اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الجمعة 19 رمضان 1445 هجرية
? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ???????? ?????????????? ????????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ?????? ??? ????? ??? ??? ???? ????? ????????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

طلاق

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء التاسع
خلافة عبد الملك بن مروان
عبد الملك بن مروان والد الخلفاء الأمويين
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
وهو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية أبو الوليد الأموي أمير المؤمنين وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية سمع عثمان بن عفان وشهد الدار مع أبيه وهو ابن عشر سنين وهو أول من سار بالناس في بلاد الروم سنة ثنتين وأربعين وكان أميرا على أهل المدينة وله ست عشرة سنة ولاه إياها معاوية وكان يجالس الفقهاء والعلماء والعباد والصلحاء وروى الحديث عن أبيه وجابر وأبي سعيد الخدري وابي هريرة وابن عمر ومعاوية وأم سلمة وبريرة مولاة عائشة وروي عنه جماعة منهم خالد بن معدان وعروة والزهري وعمرو بن الحارث ورجاء بن جيوة وجرير بن عثمان ذكر عن محمد بن سيرين أن أباه كان قد سماه القاسم وكان يكنى بأبي القاسم ثم غير أسمه فسماه عبد الملك قال ابن أبي خيثمة عن مصعب بن الزبير وكان أول من سمى في الإسلام بعبد الملك قال ابن أبي خيثمة وأول من سمي في الإسلام بأحمد والد الخليل بن أحمد العروضي وبويع له بالخلافة في سنة خمس وستين في حياة أبيه في خلافة ابن الزبير وبقى على الشام ومصر مدة سبع سنين وابن الزبير على باقي البلاد ثم استقل بالخلافة على سائر البلاد والأقاليم بعد مقتل ابن الزبير وذلك في سنة ثلاث وسبعين إلى هذه السنة كما ذكرنا ذلك وكان مولده ومولد يزيد بن معاوية في سنة ست وعشرين وقد كان عبد الملك قبل الخلافة من العباد الزهاد الفقهاء الملازمين للمسجد التالين للقرآن وكان ربعة من الرجال أقرب إلى القصر وكانت أسنانه مشبكة بالذهب وكان أفوه مفتوح الفم فربما غفل فينفتح فمه فيدخل فيه الذباب ولهذا كان يقال له أبو الذباب وكان أبيض ربعة ليس بالنحيف ولا البادن مقرون الحاجبين أشهل كبير العينين دقيق الأنف مشرق الوجه أبيض الرأس واللحية حسن الوجه لم يخضب ويقال إنه خضب بعد وقد قال نافع لقد رأيت المدينة وما فيها شاب أشد تشميرا ولا أفقه ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك ابن مروان وقال الأعمش عن أبي الزناد كان فقهاء المدينة أربعة سعيد بن المسيب وعروة وقبيصة ابن ذويب وعبد الملك بن مروان قبل أن يدخل في الإمارة وعن ابن عمر أنه قال ولد الناس أبناء وولد مروان أبا يعني عبد الملك ورآه يوما وقد ذكر اختلاف الناس فقال لو كان هذ الغلام اجتمع الناس عليه وقال عبد الملك كنت أجالس بريدة بن الحصيب فقال لي يوما يا عبد الملك إن فيك خصالا وإنك لجدير أن تلي أمر هذه الأمة فاحذر الدماء فإنى سمعت رسول الله ص يقول إن الرجل ليدفع عن باب الجنة بعد أن ينظر إليها على محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حق وقد أثنى عليه قبل الولاية معاوية وعمرو بن العاص في قصة طويلة
