلى معاوية فغضب من ذلك وقال ما أردت من هذه قال أردت منها ما أراد الله منها فصعد معاوية وخطب بعده وقد رواه غير واحد وقدمنا أن معاوية عتب على أصحابه
وقال محمد بن سعد ثنا أبو داود الطيالسى ثنا شعبة عن يزيد قال سمعت جبير بن نفير الحضرمى يحدث عن أبيه قال قلت للحسن بن على إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة فقال كانت جماجم العرب بيدى يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت فتركتها ابتغاء وجه الله ثم أثيرها ثانيا من أهل الحجاز وقال محمد بن سعد أنا على بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن زيد بن أسلم قال دخل رجل على الحسن بن على وهو بالمدينة وفى يده صحيفة فقال ما هذه فقال ابن معاوية يعدنيها ويتوعد قال قد كنت على النصف منه قال أجل ولكن خشيت أن يجىء يوم القيامة سبعون ألفا أو ثمانون ألفا أو أكثر أو أقل تنضح أوداجهم دما كلهم يستعدى الله فيم هريق دمه وقال الأصمعى عن سلام بن مسكين عن عمران بن عبد الله قال رأى الحسن بن على فى منامه أنه مكتوب بين عينيه قل هو الله أحد ففرح بذلك فبلغ ذلك سعيد بن المسيب فقال إن كان رأى هذه الرؤيا فقل ما بقى من أجله قال فلم يلبث الحسن بن على بعد ذلك إلا أياما حتى مات وقال أبو بكر بن أبى الدنيا حدثنا عبد الرحمن بن صالح العتكى ومحمد بن عثمان العجلى قالا ثنا أبو أسامة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال دخلت أنا ورجل آخر من قريش على الحسن ابن على فقام فدخل المخرج ثم خرج فقال لقد لفظت طائفة من كبدى أقلبها بهذا العود ولقد سقيت السم مرارا وما سقيت مرة هى أشد من هذه قال وجعل يقول لذلك الرجل سلنى قبل أن لا تسألنى فقال ما أسألك شيئا يعافيك الله قال فخرجنا من عنده ثم عدنا إليه من الغد وقد أخذ فى السوق فجاء حسين حتى قعد عند رأسه فقال أى أخى من صاحبك قال تريد قتله قال نعم قال لئن كان صاحبى الذى أظن لله أشد نقمة وفى رواية فالله أشد بأسا وأشد تنكيلا وإن لم يكنه ما أحب أن تقتل بى بريئا ورواه محمد بن سعد عن ابن علية عن أبى عون وقال محمد بن عمر الواقدى حدثنى عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور قالت الحسن سقى مرارا كل ذلك يفلت منه حتى كانت المرة الآخرة التى مات فيها فانه كان يختلف كبده فلما مات أقام
نساء بنى هاشم عليه النوح شهرا وقال الواقدى وحدثنا عبدة بنت نائل عن عائشة قالت حد نساء بنى هاشم على الحسن بن على سنة قال الواقدى وحدثنى عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن حسن قال كان الحسن بن على كثير نكاح النساء وكان قل ما يحظين عنده وكان قل امرأة تزوجها إلا أحبته وضنت به فيقال أنه كان سقى سما ثم أفلت ثم سقي فأفلت ثم كانت االآخرة توفى فيها فلما أحضرته الوفاة قال الطبيب وهو يختلف إليه هذا رجل قطع السم إمعاءه فقال الحسين يا أبا محمد أخبرنى من سقاك قال ولما يا أخى قال أقتله والله قبل أن أدفنك ولا أقدر عليه أو يكون بأرض أتكلف الشخوص إليه فقال يا أخى إنما هذه الدنيا ليال فانية دعه حتى ألتقى أنا وهو عند الله وأبى أن يسميه وقد سمعت بعض من يقول كان معاوية قد تلطف لبعض خدمه أن يسقيه سما قال محمد بن سعد وأنا يحيى بن حمال أنا أبو عوانة عن المغيرة عن أم موسى أن جعدة بنت الأشعث بن قيس سقت الحسن السم فاشتكى منه شكاة قال فكان يوضع تحته طشت ويرفع آخر نحوا من أربعين يوما وروى بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث إلى جعدة بنت الأشعث أن سمى الحسن وانا أتزوجك بعده ففعلت فلما مات الحسن بعثت إليه فقال انا والله لم نرضك للحسن إفنرضاك لأنفسنا وعندى أن هذا ليس بصحيح وعدم صحته عن أبيه معاوية بطريق الأولى والأحرى وقد قال كثير نمرة فى ذلك
يا جعد بكيه ولا تسأمى * بكاء حق ليس بالياطل
لن تسترى البيت على مثله * فى الناس من حاف ولا ناعل
أعنى الذى أسلمه أهله * للزمن المستخرج الماحل
كان إذا شبت له ناره * يرفعها بالنسب الماثل
كما يراها بائس مرمل * أو فرد قوم ليس بالآهل
تغلى بنى اللحم حتى إذا * أنضج لم تغل على آكل
