اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الأربعاء 16 شوال 1445 هجرية
???????????? ????????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?????? ???????????????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

مصرف

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الثامن
خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين
ذكر من توفي فيها من الأعيان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
رويفع بن ثابت
صحابى جليل شهد فتح مصر وله آثار جيدة فى فتح بلاد المغرب ومات ببرقة واليا من جهة مسلمة بن مخلد نائب مصر
وفى هذه السنة أيضا توفى زياد بن أبى سفيان ويقال له زياد بن أبيه وزياد بن سمية وهى أمه فى رمضان من هذه السنة مطعونا وكان سبب ذلك أنه كتب إلى معاوية يقول له إنى قد ضبطت لك العراق بشمالى ويمينى فارغة فارع لى ذلك وهو يعرض له أن يستنيبه على بلاد الحجاز ايضا فلما بلغ أهل الحجاز جاءوا إلى عبد الله بن عمر فشكوا إليه ذلك وخافوا أن يلى عليهم زياد فيعسفهم كما عسف أهل العراق فقام ابن عمر فاستقبل القبلة فدعا على زياد والناس يؤمنون فطعن زياد بالعراق فى يده فضاق ذرعا بذلك واستشار شريحا القاضى فى قطع يده فقال له شريح إنى لا أرى ذلك فانه إن لم يكن فى الأجل فسحة لقيت الله أجذم قد قطعت يدك خوفا من لقائه وإن كان لك أجل بقيت فى الناس اجذم فيعير ولدك بذلك فصرفه عن ذلك فلما خرج شريح من عنده عاتبه بعض الناس وقالوا هلا تركته فقطع يده فقال قال رسول الله ص المستشار مؤتمن ويقال إن زيادا جعل يقول أأنام أنا والطاعون فى فراش واحد فعزم على قطع يده فلما جىء بالمكاوى والحديد خاف من ذلك فترك ذلك وذكر أنه جمع مائة وخمسين طبيبا ليداووه مما يجد من الحر فى باطنه منهم ثلاثة ممن كان يطب كسرى بن هرمز فعجزوا عن رد القدر المحتوم والأمر المحموم فمات فى ثالث شهر رمضان فى هذه السنة وقد قام فى إمرة العراق خمس سنين ودفن بالثوبة خارج الكوفة وقد كان برز منها قاصدا إلى الحجاز أميرا عليها فلما بلغ خبر موته عبد الله بن عمر قال اذهب إليك يا ابن سمية فلا الدنيا بقيت لك ولا الآخرة أدركت قال أبو بكر بن أبى الدنيا حدثنى أبي يمن هشام بن محمد حدثنى يحيى بن ثعلبة أبو المقدم الأنصارى عن امه عن عائشة عن أبيها عبد الرحمن بن السائب الأنصارى قال جمع زياد أهل الكوفة فملأ منهم المسجد والرحبة والقصر ليعرض عليهم البراءة من على بن أبى طالب قال عبد الرحمن فانى لمع نفر من أصحابى من الأنصار والناس فى أمر عظيم من ذلك وفى حصر قال فهومت تهويمة أى نعست نعسة فرأيت شيئا أقبل طويل العنق له عنق مثل عنق البعير أهدب أهدل فقلت ما أنت فقال أنا النقاد ذو الرقبة بعثت إلى صاحب هذا القصر فاستيقظت فزعا فقلت لأصحابى هل رأيتم ما رأيت قالوا لا فأخبرتهم وخرج علينا خارج من القصر فقال إن الأمير يقول لكم انصرفوا عنى فانى عنكم مشغول وإذا الطاعون قد أصابه وروى ابن أبى الدنيا ان زيادا لما ولى الكوفة سأل عن أعبدها فدل على رجل يقال له أبو المغيرة الحميرى فجاء به فقال له الزم بيتك ولا تخرج منه وأنا أعطيك من المال ما شئت فقال لو أعطيتنى ملك الأرض ما تركت خروجى لصلاة الجماعة فقال الزم الجماعة ولا تتكلم بشىء فقال لا أستطيع ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فأمر به فضربت عنقه ولما احتضر قال له ابنه يا أبة قد هيأت لك ستين ثوبا أكفنك فيها فقال يا بنى قد دنا من ابيك أمر إما لباس خير من لباسه وإما سلب سريع وهذا غريب جدا