وقال سعيد بن داود الزبيري عن مالك عن يحيى بن سعيد بن دجاود الزبيري قال كان أول من صلى ما بين الظهر والعصر عبد الملك بن مروان وفتيان معه فقال سعيد بن المسيب ليست العبادة بكثر الصلاة والصوم إنما العبادة التفكر في أمر الله والورع عن محارم الله وقال الشعبي
ما جالست أحدا إلا وجدت لي الفضل عيه إلا عبد الملك بن مروان فإني ما ذاكرته حديثا إلا زادني منه ولا شعرا إلا زادني فيه وذكر خليفة بن خياط أن معاوية كتب إلى مروان وهو نائبه على المدينة سنة خمسين أن ابعث ابنك عبد الملك على بعث المدينة إلى بلاد المغرب مع معاوية بن خديج فذكر من كفايته وغنائه ومجاهدته في تلك البلاد شيئا كثيرا ولم يزل عبد الملك مقيما بالمدينة حتى كانت وقعة الحرة واستولى ابن الزبير على بلاد الججاز وأجلى بني أمية من هنالك فقدم مع أبيه الشام ثم لما صارت الإمارة مع أبيه وبايعه أهل الشام كما تقدم أقام في الإمارة تسعة أشهر ثم عهد إليه بالإمارة من بعده فاستقل عبد الملك بالخلافة في مستهل رمضان أو ربيع الأول من سنة خمس و ستين واجتمع الناس عليه بعد مقتل ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين في جمادي الأولى إلى هذه السنة
وقال ثعلب عن ابن الأعرابي لما سلم على عبد الملك بالخلافة كان في حجره مصحف فأطبقه وقال هذا فارق بيني وبينك وقال أبو الطفيل صنع لعبد الملك مجلس توسع فيه وقد كان بني له فيه قبة قبل ذلك فدخله وقال لقد كان حثمة الأحوازي يعني عمر بن الخطاب يرى أن هذا عليه حرام وقيل أنه لما وضع المصحف من حجره قال هذا آخر العهد منك وكان عبد الملك له إقدام على سفك الدماء وكان حازما فهما فطنا سائسا لأمور الدنيا لا يكل أمر دنياه إلى غيره وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص وأبوها معاوية هو الذي جدع أنف حمزة عم النبي ص يوم أحد وقال سعيد بن عبد العزيز لما خرج عبد الملك إلى العراق لقتال مصعب بن الزبير خرج معه يزيد بن الأسود الجرشي فلما التقوا قال اللهم احجز بين هذين الجبلين وولى الأمر أحبهما إليك فظفر عبد الملك وقد كان مصعب من أعز الناس على عبد الملك وقد ذكرنا كيفية قتله مصعبا وقال سعيد بن عبد العزيز لما بويع لعبد الملك بالخلافة كتب إليه عبد الله بن عمر بن الخطاب بسم الله الرحمن الرحيم عن عبد الله بن عمر إلى عبد الملك أمير المؤمنين سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنك راع وكل راع مسئول عن رعيته الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا لا أحد والسلام وبعث به مع سلام فوجدوا عليه إذ قدم اسمه على إسم أمير المؤمنين ثم نظروا في كتبه إلى معاوية فوجدوها كذلك فاحتملوا ذلك منه
وقال الواقدي حدثني ابن أبي ميسرة عن أبي موسى الخياط عن أبي كعب قال سمعت عبد الملك بن مروان يقول يا أهل المدينة أنا أحق الناس أن يلزم الأمر الأول وقد سالت علينا أحاديث من قبل هذا المشرق ولا نعرفها ولا نعرف منها إلا قراءة القرآن فالزموا ما في مصحفكم