قال سفيان بن عيينة عن رقبة بن مصقلة قال لما احتضر الحسن بن على قال أخرجونى إلى الصحن أنظر فى ملكوت السموات فأخرجوا فراشه فرفع رأسه فنظر فقال اللهم إنى أحتسب نفسى عندك فانها أعز الأنفس على قال فكان مما صنع الله له أنه احتسب نفسه عنده وقال عبد الرحمن بن مهدى لما اشتد بسفيان الثورى المرض جزع جزعا شديدا فدخل عليه مرحوم بن عبد العزيز فقال ما هذا الجزع يا أبا عبد الله تقدم على رب عبدته ستين سنة صمت له صليت له حججت له قال فسرى عن الثورى وقال أبو نعيم لما اشتد بالحسن بن على الوجع جزع فدخل عليه رجل فقال له يا أبا محمد ما هذا الجزع ما هو إلا أن تفارق روحك جسدك فتقدم على
أبويك على وفاطمة وعلى جديك النبى صلى الله عليه وسلم وخديجة وعلى أعمامك حمزة وجعفر وعلى أخوالك القاسم الطيب ومطهر وإبراهيم وعل خالاتك رقية وام كلثوم وزينب قال فسرى عنه وفى رواية أن القائل له ذلك الحسين وأن الحسن قال له يا أخى إنى أدخل فى أمر من أمر الله لم أدخل فى مثله وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط قال فبكى الحسين رضى الله عنهما رواه عباس الدورى عن ابن معين ورواه بعضهم عن جعفر بن محمد عن أبيه فذكر نحوهما وقال الواقدى ثنا إبراهيم بن الفضل عن أبى عتيق قال سمعت جابر عبد الله يقول شهدنا حسن بن على يوم مات وكادت الفتنة تقع بين الحسين بن على ومروان بن الحكم وكان الحسن قد عهد إلى أخيه أن يدفن مع رسول الله فان خاف أن يكون فى ذلك قتال أو شر فليدفن بالبقيع فأبى مروان ان يدعه ومروان يومئذ معزول يريد أن يرضى معاوية ولم يزل مروان عدوا لبنى هاشم حتى مات قال جابر فكلمت يومئذ حسين بن على فقلت يا أبا عبد الله اتق الله ولا تثر فتنة فان أخاك كان لا يحب ما ترى فادفنه بالبقيع مع أمه ففعل ثم روى الواقدى حدثنى عبد الله بن نانع عن أبيه عن عمر قال حضرت موت الحسن بن على فقلت للحسين بن على اتق الله ولا تثر فتنة ولا تسفك الدماء وادفن أخاك إلى جانب أمه فان أخاك قد عهد بذلك إليك قال ففعل الحسين وقد روى الواقدى عن أبى هريرة نحوا من هذا وفى رواية أن الحسن بعث يستأذن عائشة فى ذلك فأذنت له فلما مات لبس الحسين السلاح وتسلح بنو أمية وقالوا لا ندعه يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أيدفن عثمان بالبقيع ويدفن الحسن بن على فى الحجرة فلما خاف الناس وقوع الفتنة أشار سعد بن أبى وقاص وأبو هريرة وجابر وابن عمر على الحسين أن لايقاتل فامتثل ودفن أخاه قريبا من قبر أمه بالبقيع رضى الله عنه وقال سفيان الثورى عن سالم بن أبى حفصة عن أبى حازم قال رأيت الحسين بن على قدم يومئذ سعيد بن العاص فصلى على الحسن وقال لولا أنها سنة ما قدمته وقال محمد بن إسحاق حدثنى مساور مولى بنى سعد بن بكر قال رأيت أبا هريرة قائما على مسجد رسول الله يوم مات الحسن بن على وهو ينادى بأعلا صوته يا أيها الناس مات اليوم حب رسول الله فابكوا وقد اجتمع الناس لجنازته حتى ما كان البقيع يسع أحدا من الزحام وقد بكاه الرجال والنساء سبعا واستمر نساء بنى هاشم ينحن عليه شهرا وحدت نساء بنى هاشم عليه سنة قال يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن يحيى ثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال قتل على وهو ابن ثمان وخمسين سنة ومات لها حسن وقتل لها الحسين رضى الله عنهم وقال شعبة عن أبى بكر بن حفص قال توفى سعد والحسن ابن على فى أيام بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين وقال علية عن جعفر بن محمد عن أبيه قال توفى الحسن وهو ابن سبع وأربعين وكذا قال غير واحد وهو أصح والمشهور أنه مات سنة
تسع وأربعين كما ذكرنا وقال آخرون مات سنة خمسين وقيل سنة إحدى وخمسين أو ثمان وخمسين

عدد المشاهدات *:
307779
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : ذكر من توفى فى هذه السنة من الأعيان
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  ذكر من توفى فى هذه السنة من الأعيان لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1