يعجز الإنسان عن وصف ما لم يرى ، فنحن نؤمن بالجنة جعلنا الله من أهلها ، هذه الجنة أخبرنا الله و رسوله صلى الله عليه و سلم ببعض صفاتها و منها قوله تعالى :
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ
التفسير الميسر
صفة الجنة التي وعدها الله المتقين: فيها أنهارٌ عظيمة من ماء غير متغيِّر, وأنهار من لبن لم يتغيَّر طعمه, وأنهار من خمر يتلذذ به الشاربون, وأنهار من عسل قد صُفِّي من القذى, ولهؤلاء المتقين في هذه الجنة جميع الثمرات من مختلف الفواكه وغيرها, وأعظم من ذلك السَّتر والتجاوزُ عن ذنوبهم, هل مَن هو في هذه الجنة كمَن هو ماكث في النار لا يخرج منها, وسُقوا ماء تناهى في شدة حره فقطَّع أمعاءهم؟ ا.هـ
جاء في كتاب صفة الجنة لأبي نعيم :
(حديث موقوف) حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ ، ثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، ثنا مُعَاوِيَةُ ، وَوَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ شَيْءٌ يُشْبِهُ مَا فِي الدُّنْيَا ، إِلا الأَسْمَاءُ .
فماء الدنيا معروف و ماء الجنة وصفه الله بأنه غير آسن لا نزيد على هذا القول لأن الزيادة افتراء
ورد في صحيح البخاري و صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال الله عز وجل:
أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. مصداق ذلك في كتاب الله: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون
إذن فالإنسان لا يستطيع وصف شيء لم يره بعينه ، فهل يستطيع الأعمى وصف ما لا يره من الأشياء ؟
بطبيعة الحال هذا من المحال فلا يستطيع الأعمى وصف الشيء إلا إذا أمسكه بكلتا يديه ليتصفحه ثم بعد ذلك يسألك عن لون الشيء نسأل الله العفو و العافية في الدنيا و الآخرة.
جاء رجل الى بشار بن برد يسأله عن دار رجل آخر ، فدله بشار .. فقال الرجل :
- خذني بنفسك إليه ..
فقال بشار : ولكني رجل أعمى ..
فقال الرجل : أنا أمسك بيدك وأنت تدلني !!
فقال بشار :
أعمى يقودُ بصيرا لا أبا لكم . . قد ضل من كانت العميان تهديه