الذي حملكم عليه الإمام المظلوم وعليكم بالفرائض التي جمعكم عليها إمامكم المظلوم رحمه الله فإنه قد استشار في ذلك زيد بن ثابت ونعم المشير كان للإسلام رحمه الله فأحكما ما أحكما واستقصيا ما شذ عنهما وقال ابن جريج عن أبيه حج علينا عبد الملك سنة خمس وسبعين بعد مقتل ابن الزبير بعامين فخطبنا فقال أما بعد فإنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من المال ويولكون وإني والله لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف ولست بالخليفة المستضعف يعني عثمان ولا الخليفة المداهن يعني معاوية ولا الخليفة المأمون يعني يزيد بن معاوية أيها الناس إنا نحتمل منكم كل الغرمة مالم يكن عقد راية أو وثوب على منبر هذا عمرو بن سعيد حقه حقه قرابته وابنه قال برأسه هكذا فقلنا بسيفنا هكذا وإن الجامعة التي خلعها من عنقه عندي وقد أعطيت الله عهداص أن لا أضعها في رأس أحد إلا أخرجها الصعداء فليبلغ الشاهد الغائب وقال الأصمعي ثنا عباد بن سلم بن عثمان بن زياد عن أبيه عن جده قال ركب عبد الملك بن مروان بكرا فأنشأ قائده يقول يا أيها البكر الذي أراكا
عليك سهل الأرض في ممشاكا ويحك هل تعلم من علاكا
خليفة الله الذي امتطاكا لم يحب بكرا مثل ما حباكا
فلما سمعه عبد الملك قال أيها يا هناه قد أمرت لك بعشرة آلاف وقال الأصمعي خطب عبد الملك فحصر فقال إن اللسان بضعة من الإنسان وإنا نسكت حصرا ولا ننطق هذرا ونحن أمراء الكلام فينا رسخت عروقه وعلينا تدلت أغصانه وبعد مقامنا هذا مقام وبعد عينا هذا مقال وبعد يومنا هذا أيام يعرف فيها فصل الخطاب وموضع الصواب قال الأصمعي قيل لعبد الملك أسرع إليك الشيب فقال وكيف لا وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة مرة أو مرتين وقال غيره قيل لعد الملك أسرع إليك الشيب فقال وتنسى ارتقاء المنبر ومخافة اللحن ولحن رجل عند عبد الملك يعني أسقط من كلامه ألفا فقال له عبد الملك زد ألف فقال الرجل وأنت فزد ألفا وقال الزهري سمعت عبد الملك يقول في خطبته إن العلم سيقبض قبضا سريعا فمن كان عنده علم فليظهره غير غال فيه ولا جاف عنه وروى ابن أبي الدنيا أن عبد الملك كان يقول لمن يسايره في سفره إذا رفعت له شجرة سبحوا بنا حتى نأتي تلك الشجرة كبروا بنا حتى نأتي تلك الحجرة ونحو ذلك
وروى البيهقي أن عبد الملك وقع منه فلس في بئر قذرة فاكترى عليه بثلاثة عشر دينارا حتى أخرجه منها فقيل له في ذلك فقال إنه كان عليه إسم الله عز وجل وقال غير واحد كان عبد الملك إذا جلس للقضاء بين الناس يقوم السيافون على رأسه بالسيف فينشد وقال بعضهم يأمر من ينشد فيقول
إنا إذا الت دواعي الهوى
وأنصت السامع للقائل واصطرع الناس بألبابهم
نقضي بحكم عادل فاصل
لا نجعل الباطل حقا ولا
نلفظ دون الحق بالباطل نخاف أن تسفه أحلامنا
فنجهل الحق مع الجاهل
وقال الأعمش أخبرني محمد بن الزبير أن أنس بن مالك كتب إلى عبد الملك يشكو الحجاج ويقول في كتابه لو أن رجلا خدم عيسى بن مريم أو رآه أو صحبه تعرفه النصارى أو تعرف مكانه لهاجرت إليه ملوكهم ولنزل من قلوبهم بالمنزلة العظيمة ولعرفوا له ذلك ولو أن رجلا خدم موسى أو رآه تعرفه اليهود لفعلوا به من الخير والمحبة وغير ذلك ما استطاعوا وإني خادم رسول الله ص وصاحبه ورأيته وأكلت معه ودخلت وخرجت وجاهدت معه أعداءه وإن الحجاج قد أضر بي وفعل وفعل قال أخبرني من شهد عبد الملك يقرأ الكتاب وهو يبكي وبلغ به الغضب ما شاء الله ثم كتب إلى الحجاج بكتاب غليظ فجاء إلى الحجاج فقرأه فتغير ثم قال إلى حامل الكتاب انطلق بنا إليه نترضاه وقال أبو بكر بن دريد كتب عبد الملك إلى الحجاج في أيام ابن