صعصعة بن ناجية
ابن عفان بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم كان سيدا فى الجاهلية وفى الاسلام يقال أنه أحيى فى الجاهلية ثلثمائة وستين موؤدة وقيل أربعمائة وقيل ستا وتسعين موؤدة فلما أسلم قال له رسول الله ص لك أجر ذلك إذ من الله عليك بالاسلام ويروى عنه أنه أول ما أحيى الموؤدة أنه ذهب فى طلب ناقتين شردتا له قال فبينما أنا فى الليل أسير إذ انا بنار تضىء مرة وتخبو أخرى فجعلت لا أهتدى إليها فقلت اللهم لك على إن أوصلتنى إليها أن أدفع عن أهلها ضيما إن وجدته بهم قال فوصلت إليها وإذا شيخ كبير يوقد نارا وعنده نسوة مجتمعات فقلت ما أنتن فقلن إن هذه امرأة قد حبستنا منذ ثلاث تطلق ولم تخلص فقال الشيخ صاحب المنزل وما خبرك فقلت إنى فى طلب ناقتين ندتالى فقال قد وجدتهما إنهما لفى إبلنا قال فنزلت عنده قال فما هو الا أن نزلت إذ قلن وضعت فقال الشيخ إن كان ذكرا فارتحلوا وإن كان أنثى فلا تسمعننى صوتها فقلت علام تقتل ولدك ورزقه على الله فقال لا حاجة لى بها فقلت أنا أفتديها منك وأتركها عندك حتى تبين عنك أو تموت قال بكم قلت بإحدى ناقتى قال لا قلت فبهما قال لا إلا أن تزيدنى بعيرك هذا فانى أراه شابا حسن اللون قلت نعم على أن تردنى إلى أهلى قال نعم فلما خرجت من عندهم رأيت أن الذى صنعته نعمة من الله من بها على هدانى إليها فجعلت لله على أن لا أجده موؤدة إلا افتديتها كما افتديت هذه قال فما جاء الاسلام حتى أحييت مائة موؤدة إلا أربعة ونزل القرآن بتحريم ذلك على المسلمين
وممن توفى فى هذه السنة من المشاهير المذكورين جبلة بن الأيهم الغسانى ملك نصارى العرب وهو جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن أبى شمر واسمه المنذر بن الحارث وهو ابن مارية ذات القرطين وهو ابن ثعلبة بن عمرو بن جفنة واسمه كعب أبو عامر بن حارثة بن امرىء القيس ومارية بنت أرقم بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة ويقال غير ذلك فى نسبه وكنيته جبلة أبو المنذر الغسانى الجفنى وكان ملك غسان وهم نصارى العرب أيام هرقل وغسان أولاد عم الانصار أوسها وخزرجها وكان جبلة آخر ملوك غسان فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا مع شجاع بن وهب يدعوه إلى الاسلام فأسلم وكتب باسلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابن عساكر إنه لم يسلم قط وهكذا صرح به الواحدى وسعيد بن عبد العزيز وقال الواقدى شهد اليرموك مع الروم أيام عمر بن الخطاب ثم أسلم بعد ذلك فى أيام عمر فاتفق أنه وطىء رداء رجل من مزينة بدمشق فلطمه ذلك المزنى فدفعه أصحاب جبلة إلى أبى عبيدة فقالوا هذا لطم جبلة قال أبو عبيدة فيلطمه جبلة فقالوا أو ما يقتل قال لا قالوا فما تقطع يده قال لا إنما أمر الله
