اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الخميس 17 شوال 1445 هجرية
??? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ????? ??? ???????? ???? ??? ???? ????????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ??????? ??? ????? ??? ??? ???? ????? ????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

طلاق

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الثامن
خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
سنة ثمان وخمسين
ذكر من توفى فيها من الأعيان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
توفى فى هذا العام سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى قتل أبوه يوم بدر كافرا قتله على بن أبى طالب ونشأ سعيد فى حجر عثمان بن عفان رضى الله عنه وكان عمر سعيد يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين وكان من سادات المسلمين والاجواد المشهورين وكان جده سعيد بن العاص ويكنى بأبى أجنحة رئيسا فى قريش يقال له ذو التاج لأنه كان إذا اعتم لا يعتم أحد يومئذ إعظاما له وكان سعيد هذا من عمال عمر على السواد وجعله عثمان فيمن يكتب المصاحف لفصاحته وكان أشبه الناس لحية برسول الله ص وكان فى جملة الاثنى عشر رجلا الذين يستخرجون القرآن ويعلمونه ويكتبونه منهم أبى بن كعب وزيد بن ثابت واستنابه عثمان على الكوفة بعد عزله الوليد بن عقبة فافتتح طبرستان وجرجان ونقض العهد أهل أذربيجان فغزاهم ففتحها فلما مات عثمان اعتزل الفتنة فلم يشهد الجمل ولا صفين فلما استقر الأمر لمعاوية وفد إليه فعتب عليه فاعتذر إليه فعذره فى كلام طويل جدا وولاه المدينة مرتين وعزله عنها مرتين بمروان بن الحكم وكان سعيد هذا لا يسب عليا ومروان يسبه وروى عن النبى ص وعن عمر بن الخطاب وعثمان وعائشة وعنه ابناه عمرو بن سعيد الاشدق وأبو سعيد وسالم بن عبد الله بن عمر وعروة بن الزبير وغيرهم وليس له فى المسند ولا فى الكتب الستة شىء وقد كان حسن السيرة جيد السريرة وكان كثيرا ما يجمع أصحابه فى كل جمعة فيطعمهم ويكسوهم الحلل ويرسل إلى بيوتهم بالهدايا والتحف والبر الكثير وكان يصر الصرر فيضعها بين يدى المصلين من ذوى الحاجات فى المسجد قال ابن عساكر وقد كانت له دار بدمشق تعرف بعده بدار نعيم وحمام نعيم بنواحى الديماس ثم رجع إلى المدينة فأقام بها إلى أن مات وكان كريما جوادا ممدحا ثم أورد شيئا من حديثه من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا أبو سعيد الجعفى ثنا عبد الله بن الاجلح ثنا هشام بن عروة عن أبيه أن سعيد بن العاص قال إن رسول الله ص قال خياركم فى الاسلام خياركم فى الجاهلية وفى طريق الزبير بن بكار حدثنى رجل عن عبد العزيز بن ابان حدثنى خالد بن سعيد عن أبيه عن ابن عمر قال جاءت امرأة إلى رسول الله ص ببرد فقالت إنى نذرت أن أعطى هذا الثوب أكرم العرب فقال اعطه هذا الغلام يعنى سعيد بن العاص وهو واقف فلذلك سميت الثياب السعيدية وأنشد الفرزدق قوله فيه
ترى الغر الجحاجح من قريش * إذا ما الخطب فى الحدثان عالا
قياما ينظرون إلى سعيد * كأنهم يرون به هلالا
وذكر أن عثمان عزل عن الكوفة المغيرة وولاها سعيد بن أبى وقاص ثم عزله وولاها الوليد ابن عتبة ثم عزله وولى سعيد بن العاص فأقام بها حينا ولم تحمد سيرته فيهم ولم يحبوه ثم ركب مالك بن الحارث وهو الأشتر النخعى فى جماعة إلى عثمان وسألوه أن يعزل عنهم سعيدا فلم يعزله وكان عنده بالمدينة فبعثه إليهم وسبق الأشتر إلى الكوفة فخطب الناس وحثهم على منعه من الدخول إليهم وركب الأشتر فى جيش يمنعوه من الدخول قيل تلقوه إلى العذيب وقد نزل سعيد بالرعثة فمنعوه من الدخول إليهم ولم يزالوا به حتى ردوه إلى عثمان وولى الأشتر أبا