الأشعث إنك أعز ما تكون بالله أحوج ما تكون إليه وأذل ما تكون للمخلوق أحوج ما تكون إليهم وإذا عززت بالله فاعف له فإنك به تعز وإليه ترجع قال بعضهم سأل رجل من عبد الملك أن يخلو به فأمر من عنده بالإنصراف فلما خلا به وأراد الرجل أن يتكلم قال له عبد الملك احذر في كلامك ثلاثا إياك أن تمدحني فإني أعلم بنفسي منك أو تكذبني فإنه لا رأي لكذوب أو تسعى إلى بأحد من الرعية فإنهم إلى عدلي وعفوي أقرب منهم إلى جوري وظلمي وإن شئت أقلتك فقال الرجل أقلني فأقاله وكذا كان يقول للرسول إذا قدم عليه من الآفاق اعفني من أربع وقل ما شئت لا تطرني ولا تجبني فيما لا أسألك عنه ولا تكذبني ولا تحملني على الرعية فإنهم إلى رأفتي ومعدلتي أحوج وقال الأصمعي عن أبيه قال أتى عبد الملك برجل كان مع بعض من خرج عليه فقال اضربوا عنقه فقال يا أمير المؤمنين ما كان هذا جزائي منك فقال وما جزاؤك فقال والله ما خرجت مع فلان إلا بالنظر لك وذلك أني رجل مشئوم ما كنت مع رجل قط إلا غلب وهزم وقد بان لك صحة ما ادعيت وكنت عليك خيرا من مائة ألف معك تنصحك لقد كنت مع فلان فكسر وهزم وتفرق جمعه وكنت مع فلان فقتل وكنت مع فلان فهزم حتى عد جماعة من الأمراء فضحك وخلى سبيله وقيل لعبد الملك أي الرجال أفضل قال من تواضع عن رفعة وزهد عن قدرة وترك النصرة عن قوة وقال أيضا لا طمانينة قبل الخبرة فإن الطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم وقال خير المال ما أفاد حمدا ودفع ذما ولا يقولن أحدكم أبدأ بمن تعول فإن
الخلق كلهم عيال الله وينبغي أن يحمل هذا على غير ما ثبت به الحديث وقال المدائني قال عبد الملك لمؤدب أولاده وهو إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن وجنبهم السفلة فإنهم أسوأ الناس رغبة في الخير وأقلهم أدبا وجنبهم الحشم فإنهم لهم مفسدة واحف شعورهم تغلظ رقابهم وأطعمهم اللحم يقووا وعلمهم الشعر يمجدوا وينجدوا ومرهم أن يستاكوا عرضا ويمصوا الماء مصا ولا يعبو عبا وإذا احتجت أن تتناولهم فتناولهم بأدب فليكن ذلك في سر لا يعلم بهم أحد من الغاشية فيهونوا عليهم
وقال الهيثم بن عدي أذن عبد الملك للناس في الدخول عليه إذنا خاصا فدخل شيخ رث الهيئة لم يابه له الحرس فألقى بين يدي عبد الملك صحيفة وخرج فلم يدر اين ذهب وإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الإنسان إن الله قد جعلك بينه وبين عباده فاحكم بينهم بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسو يوم الحساب ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره إلا لأجل معدود إن اليوم الذي أنت فيه لو بقى لغيرك ما وصل إليك فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا وإني أحذرك يوم ينادي المنادي احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ألا لعنة الله على الظالمين قال فتغير وجه عبد الملك فدخل دار حرمه ولم تزل الكآبة في وجهه بعد ذلك اياما وكتب زر بن حبيش إلى عبد الملك كتابا وفي آخره ولا يطمعك يا أمير المؤمنين في طول البقاء ما يظهر لك في صحتك فأنت أعلم بنفسك واذكر ما تكلم به الأولون إذا الرجال ولدت أولادها
وبليت من كبر أجسادها وجعلت أسقامها تعتادها
تلك زروع قد دنا حصادها