بالقود فقال جبلة أترون أنى جاعل وجهى بدلا لوجه مازنى جاء من ناحية المدينة بئس الدين هذا ثم ارتد نصرانيا وترحل بأهله حتى دخل أرض الروم فبلغ ذلك عمر فشق عليه وقال لحسان إن صديقك جبلة ارتد عن الاسلام فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ثم قال ولم قال لطمه رجل من مزينة فقال وحق له فقام إليه عمر بالدرة فضربه ورواه الواقدى عن معمر وغيره عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس وساق ذلك بأسانيده إلى جماعة من الصحابة وهذا القول هو أشهر الأقوال وقد روى ابن الكلبى وغيره أن عمر لما بلغه إسلام جبلة فرح بإسلامه ثم بعث يستدعيه ليراه بالمدينة وقيل بل استأذنه جبلة فى القدوم عليه فأذن له فركب فى خلق كثير من قومه قيل مائة وخمسين راكبا وقيل خمسمائة وتلقته هدايا عمر ونزله قبل ان يصل إلى المدينة بمراحل وكان يوم دخوله يوما مشهودا دخلها وقد البس خيوله قلائد الذهب والفضة ولبس تاجا على رأسه مرصعا باللآلى والجواهر وفيه قرطا مارية جدته وخرج أهل المدينة رجالهم ونساؤهم ينظرون إليه فلما سلم على عمر رحب به عمر وادنى مجلسه وشهد الحج مع عمر فى هذه السنة فبينما هو يطوف بالكعبة إذ وطىء ازاره رجل من بنى فزارة فانحل فرفع جبلة يده فهشم أنف ذلك الرجل ومن الناس من يقول إنه قلع عينه فاستعدى عليه الفزارى إلى عمر ومعه خلق كثير من بنى فزارة فاستحضره عمر فاعترف جبلة فقال له عمر أقدته منك فقال كيف وانا ملك وهو سوقة فقال إن الاسلام جمعك وإياه فلست تفضله إلا بالتقوى فقال جبلة قد كنت أظن أن أكون فى الاسلام أعز منى فى الجاهلية فقال عمر دع ذاعنك فانك إن لم ترضى الرجل أقدته منك فقال إذا أتنصر فقال إن تنصرت ضربت عنقك فلما رأى الحد قال سأنظر فى أمرى هذه الليلة فانصرف من عند عمر فلما ادلهم الليل ركب فى قومه ومن أطاعه فسار إلى الشام ثم دخل بلاد الروم ودخل على هرقل فى مدينة القسطنطينية فرحب به هرقل واقطعه بلادا كثيرة وأجرى عليه أرزاقا جزيلة وأهدى إليه هدايا جميلة وجعله من سماره فمكث عنده دهرا ثم إن عمر كتب كتابا إلى هرقل مع رجل يقال له جثامة بن مساحق الكنانى فلما بلغ هرقل كتاب عمر بن الخطاب قال له هرقل هل لقيت ابن عمك جبلة قال لا قال فالقه فذكر اجتماعه به وما هو فيه من النعمة والسرور والحبور الدنيوى فى لباسه وفرشه ومجلسه وطيبه وجواريه حواليه الحسان من الخدم والقيان ومطعمه وشرابه وسروره وداره التى ثعوض بها عن دار الاسلام وذكر أنه دعاه إلى الاسلام والعود إلى الشام فقال أبعد ما كان منى من الارتداد فقال نعم إن الأشعث بن قيس ارتد وقاتلهم بالسيوف ثم لما رجع إلى الحق قبله منه وزوجه الصديق بأخته أم فروة قال فالتهى عنه بالطعام والشراب وعرض عليه الخمر فأبى عليه وشرب جبلة من الخمر شيئا كثيرا حتى سكر
ثم أمر جواريه المغنيات فغنينه بالعيدان من قول حسان يمدح بنى عمه من غسان والشعر فى والدجبلة هذا الحيوان
لله در عصابة نادمتهم * يوما بحلق فى الزمان الأول
أولاد جفنة حول قبر أبيهم * قبر ابن مارية الكريم المفضل
يسقون من ورد البريص عليهم * بردى يصفق بالرحيق السلسل
بيض الوجوه كريمة أحسابهم * شم الأنوف من الطراز الأول
ألا يا حجر حجر بن عدى تلقتك السلامة والسرور
يغشون حتى ما تهر كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل
قال فأعجبه قولهن ذلك ثم قال هذا شعر حسان بن ثابت الأنصارى فينا وفى ملكنا ثم قال لى كيف حاله قلت تركته ضريرا شيخا كبيرا ثم قال لهن أطربننى فاندفعن يغنين لحسان أيضا
لمن الديار اوحشت بمغان * بين أعلا اليرموك فالصمان
فالقريات من بلامس فداريا * فسكاء لقصور الدوائى