موسى الأشعرى على الصلاة والثغر وحذيفة بن اليمان على الفىء فأجاز ذلك أهل الكوفة وبعثوا إلى عثمان فى ذلك فأمضاه وسره ذلك فيما أظهره ولكن هذا كان أول وهن دخل على عثمان وأقام سعيد بن العاص بالمدينة حتى كان زمن حصر عثمان فكان عنده بالدار ثم لما ركب طلحة والزبير مع عائشة من مكة يريدون قتلة عثمان ركب معهم ثم انفرد عنهم هو والمغيرة بن شعبة وغيرهما فأقام بالطائف حتى انقضت تلك الحروب كلها ثم ولاه معاوية إمرة المدينة سنة تسع وأربعين وعزل مروان فأقام سبعا ثم رد مروان وقال عبد الملك بن عمير عن قبيضة بن جابر قال بعثنى زياد فى شغل إلى معاوية فلما فرغت من أمورى قلت يا أمير المؤمنين لمن يكون الأمر من بعدك فسكت ساعة ثم قال يكون بين جماعة إما كريم قريش سعيد بن العاص وإما فتى قريش حياء ودهاء وسخاء عبد الله بن عامر وإما الحسن بن على فرجل سيد كريم وإما القارى لكتاب الله الفقيه فى دين الله الشديد فى حدود الله مروان بن الحكم واما رجل فقيه عبد الله بن عمر وإما رجل يتردد الشريعة مع دواهى السباع ويروغ زوغان الثعلب فعبد الله بن الزبير وروينا أنه استسقى يوما فى بعض طرق المدينة فأخرج له رجل من دار ماء فشرب ثم بعد حين رأى ذلك يعرض داره للبيع فسأل عنه لم يبيع داره فقالوا عليه دين أربعة آلاف دينار فبعث إلى غريمه فقال هى لك على وأرسل إلى صاحب الدار فقال استمتع بدارك وكان رجل من القراء الذين يجالسونه قد افتقر وأصابته فاقة شديدة فقالت له امرأته إن أميرنا هذا يوصف بكرم فلو ذكرت له حالك فلعله يسمح لك بشىء فقال ويحك لا تحلقى وجهى فالحت عليه فى ذلك فجاء فجلس إليه فلما انصرف الناس عنه مكث الرجل جالسا فى مكانه فقال له سعيد أظن جلوسك لحاجة فسكت الرجل فقال سعيد لغلمانه انصرفوا قم قال له سعيد لم يبق غيرى وغيرك فسكت فأطفأ المصباح ثم قال له رحمك الله لست ترى وجهى فاذكر حاجتك فقال أصلح الله الأمير أصابتنا فاقة وحاجة فأحببت ذكرها لك فاستحييت فقال له إذا أصبحت فالق وكيلى فلانا
فلما أصبح الرجل لقى الوكيل فقال له الوكيل إن الأمير قد أمر لك بشىء فأت بمن يحمله معك فقال ما عندى من يحمله ثم انصرف الرجل إلى امرأته فلامها وقال حملتينى على بذل وجهى للأمير فقد أمر لى بشىء يحتاج إلى من يحمله وما أراه أمر لى إلا بدقيق أو طعام ولو كان مالا لما احتاج إلى من يحمله ولأعطانيه فقالت له المرأة فمهما أعطاك فانه يقوتنا فخذه فرجع الرجل إلى الوكيل فقال له الوكيل إنى أخبرت الأمير أنه ليس لك أحد يحمله وقد أرسل بهؤلاء الثلاثة السودان يحملونه معك فذهب الرجل فلما وصل إلى منزله إذا على رأس كل واحد منهم عشرة آلاف درهم فقال للغلمان ضعوا ما معكم وانصرفوا فقالوا إن الأمير قد أطلقنا لك فانه ما بعث مع خادم هدية إلى أحد إلا كان الخادم الذى يحملها من جملتها قال فحسن حال ذلك الرجل وذكر ابن عساكر أن زياد بن أبى سفيان بعث إلى سعيد بن العاص هدايا وأموالا وكتابا ذكر فيه أنه يخطب إليه ابنته أم عثمان من آمنة بنت جرير بن عبد الله البجلى فلما وصلت الهدايا والأموال والكتاب قرأه ثم فرق الهدايا فى جلسائه ثم كتب إليه كتابا لطيفا فيه بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى كلا إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى والسلام وروينا أن سعيدا خطب أم كلثوم بنت على من فاطمة التى كانت تحت عمر بن الخطاب فأجابت إلى ذلك وشاورت اخويها فكرها ذلك وفى رواية إنما كره ذلك الحسين وأجاب الحسن فهيأت دراها ونصبت سريرا وتواعدوا للكتاب وأمرت ابنها زيد بن عمر ان يزوجها منه فبعث إليها بمائة ألف وفى رواية بمأتى ألف مهرا واجتمع عنده أصحابه ليذهبوا معه فقال إنى أكره أن أخرج أمى فاطمة فترك التزويج واطلق جميع ذلك المال لها وقال ابن معين