فلما قرأه عبد الملك بكى حتى بل طرف ثوبه ثم قال صدق زر ولو كتب إلينا بغير هذا كان أرفق وسمع عبد الملك جماعة من أصحابه يذكرون سيرة عمر بن الخطاب فقال أنهى عن ذكر عمر فإنه مرارة للأمراء مفسدة للرعية وقال إبراهيم بن هشام بن يحيى القباني عن أبيه عن جده قال كان عبد الملك يجلس في حلقة أم الدرداء في مؤخر المسجد بدمشق فقالت له بلغني أنك شربت الطلا بعد العبادة والنسك فقال أي والله والدما أيضا قد شربتها ثم جاءه غلام كان قد بعثه في حاجة فقال ما حبسك لعنك الله فقالت أم الدرداء لا تفعل يا أمير المؤمنين فإني سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله ص يقول لا يدخل الجنة لعان وقال أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا الحسين بن عبد الرحمن قال قيل لسعيد بن المسيب إن عبد الملك بن مروان قال قد صرت لا أفرح بالحسنة أعملها ولا أحزن على السيئة أرتكبها فقال سعيد الآن تكامل موت قلبه
وقال الأصمعي عن أبيه عن جده قال خطب عبد الملك يوما خطبة بليغة ثم قطعها وبكى بكاء شديدا ثم قال يا رب إن ذنوبي عظيمة وإن قليل عفوك أعظم منها اللهم فامح بقليل عفوك عظيم ذنوبي قال فبلغ ذلك الحسن فبكى وقال لو كان كلام يكتب بالذهب لكتب هذا الكلام وقد روى عن غير واحد نحو ذلك أي أنه لما بلغه هذا الكلام قال مثل ما قال الحسن وقال مسهر الدمشقي وضع سماط عبد الملك يوما بين يديه فقال لحاجبه ائذن لخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد فقال مات يا أمير المؤمنين قال فلأبيه عبد الله بن خالد بن أسيد قال مات قال فلخالد بن يزيد ابن معاوية قال مات قال فلفلان وفلان حتى عد أقواما قد ماتوا وهو يعلم ذلك قبلنا فأمر برفع السماط وأنشأ يقولك ذهبت لداتي وانقضت أيامهم
وغيرت بعدهم ولست بخالد
وقيل إنه لما احتضر دخل عليه ابنه الوليد فبكى فقال له عبد الملك ما هذا أتحن حنين الجارية والأمة إذا أنا مت فشمر واتزر والبس جلد النمر وضع الأمور عند أقرانها واحذر قريشا ثم قال له يا وليد اتق الله فيما استخلفك فيه واحفظ وصيتي وانظر إلى أخي معاوية فصل رحمه واحفظني فيه وانظر إلى أخي محمد فأمره على الجزيرة ولا تعزله عنها وانظر إلى ابن عمنا علي بن عباس فإنه قد انقطع إلينا بمودته ونصيحته وله نسب وحق فصل رحمه واعرف حقه وانظر إلى الحجاج بن يوسف فأكرمه فإنه هو الذي مهد لك البلاد وقهر الأعداء وخلص لكم الملك وشتت الخوارج وأنهاك وإخوتك عن الفرقة وكونوا أولاد أم واحدة وكونوا في الحرب أحرارا وللمعروف منارا فإن الحرب لم تدن منية قبل وقتها وإن المعروف يشيد ذكر صاحبه ويميل القلوب بالمحبة ويذلل الألسنة بالذكر الجميل ولله در القائل إن الأمور إذا اجتمعن فرامها
بالكسر ذو حنق وبطش مفند عزت فلم تكسر وإن هي بددت
فالكسر والتوهين للمتبدد
ثم قال إذا أنامت فادع الناس إلى بيعنك فمن أبى فالسيف وعليك بالإحسان إلى أخوانك فأكرمهن وأحبهن إلى فاطمة وكان قد أعطاها قرطى مارية والدرة اليتيمة ثم قال اللهم احفظني فيها فتزوجها عمر بن عبد العزيز وهو ابن عمها ولما احتضر سمع غسالا يغسل الثياب فقال ما هذا فقالوا غسال فقال يا ليتني كنت غسالا أكسب ما أعيش به يوما بيوم ولم أل الخلافة ثم تمثل فقال لعمري لقد عمرت في الملك برهة
ودانت لي الدنيا بوقع البواتر وأعطيت حمر المال والحكم والنهي
ولي سلمت كل الملوك الجبابر
فأضحى الذي قد كان مما يسرني