فقفا جاسم فأودية الصفر * مغنى قبائل وهجان
تلك دار العزيز بعد أنيس * وحلوك عظيمة الأركان
صلوات المسيح فى ذلك الدير * دعاء القسيس والرهبان
فأسلم بعد نزول المائدة وكان إسلامه فى رمضان سنة عشر وكان قدومه ورسول الله يخطب وكان قد قال فى خطبته إنه يقدم عليكم من هذا الفج من خير ذى يمن وإن على وجهه مسحة ملك فلما دخل نظر الناس إليه فكان كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك فحمد الله تعالى ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جالسه بسط له رداءه وقال إذا جاءكم كريم قوم فاكرموه قال ابن جرير وفى هذه السنة ولى زياد على خراسان بعد موت الحكم بن عمرو الربيع بن زياد الحارثى ففتح بلخ صلحا وكانوا قد غلقوها بعد ما صالحهم الأحنف وفتح قوهستان عنوة وكان عندها اتراك فقتلهم ولم يبق منهم إلا ترك طرخان فقتله قتيبة بن مسلم بعد ذلك كما سيأتى وفى هذه السنة غزا الربيع ما وراء النهر فغنم وسلم وكان قد قطع ما وراء النهر قبله الحكم بن عمرو وكان أول من شرب من النهر غلام للحكم فسقى سيده وتوضأ الحكم وصلى وراء النهر ركعتين ثم رجع فلما كان الربيع هذا غزا ما وراء النهر فغنم وسلم وفى هذه السنة حج بالناس يزيد بن معاوية فيما قاله أبو معشر والواقدى وبعثه رسول الله إلى ذى الخلصة وكان بيتا تعظمه دوس فى الجاهلية فذكر أنه لا يثبت على الخيل فضرب فى صدره وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا فذهب فهدمه وفى الصحيحين أنه قال ما حجبنى رسول الله منذ أسلمت ولا رآنى إلا تبسم وكان عمر بن الخطاب يقول جرير يوسف هذه الأمة وقال عبد الملك بن عمير رأيت جريرا كأن وجهه شقة قمر وقال الشعبى كان جرير هو وجماعة مع عمر فى بيت فاشتم عمر من بعضهم ريحا فقال عزمت على صاحب هذه الريح لما قام فتوضأ فقال جرير أونقوم كلنا فنتوضأ يا أمير المؤمنين فقال عمر نعم السيد كنت فى الجاهلية ونعم السيد أنت فى الاسلام وقد كان عاملا لعثمان على همدان يقال أنه أصيبت عينه هناك فلما قتل عثمان اعتزل عليا معاوية ولم يزل مقيما بالجزيرة حتى توفى بالسراة سنة إحدى وخمسين قاله الواقدى وقيل سنة أربع وقيل سنة ست وخمسين
ذاك مغنى لآل جفنة فى الدهر محاه تعاقب الأزمان
قد أرانى هناك حق مكين * عند ذى التاج مجلسى ومكانى
ثكلت أمهم وقد ثكلتهم * يوم حلوا بحارث الحولانى
وقددنا الفصح فالولائد ينظمن * سراعا أكلة المرجان
ثم قال هذا لابن الفريعة حسان بن ثابت فينا وفى ملكنا وفى منازلنا بأكناف غوطة دمشق قال ثم سكت طويلا ثم قال لهن بكيننى فوضعن عيدانهن ونكسن رؤوسهن وقلن
تنصرت الأشراف من عار لطمة * وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
تكنفنى فيها اللجاج ونخوة وبعت بها العين الصحيحة بالعوز
فياليت أمى لم تلدنى وليتنى * رجعت إلى القول الذى قاله عمر

واما عبد الله أنيس بن الجهنى أبو يحيى المدنى
ابن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبى سلمة الثقفى فصحابى جليل كبير القدر ويقال كان اسمه مسروح وإنما قيل له أبو بكرة لأنه تدلى فى بكرة يوم الطائف فأعتقه رسول الله وكل مولى فر إليهم يومئذ وامه سمية هى أم زياد وكانا ممن شهد على المغيرة بالزنا هو واخوه زياد ومعهما سهل بن معبد ونافع بن الحارث فلما تلكأ زياد فى الشهادة جلد عمر الثلاثة الباقين ثم استتابهم فتابوا إلا أبا بكرة فانه صمم على الشهادة وقال المغيرة يا أمير المؤمنين اشفنى من هذا العبد فنهره عمر وقال له اسكت لو كملت الشهادة لرجمتك بأحجارك وكان أبو بكرة خير هؤلاء الشهود وكان ممن اعتزل الفتن فلم يكن فى خيرهما ومات فى هذه السنة وقيل قبلها بسنة وقيل بعدها بسنة وصلى عليه أبو برزة الأسلمى وكان قد آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