وعبد الأعلى بن حماد سأل أعرابى سعيد بن العاص فأمر له بخمسمائة فقال الخادم خمسمائة درهم أو دينار فقال إنما أمرتك بخمسمائة درهم وإذ قد جاش فى نفسك أنها دنانير فادفع إليه خمسمائة دينار فلما قبضها الأعرابى جلس يبكى فقال له مالك ألم تقبض نوالك قال بلى والله ولكن ابكى على الأرض كيف تأكل مثلك وقال عبد الحميد بن جعفر جاء رجل فى حمالة أربع ديات سأل فيها أهل المدينة فقيل له عليك بالحسن ابن على او عبد الله بن جعفر أو سعيد بن العاص أو عبد الله بن عباس فانطلق إلى المسجد فإذا سعيد داخل إليه فقال من هذا فقيل سعيد بن العاص فقصده فذكر له ما أقدمه فتركه حتى انصرف من المسجد إلى المنزل فقال للأعرابى إئت بمن يحمل معك فقال رحمك الله إنما سألتك مالا لا تمرا فقال أعرف إئت بمن يحمل معك فأعطاه أربعين ألفا فأخذها الأعرابى وانصرف ولم يسأل غيره وقال سعيد بن العاص لابنه يا بنى أجر لله المعروف إذا لم يكن ابتداء من غير مسألة فأما إذا أتاك الرجل تكاد ترى دمه فى وجهه أوجاءك مخاطرا أتعطيه أم تمنعه فوالله لو خرجت له من جميع مالك ما كافأته
وقال سعيد لجليسى على ثلاث إذا دنا رحبت به وإذ جلس أوسعت له وإذا حدث أقبلت عليه وقال أيضا يا بنى لا تمازح الشريف فيحقد عليك ولا الدنىء فتهون عليه وفى رواية فيجترىء عليك وخطب يوما فقال من رزقه الله حسنا فليكن أسعد الناس به إنما يتركه لأحد رجلين إما مصلح فيسعد بما جمعت له وتخيب أنت والمصلح لا يقل عليه شىء وإما مفسد فلا يبقى له شىء فقال أبو معاوية جمع أبو عثمان طرف الكلام وروى الأصمعى عن حكيم بن قيس قال قال سعيد بن العاص موطنان لا أستحي من رفقى فيهما والتأنى عندهما مخاطبتى جاهلا أو سفيها وعند مسألتى حاجة لنفسى ودخلت عليه امرأة من العابدات وهو أمير الكوفة فأكرمها واحسن إليها فقالت لاجعل الله لك إلى لئيم حاجة ولا زالت المنة لك فى أعناق الكرام وإذا أزال عن كريم نعمة جعلك سببا لردها عليه وقد كان له عشرة من الولد ذكورا وإناثا وكانت إحدى زوجاته أم البنين بنت الحكم بن أبى العاص أخت مروان بن الحكم ولما حضرت سعيدا الوفاة جمع بنيه وقال لهم لا يفقدن أصحابى غير وجهى وصلوهم بما كنت أصلهم به واجروا عليهم ما كنت أجرى عليهم واكفوهم مؤنة الطلب فان الرجل إذا طلب الحاجة اضطربت أركانه وارتعدت فرائضه مخافة أن يرد فوالله لرجل يتململ على فراشه يراكم موضعا لحاجته أعظم منة عليكم مما تعطونه ثم أوصاهم بوصايا كثيرة منها أن يوفوا ما عليه من الدين والوعود وأن لا يزوجوا أخواتهم إلا من الأكفاء وان يسودوا أكبرهم فتكفل بذلك كله ابنه عمرو بن سعيد الأشدق فلما دفنه بالبقيع ثم ركب عمرو إلى معاوية فعزاه فيه واسترجع معاوية وحزن عليه قال هل ترك من دين عليه قال نعم قال وكم هو قال ثلثمائة ألف درهم وفى رواية ثلاث آلاف ألف درهم فقال معاوية هى على فقال ابنه يا أمير المؤمنين إنه أوصانى أن لا أفضى دينه إلا من ثمن أراضيه فاشترى منه معاوية أراضى بمبلغ الدين وسأل منه عمرو أن يحملها إلى المدينة فحملها له ثم شرع عمرو يقضى ما على أبيه من الدين حتى لم يبق أحد فكان من جملة من طالبه شاب معه رقعة من أديم فيها عشرون ألفا فقال له عمر كيف استحققت هذه على أبى فقال الشاب إنه كان يوما يمشى وحده فأحببت أن أكون معه حتى يصل إلى منزله فقال ابغنى رقعة من أدم فذهبت إلى الجزارين فأتيته بهذه فكتب لى فيها هذا المبلغ واعتذر بأنه ليس عنده اليوم شىء فدفع إليه عمرو ذلك المال وزاده شيئا كثيرا ويروى أن معاوية قال لعمرو بن سعيد من ترك مثلك لم يمت ثم قال رحم الله أبا عثمان ثم قال قد مات من هو أكبر منى ومن هو أصغر منى وانشد قول الشاعر
إذا سار من دون امرىء وامامه * واوحش من إخوانه فهو سائر