كحلم مضى في المزمنات الغوابر فيا ليتني لم أعن بالملك ليلة
ولم أسع في لذات عيش نواضر
وقد أنشد هذه الأبيات معاوية بن أبي سفيان عند موته
وقال أبو مسهر قيل لعبد الملك في مرض موته كيف تجدك فقال أجدني كما قال الله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم الآية وقال سعيد بن عبد العزيز لما احتضر عبد الملك أمر بفتح الأبواب من قصره فلما فتحت سمع قصارا بالوادي فقال ما هذا قالوا قصار فقال يا ليتني كنت قصارا أعيش من عمل يدي فلما بلغ سعيد بن المسيب قوله قال الحمد لله الذي جعلهم عند موتهم يفرون إلينا ولا نفر إليهم وقال لما حضره الموت جعل يندم ويندب ويضرب بيده على رأسه ويقول وددت أني اكتسبت قوتي يوما بيوم واشتغلت بعبادة ربي عز وجل وطاعته وقال غيره لما حضرته الوفاة دعا بنيه فوصاهم ثم قال الحمد لله الذي لا يسأل أحدا من خلقه صغيرا أو كبيرا ثم ينشد فهل من خالد إما هلكنا
وهل بالموت للباقين عار
ويروي أنه قال ارفعونى فرفعوه حتى شم الهواء وقال يا دنيا ما أطيبك إن طويلك لقصير وإن كثيرك لحقير وإنا كنا بك لفي غرور ثم تمثل بهذين البيتين إن تناقش يكن نقاشك يارب عذابا لا طوق لي بالعذاب
أو تجاوز فأنت رب صفوح
عن مسيء ذنوبه كالتراب
قالوا وكانت وفاته بدمشق يوم الجمعة وقيل يوم الأربعاء وقيل الخميس في النصف من شوال سنة ست وثمانين وصلى عليه ابنه الوليد ولي عهده من بعده وكان عمره يوم مات ستين سنة قاله أبو معشر وصححه الواقدي وقيل ثلاثا وستين سنة قاله المدائني وقيل ثماني وخمسين ودفن بباب الجابية الصغير قال ابن جرير ذكر أولاده وأزواجه منهم الوليد وسليمان ومروان الأكبر درج وعائشة وأمهم ولادة بنت العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض ويزيد ومروان الأصغر ومعاوية درج وأم كلثوم وأمهم عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبى سفيان وهشام وأمه أم هشام عائشة فيما قاله المدائني بنت هشام بن إسماعيل المخزومي وأبو بكر واسمه بكار وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله اليتمى والحكم درج وأمه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان الأموي وفاطمة وأمها المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي وعبد الله ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمد وسعد الخير والحجاج لأمهات أولاد شتى فكان جملة أولاده تسعة عشر ذكورا وإناثا
وكانت مدة خلافته إحدى وعشرين سنة منها تسع سنين مشاركا لابن الزبير وثلاث عشرة سنة وثلاثة أشهر ونصف مستقلا بالخلافة وحده وكان قاضيه أبو إدريس الخولاني وكاتبه روح بن زنباع وحاجبه يوسف مولاه وصاحب بيت المال والخاتم قبيصة بن ذؤيب وعلى شرطته أبو الزعيزعة وقد ذكرنا عماله فيما مضى قال المدائني وكان له زوجات أخر شقراء بنت سلمة بن حلبس الطائي وابنه لعلي بن أبي طالب وأم أبيها بنت عبد الله بن جعفر وممن يذكر أنه توفي في هذه السنة تقريبا

عدد المشاهدات *:
295963
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : عبد الملك بن مروان والد الخلفاء الأمويين
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  عبد الملك بن مروان والد الخلفاء الأمويين لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1