وياليتنى أرعى المخاض بقفرة
وكنت أسيرا في ربيعة أو مضر * ويا ليت لي بالشام أدنى معيشة
أجالس قومى ذاهب السمع والبصر
أدين بما دانوا به من شريعة * وقد يصبر العود الكبير على الدبر
قال فوضع يده على وجهه فبكى حتى بل لحيته بجموعه وبكيت معه ثم استدعى بخمسمائة دينار
هرقلية فقال خذ هذه فأوصلها إلى حسان بن ثابت وجاء بأخرى فقال خذ هذه لك فقلت لا حاجة لى فيها ولا أقبل منك شيئا وقد ارتددت عن الاسلام فيقال إنه أضافها إلى التى لحسان فبعث بألف دينار هرقلية ثم قال له أبلغ عمر بن الخطاب منى السلام وسائر المسلمين فلما قدمت على عمر أخبرته خبره فقال ورأيته يشرب الخمر قلت نعم قال أبعده الله تعجل فانية بباقية فما ربحت تجارته ثم قال وما الذى وجه به لحسان قلت خمسمائة دينار هرقلية فدعا حسانا فدفعها إليه فأخذها وهو يقول
إن ابن جفنة من بقية معشر * لم يغرهم آباؤهم باللوم
وكان أحد البكائين وأحد العشرة الذين بعثهم عمر إلى البصرة ليفقهوا الناس وهو أول من دخل تستر من المسلمين حين فتحها لكن الصحيح ما حكاه البخارى عن مسدد أنه توفى سنة سبع وخمسين وقال ابن عبد البر توفى سنة ستين وقال غيره سنة إحدى وستين فالله أعلم ويروى عنه أنه رأى فى منامه كان القيامة قد قامت وكان هناك مكان من وصل إليه نجا فجعل يحاول الوصول إليه فقيل له أتريد أن تصل إليه وعندك ما عندك من الدنيا فاستيقظ فعمد إلى عيبة عنده فيها ذهب كثير فلم يصبح عليه الصباح إلا وقد فرقها فى المساكين والمحاويج والأقارب رضى الله عنه
لم ينسنى بالشام إذ هو ربها كلا ولا متنصرا بالروم
يعطى الجزيل ولا يراه عنده * إلا كبعض عطية المحروم
وأتيته يوما فقرب مجلسى * وسقا فروانى من المذموم
ثم لما كان فى هذه السنة من أيام معاوية بعث معاوية عبد الله بن مسعدة الفزارى رسولا إلى ملك الروم فاجتمع بجبلة بن الأيهم فرأى ما هو فيه من السعادة الدنيوية والأموال من الخدم والحشم والذهب والخيول فقال له جبلة لو أعلم أن معاوية يقطعنى أرض البثينة فانها منازلنا وعشرين قرية من غوطة دمشق ويفرض لجماعتنا ويحسن جوائزنا لرجعت إلى الشام فأخبر عبد الله بن مسعدة معاوية بقوله فقال معاوية أنا أعطيه ذلك وكتب إليه كتابا مع البريد بذلك فما أدركه البريد إلا وقد مات فى هذه السنة قبحه الله وذكر أكثر هذه الأخبار الشيخ أبو الفرج ابن الجوزى فى المنتظم وأرخ وفاته هذه السنة أعنى سنة ثلاث وخمسين وقد ترجمه الحافظ ابن عساكر فى تاريخه فأطال الترجمة وأفاد ثم قال فى آخرها بلغنى أن جبلة توفى فى خلافة معاوية بأرض الروم بعد سنة أربعين من الهجرة

عدد المشاهدات *:
306198
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : ذكر من توفي فيها من الأعيان
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  ذكر من توفي فيها من الأعيان لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1