وكانت وفاة سعيد بن العاص فى هذه السنة وقيل فى التى قبلها وقيل فى التى بعدها وقال بعضهم كانت وفاته قبل عبد الله بن عامر بجمعة

شداد بن أوس بن ثابت
ابن المنذر بن حرام أبو يعلى الأنصارى الخزرجى صحابى جليل وهو ابن أخى حسان بن ثابت وحكى ابن منده عن موسى بن عقبة انه قال شهد بدرا قال ابن منده وهو وعم وكان من الاجتهاد فى العبادة على جانب عظيم كان إذا أخذ مضجعه تعلق على فراشه ويتقلب عليه ويتلوى كما تتلوى الحية ويقول اللهم إن خوف النار قد أقلقنى ثم يقوم إلى صلاته قال عبادة بن الصامت
كان شداد من الذين أوتوا العلم والحلم نزل شداد فلسطين وبيت المقدس ومات فى هذه السنة عن خمس وسبعين سنة وقيل مات سنة أربع وستين وقيل سنة إحد واربعين فالله أعلم

عبد الله بن عامر
ابن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى القرشى العبشمى ابن خال عثمان بن عفان ولد فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفل فى فيه فجعل يبتلع ريق رسول الله ص فقال إنه لمسقاء فكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء وكان كريما ممدحا ميمون النقيبة استنابه عثمان على البصرة بعد أبى موسى وولاه بلاد فارس بعد عثمان بن أبى العاص وعمره إذ ذاك خمسا وعشرين سنة ففتح خراسان كلها واطراف فارس وسجستان وكرمان وبلا غزنة وقتل كسرى ملك الملوك فى أيامه وهو يزد جرد ثم أحرم عبد الله بن عامر بحجة وقيل بعمرة من تلك البلاد شكرا لله عز وجل وفرق فى أهل المدينة أموالا كثيرة جزيلة وهو أول من لبس الخز بالبصرة والله سبحانه وتعالى أعلم وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة واجرى إليها الماء المعين والعين ولم يزل على البصرة حتى قتل عثمان فأخذ أموال بيت المال وتلقى بها طلحة والزبير وحضر معهم الجمل ثم سار إلى دمشق ولم يسمع له ذكر فى صفين ولكن ولاه معاوية البصرة بعد صلحه مع الحسن وتوفى فى هذه السنة بأرضه بعرفات وأوصى إلى عبد الله بن الزبير له حديث واحد وليس له فى الكتب شىء وروى مصعب الزبيرى عن أبيه عن حنظلة بن قيس عن عبد الله ابن عامر أن رسول الله ص قال من قتل دون ماله فهو شهيد وقد زوجه معاوية بابنته هند وكانت جميلة فكانت تلى خدمته بنفسها من محبتها له فنظر يوما فى المرآة فرأى صباحه وجهها وشيبة فى لحيته فطلقها وبعث إلى أبيها أن يزوجها بشاب كأن وجهه ورقة مصحف توفى فى هذه السنة وقيل بعدها بسنة

عبد الرحمن بن أبى بكر رضى الله عنهما
وهو اكبر ولد أبى بكر الصديق قاله الزبير بن بكار قال وكانت فيه دعابة وامه أم رمان وام عائشة فهو شقيقها بارز يوم بدر وأخذ مع المشركين وأراد قتل أبيه أبى بكر فتقدم إليه أبوه أبو بكر فقال له رسول الله ص أمتعنا بنفسك ثم أسلم عبد الرحمن بعد ذلك فى الهدنة وهاجر قبل الفتح ورزقه رسول الله ص من خيبر كل سنة أربعين وسقا وكان من سادات المسلمين وهو الذى دخل على رسول الله ص يوم مات وعائشة مسندته إلى صدرها ومع عبد الرحمن سواك رطب فأخذه بصره فأخذت عائشة ذلك السواك فقضمته وطيبته ثم دفعته إلى رسول الله ص فاستن به أحسن استنان ثم قال اللهم فى الرفيق الأعلا ثم قضى قالت فجمع الله بين ريقى وريقه ومات بين سحرى ونحرى فى بيتى ويومى لم أظلم فيه أحدا
وقد شهد عبد الرحمن فتح اليمامة وقتل يومئذ سبعة وهو الذى قتل محكم بن الطفيل صديق مسيلمة على باطله كان محكم واقفا فى ثلمة حائط فرماه عبد الرحمن فسقط محكم فدخل المسلمون من الثلمة فخلصوا إلى مسيلمة فقتلوه وقد شهد فتح الشام وكان معظما بين أهل الاسلام ونفل ليلى بنت الجودى ملك عرب الشام نفله إياها خالد بن الوليد عن أمر عمر بن الخطاب كما سنذكره مفصلا وقد قال عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن سعيد بن المسيب قال حدثنى عبد الرحمن بن أبى بكر ولم يجرب عليه كذبة قط ذكر عنه حكاية أنه لما جاءت بيعة يزيد بن معاوية إلى المدينة قال عبد الرحمن لمروان جعلتموها والله هرقلية وكسروية يعنى جعلتم ملك الملك لمن بعده من ولده فقال له مروان اسكت فانك أنت الذى انزل الله فيك والذى قال لوالديه أف لكما أتعدانى أن أخرج فقالت عائشة ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أنه أنزل عذرى ويروى أنها بعثت إلى مروان تعتبه وتؤنبه وتخبره بخبر فيه ذم له ولأبيه لا يصح عنها قال الزبير ابن بكار حدثنى إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهرى عن أبيه عن جده قال بعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبى بكر بمائة ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد بن معاوية فردها عبد الرحمن وأبى أن يأخذها وقال أبيع دينى بدنياى وخرج إلى مكة فمات بها وقال أبو زرعة الدمشقى ثنا أبو مسهر ثنا مالك قال توفى عبد الرحمن بن أبى بكر فى نومة نامها ورواه أبو مصعب عن مالك عن يحيى بن سعيد فذكره وزاد فأعتقت عنه عائشة رقابا ورواه الثوري عن يحيى بن سعيد عن القاسم فذكره ولما توفى كانت وفاته بمكان يقال له الحبشى على ستة أميال من مكة وقيل اثنى عشر ميلا فحمله الرجال على أعناقهم حتى دفن بأعلا مكة فلما قدمت عائشة مكة زارته وقالت اما والله لو شهدتك لم أبك عليك ولو كنت عندك لم أنقلك من موضعك الذى مت فيه ثم تمثلت بشعر متمم بن نويرة فى أخيه مالك
وكنا كند مانى جذيمة برهة * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأنى ومالك * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
رواه الترمذى وغيره وروى ابن سعد ان ابن عمر مرة رأى فسطاسا مضروبا على قبر عبد الرحمن ضربته عائشة بعد ما ارتحلت فأمر ابن عمر بنزعه وقال إنما يظله عمله وكانت وفاته فى هذا العام فى قول كثير من علماء التاريخ ويقال إن عبد الرحمن توفى سنة ثلاث وخمسين قاله الواقدى وكاتبه محمد بن سعد وأبو عبيد وغير واحد وقيل سنة أربع وخمسين فالله أعلم

قصته مع ليلى بنت الجودى ملك عرب الشام
قال الزبير بن بكار حدثنى محمد بن الضحاك الحزامى عن أبيه أن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما قدم الشام فى تجارة يعنى فى زمان جاهليته فرأى امرأة يقال لها ليلى ابنة الجودى على طنفسة لها وحولها ولائدها فأعجبته قال ابن عساكر رآها بأرض بصرى فقال فيها
تذكرت ليلى والسماوة دونها * فمال ابنة الجودى ليلى وماليا
وانى تعاطى قلبه حارثية * تؤمن بصرى أوتحل الحوابيا
بذلك ثم استدعى يزيد فقال له كما قال لأخيه فقال يزيد أو يعفينى أمير المؤمنين فى هذا الوقت عن هذا فقال لا بد لك أن تسأل حاجتك فقال أسال واطال الله عمر أمير المؤمنين أن أكون ولى عهده من بعده فانه بلغنى أن عدل يوم فى الرعية كعبادة خمسمائة عام فقال قد أجبتك إلى ذلك ثم قال لامرأته كيف رأيت فعلمت وتحققت فضل يزيد على ولدها
وانى بلاقيها بلى ولعلها إن الناس حجوا قابلا أن توافيا
قال فلما بعث عمر بن الخطاب جيشه إلى الشام قال للأمير على الجيش إن ظفرت بليلى بنت الجودى عنوة فادفعها إلى عبد الرحمن بن أبى بكر فظفر بها فدفعها إليه فأعجب بها وآثرها على نسائه حتى جعلن يشكونها إلى عائشة فعاتبته عائشة على ذلك فقال والله كأنى أرشف بأنيابها حب الرمان فأصابها وجع سقط له فوها فجفاها حتى شكته إلى عائشة فقالت له عائشة يا عبد الرحمن لقد أحببت ليلى فأفرطت وأبغضتها فأفرطت فلما أن تنصفها وإما أن تجهزها إلى أهلها قال الزبيرى وحدثنى عبد الله بن نافع عن عبد الرحمن بن أبى الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال إن عمر بن الخطاب نفل عبد الرحمن بن ابى بكر ليلى بنت الجودى حين فتح دمشق وكانت ابنة ملك دمشق يعنى ابنة ملك العرب الذين حول دمشق والله أعلم

عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب
القرشى الهاشمى ابن عم النبى ص وكان أصغر من أخيه عبد الله بسنة وأمها أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية وكان عبيد الله كريما جميلا وسيما يشبه أباه فى الجمال روينا أن رسول الله ص كان يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا صفا ويقول من سبق إلى فله كذا فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم وقد استنابه على بن أبى طالب فى ايام خلافته على اليمن وحج بالناس سنة ست وثلاثين وسنة سبع وثلاثين فلما كان سنة ثمان وثلاثين اختلف هو ويزيد بن سمرة الرهاوى الذى قدم على الحج من جهة معاوية ثم اصطلحا على شيبة بن عثمان الحجبى فأقام للناس الحج عامئذ ثم لما صارت الشوكة لمعاوية تسلط على عبيد الله بسر بن أبى أرطاه فقتل له ولدين وجرت أمور باليمن قد ذكرنا بعضها وكان يقدم هو واخوه عبد الله المدينة فيوسعهم عبد الله علما ويوسعهم عبيد الله كرما وقد روى أنه نزل فى مسير له مع مولى له على خيمة رجل من الأعراب فلما رآه الأعرابى أعظمه واجله ورأى حسنه وشكله فقال لامرأته ويحك ماذا عندك لضيفنا هذا فقالت ليس عندنا إلا هذه الشويهة التى حياة ابنتك من لبنها
فقال إنه لا بد من ذبحها فقالت أتقتل ابنتك فقال وإن فأخذ الشفرة والشاة وجعل يذبحها ويسلخها وهو يقول مرتجزا
يا جارتى لا توقظى البنية * إن توقظيها تنتحب عليه
وتنتزع الشفرة من يديه
ثم هيأها طعاما فوضعها بين يدى عبيد الله ومولاه فعشاهما وكان عبيد الله قد سمع محاورته لامرأته فى الشاة فلما أراد الارتحال قال لمولاه ويلك ماذا معك من المال فقال معى خمسمائة دينار فضلت من نفقتك فقال ادفعها إلى الأعرابى فقال سبحان الله تعطيه خمسمائة دينار وإنما ذبح لك شاة واحدة تساوى خمسة دراهم فقال ويحك والله لهو أسخى من واجود لانا إنما أعطيناه بعض ما نملك وجاد هو علينا بجميع ما يملك وآثرنا على مهجة نفسه وولده فبلغ ذلك معاوية فقال لله در عبيد الله من أى بيضة خرج ومن أى شىء درج قال خليفة بن خياط توفى سنة ثمان وخمسين وقال غيره توفى فى أيام يزيد بن معاوية قال أبو عبيد القاسم بن سلام توفى فى سنة سبع وثمانين وكانت وفاته بالمدينة وقيل باليمن وله حديث واحد قال أحمد ثنا هشيم ثنا يحيى بن إسحاق عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عباس قال جاءت العميصا أو الرميصا إلى رسول الله ص تشكو زوجها تزعم أنه لا يصل إليها فما كان إلا يسيرا حتى جاء زوجها فزعم أنها كاذبة وأنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول فقال رسول الله ص ليس لك ذلك حتى يذوق عسيلتك رجل غيره واخرجه النسائى عن على بن حجرة عن هشيم به وممن توفى فيها

أم المؤمنين عائشة بنت أبو بكر الصديق
وزوجة رسول الله ص واحب أزواجه إليه المبرأة من فوق سبع سموات رضى الله عنها وعن أبيها وامها هى أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية تكنى عائشة بأم عبد الله قيل كناها بذلك رسول الله ص وسلم بابن أختها عبد الله بن الزبير وقيل إنها أسقطت من رسول الله سقطا فسماه عبد الله ولم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها ولم ينزل عليه الوحى فى لحاف امرأة غيرها ولم يكن فى أزواجه أحب إليه منها تزوجها بمكة بعد وفاة خديجة وقد أتاه الملك بها فى المنام فى سرقة من حريرة مرتين أو ثلاثا فيقول هذه زوجتك قال فأكشف عنك فاذا هى أنت فأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه فخطبها من أبيها فقال يا رسول الله أو تحل لك قال نعم قال أولست أخوك قال بلى فى الاسلام وهى لى حلال فتزوجها رسول الله ص فحضيت عنده وقد قدمنا ذلك فى أول السيرة وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين وقيل بسنة ونصف وقيل بثلاث سنين وكان عمرها إذ ذاك ست سنين ثم دخل بها وهى بنت تسع سنين بعد بدر فى شوال من سنة ثنتين من الهجرة فأحبها ولما تكلم فيها أهل الافك بالزوروالبهتان غار الله لها فأنزل لها براءتها فى عشر آيات من القرآن تتلى على تعاقب الزمان وقد ذكرنا ذلك مفصلا فيما سلف وشرحنا الايات والأحاديث الواردة فى ذلك فى غزوة المريسيع وبسطنا ذلك أيضا فى كتاب التفسير بما فيه كفاية ومقنع ولله الحمد والمنة وقد اجمع العلماء على تكفير من قذفها بعد براءتها واختلفوا فى بقية أمهات المؤمنين هل يكفر من قذفهن أم لا على قولين وأصحهما أنه يكفر لأن المقذوفة زوجة رسول الله ص والله تعالى إنما غضب لها لأنها زوجة رسول الله ص فهى وغيرها منهن سواء ومن خصائصها رضى الله عنها أنها كان لها فى القسم يومان يومها ويوم سودة حين وهبتها ذلك تقربا إلى رسول الله ص وانه مات فى يومها وفى بيتها وبين سحرها ونحرها وجمع الله بين ريقه وريقها فى آخر ساعة من ساعاته فى الدنيا وأول ساعة من الآخرة ودفن فى بيتها وقد قال الامام أحمد حدثنا وكيع عن إسماعيل عن مصعب بن إسحاق ابن طلحة عن عائشة عن النبى ص قال إنه ليهون على أنى رأيت بياض كف عائشة فى الجنة تفرد به أحمد وهذا فى غاية ما يكون من المحبة العظيمة أنه يرتاح لأنه رأى بياض كفها أمامه فى الجنة ومن خصائصها أنها أعلم نساء النبى ص بل هى أعلم النساء على الاطلاق قال الزهرى لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل وقال عطاء بن أبى رباح كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس واحسن الناس رأيا فى العامة وقال عروة ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة ولم ترو امرأة ولا رجل غير أبى هريرة عن رسول الله ص من الأحاديث بقدر روايتها رضى الله عنها وقال أبو موسى الأشعرى ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما رواه الترمذى وقال أبو الضحى عن مسروق رأيت مشيخة أصحاب محمد الأكابر يسألونها عن الفرائض فاما ما يلهج به كثير من الفقهاء وعلماء الأصول من إبراد حديث خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء فانه ليس له أصل ولا هو مثبت في شيء من أصول الإسلام وسألت عنه شيخا أبا الحجاج المزي فقال لا أصل له
ثم لم يكن فى النساء أعلم من تلميذاتها عمرة بنت عبد الرحمن وحفصة بنت سيرين وعائشة بنت طلحة وقد تفردت أم المؤمنين عائشة بمسائل عن الصحابة لم توجد إلا عندها وانفردت باختيارات أيضا وردت أخبار بخلافها بنوع من التأويل وقد جمع ذلك غير واحد من الأئمة فمن ذلك قال الشعبى كان مسروق إذا حدث عن عائشة قال حدثتنى الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله المبرأة من فوق سبع سموات وثبت فى صحيح البخارى من حديث أبى عثمان النهدى عن عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله أى الناس احب عليك قال عائشة قلت ومن الرجال قال أبوها وفى صحيح البخارى أيضا عن أبى موسى قال قال رسول الله ص كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وقد استدل كثير من العلماء ممن ذهب إلى تفضيل عائشة على خديجة بهذا الحديث قال فانه دخل فيه سائر النساء الثلاث المذكورات وغيرهن ويعضد ذلك أيضا الحديث الذى رواه البخارى حدثنا إسماعيل بن خليل ثنا على بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله ص فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال اللهم هالة قالت عائشة فغرت وقلت ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت فى الدهر الأول قد أبدلك الله خيرا منها هكذا رواه البخارى فأما ما يروى فيه من الزيادة والله ما أبدلنى خيرا منها فليس يصح سندها وقد ذكرنا ذلك مطولا عند وفاة خديجة وذكرنا حجة من ذهب إلى تفضيلها على عائشة بما أغنى عن إعادته ههنا وروى البخارى عن عائشة أن النبى ص قال يوما يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى مالا أرى وثبت فى صحيح البخارى أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة فاجتمع أزواجه إلى أم سلمة وقلن لها قولى له يأمر الناس أن يهدوا له حيث كان فقالت أم سلمة فلما دخل على قلت له ذلك فأعرض عنى ثم قلن لها ذلك فقالت له فأعرض عنها ثم لما دار إليها قالت له فقال يا أم سلمة لا تؤذينى فى عائشة فانه والله ما نزل على الوحى فى بيت وانا فى لحاف امرأة منكن غيرها وذكر انهن بعثن فاطمة ابنته إليه فقالت إن نساءك ينشدونك العدل فى ابنة أبى بكر بن أبى قحافة فقال يا بنية ألا تحبين من أحب قالت قلت بلى قال فأحبى هذه ثم بعثن زينب بنت جحش فدخلت على رسول الله ص وعنده عائشة فتكلمت زينب ونالت من عائشة فانتصرت عائشة منها وكلمتها حتى أفحمتها فجعل رسول الله ص ينظر إلى عائشة ويقول إنها ابنة أبى بكر وذكرنا أن عمارا لما جاء يستصرخ الناس ويستفزهم إلى قتال طلحة والزبير أيام الجمل صعد هو والحسن بن على على منبر الكوفة فسمع عمار رجلا ينال من عائشة فقال له اسكت مقبوحا منبوذا والله إنها لزوجة رسول الله ص فى الدنيا وفى الآخرة ولكن الله ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أو إياها وقال الامام أحمد حدثنا معاوية بن عمر وثنا زائدة ثنا عبد الله بن خيثم حدثنى عبد الله بن أبى مليكة أنه حدثه ذكوان حاجب عائشة أنه جاء عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة فجئت وعند رأسها عبد الله بن أخيها عبد الرحمن فقلت هذا ابن عباس يستأذن فأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال هذا عبد الله بن عباس يستأذن وهى تموت فقالت دعنى من ابن عباس فقال يا أماه إن ابن عباس من صالح بنيك يسلم عليك
ويودعك فقالت ائذن له ان شئت قال فأدخلته فلما جلس قال أبشرى فقالت بماذا فقال ما بينك وبين أن تلقى محمدا والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد وكنت أحب نساء رسول الله ص إليه ولم يكن رسول الله ص يحب إلا طيبا وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله ص وأصبح الناس وليس معهم ماء فأنزل الله آية التيمم فكان ذلك فى سببك وما أنزل الله من الرخصة لهذه الأمة وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات جاء بها الروح الأمين فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار فقالت دعنى منك يا ابن عباس والذى نفسى بيده لوددت أنى كنت نسيا منسيا والأحاديث فى فضائلها ومناقبها كثيرة جدا وقد كانت وفاتها فى هذا العام سنة ثمان وخمسين وقيل قبله بسنة وقيل بعده بسنة والمشهور فى رمضان منه وقيل فى شوال والأشهر ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان واوصت أن تدفن بالبقيع ليلا وصلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر ونزل فى قبرها خمسة وهم عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبى بكر والقاسم وعبد الله ابنا أخيها محمد بن ابى بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر وكان عمرها يومئذ سبعا وستين سنة لانه توفى رسول الله ص وعمرها ثمان عشرة سنة وكان عمرها عام الهجرة ثمان سنين أو تسع سنين فالله أعلم ورضى الله تعالى عن أبيها وعن الصحابة أجمعين

عدد المشاهدات *:
307620
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : ذكر من توفى فيها من الأعيان
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  ذكر من توفى فيها من الأعيان لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1