اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الثلاثاء 9 جمادى الآخرة 1446 هجرية
? ?????? ?????????????????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ???????? ????? ?? ??????? ???????? ??? ????? ??? ??? ???? ????? ????????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

انصر

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهم الله تعالى
المجلد الثالث
ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها لغير ضرورة
باب الرجاء
6/417 ـ وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه ، وهو ممن شهد بدراً ، قال : كنت اصلي لقومي ببني سالم ، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار ، فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له : إني أنكرت بصري ، وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار ، فيشق علي اجتيازه ، فوددت أنك تأتي ، فتصلي في بيتي مكانا أتخذه مصلى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( سأفعل )) فغدا علي رسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق ، رضي الله عنه بعد ما أشتد النهار واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له ، فلم يجلس حتى قال : (( أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ )) فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر وصفننا وراءه فصلى ركعتين ، ثم سلم وسلمنا حين سلم فحبسته على خزيرة تصنع له ، فسمع أهل الدار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي ، فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت فقام رجل : ما فعل مالك لا أراه ! فقال رجل : ذلك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رجل : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقل ذلك ، ألا تراه قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله تعالى ؟!)) . فقال : الله ورسوله أعلم ، أما نحن فو الله ما نرى وده ، ولا حديثه إلا إلى المنافقين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فإن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي يذلك وجه الله )) متفق عليه(264) . و(( عتبان )) بكسر العين المهملة ، وإسكان التاء المثناه فوق وبعدها باء موحدة . و (( الخريرة )) بالخاء المعجمة ، والري : هي دقيق يطبخ بشحم . وقوله : (( ثاب رجال )) بالتاء المثلثة ، أي : جاؤوا واجتمعوا .
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهم الله تعالى
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن عتبان بن مالك رضي الله عنه ، وكان يؤم قومه بني سالم ، وكان بينه ؛ أي بين بيته وبين قومه وادٍ يعني شعيب يجري فيه السيل . فإذا جاء السيل ؛ شق عليه عبوره .
وأضف إلى ذلك أن بصره ضعف ، فصار يشق عليه مرتين ؛ من جهة المشي ، ومن جهة البصر والنظر . فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، وطلب منه أن يأتي إلى بيته ليصلي في مكان من البيت ، يتخذه عتبان مصلى يصلي فيه ، وإن لم يكن مسجداً .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( سأفعل )) ثم خرج هو وأبو بكر رضي الله عنه حين اشتد النهار ، وكان أبو بكر رفيقه حضراً وسفراً ، لا يفارقه ، كثيراً ما يكون معه ، وكثيراً ما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : جئت أنا وأبو بكر وعمر ، وذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، رجعت أنا وأبو بكر وعمر .
فهما صاحباه ووزيراه رضي الله عنهما ، صاحباه في الدنيا ، وصاحباه في البرزخ ، وقريناه يوم القيامة هؤلاء الثلاثة يقومون لله رب العالمين من مكان واحد ، من البيت الذي دفن فيه الرسول عليه والصلاة والسلام ، والذي أصبح الآن في قرارة المسجد النبوي .
انظر إلى الحكمة : اختار الله عز وجل أن يكون البيت الذي دفن فيه الرسول داخل المسجد ؛ ليقوم هؤلاء الثلاثة يوم القيامة من وسط المسجد ، مسجد النبي عليه والصلاة والسلام .
وعلى هذا لا تكره شيئاً اختاره الله ، قد يختار الله شيئاً فيه مصلحة عظيمة لا تدري عنها أنت ، كره الناس أن يكون بيت الرسول الذي دفن فيه في وسط المسجد ، وقالوا : هذا شبهة لعباد القبور الذين يبنون المساجد على القبور .
ولكن ليس في ذلك شبهة ؛ لأن المسجد لم يبن على القبر ، وإنما امتد المسجد وبقي القبر في البيت مستقلاً عن المسجد ، ليس فيه حجة لآي إنسان إلا رجلاً مبطلاً ، يقول كما قال إبليس : ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) [االأعراف: 12] ، لكن انظر الحكمة ؛ أن يكون خروجهم يوم القيامة من مكان واحد ، من جوف المسجد النبوي ، سبحان الله العظيم ، حكمة تغيب عن كثير من الناس .
والحاصل أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج حين اشتد النهار ، يعني حين ارتفعت الشمس إلى دار بني مالك ، فاستأذن ، فأذن له ، فدخل ولم يجلس ؛ بل قال : أين تريد أن أصلي ؛ لأنه جاء لغرض ، فأحب أن يبدأ بالغرض الذي جاء من أجله قبل أي شيء ، وهذا من الحكمة ؛ أنك إذا أردت شيئاً لا تعرج إلى غيره حتى تنتهي منه من أجل أن تضبط الوقت ويبارك لك فيه .
كثير من الناس تضيع عليه الأوقات بسبب أنه يتلقف الأشياء . وأضرب لهذا مثلاً : هب أنك تريد أن تراجع مسألة من مسائل العلم في كتاب من الكتب ، تقرأ الفهرس ؛ لأجل أن تعرف أين مكان هذه المسألة ، ثم تمر بك مسألة فتقول أريد أن أطلع على هذه المسألة ، ثم تطلع على الأخرى ، ويفوتك المقصود الذي من أجله راجعت هذا الكتاب . لكن ابدأ أولاً بما أردت قبل أي شيء ، ثم بعد ذلك ما زاد فهو فضل .
فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمكان ، وصلوا معه جماعة ؛ لأن هذه جماعة عارضة لا دائمة .
ثم لما فرغ من صلاته ، إذا هو قد أعد له طعاماً زهيداً ، فسمع أهل الدار . الدار هو ما نسميه عندنا بالحي والحارة ، سمع أهل الدار أن الرسول صلى الله عليه وسلم عند عتبان بن مالك ، فثاب إليه أناس ، يعني اجتمعوا يريدون أن يهتدوا بالنبي عليه الصلاة والسلام ، ويسمعوا من قوله ، ويأخذوا من سنته ، فاجتمعوا فقالوا : أين فلان ، قالوا : ذاك منافق . ذاك منافق .
فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم على من قال ذلك وقال : (( لا تقل ذلك ، ألا تراه قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )) .
فقال الرجل : الله ورسوله أعلم ؛ لأن من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ؛ فهو مؤمن ليس منافقاً ، والمنافق يقولها رياء وسمعة ، لا تدخل قلبه و العياذ بالله ، أما من قالها يبتغي بها وجه الله ؛ فإنه مؤمن بها ، مصدق ، تدخل قلبه .
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله )) فكل من قالها يبتغي بها وجه الله ، فإن الله يحرمه على النار ، لماذا ؟ لأنه إذا قالها يبتغي بها وجه الله ؛ فإنه سيقوم بمقتضاها ، ويعمل بما تقتضيه هذه الكلمة العظيمة ، من أداء الواجب ، وترك المحرم ، والإنسان إذا أدى الواجب وترك المحرم ؛ أحل الحلال ، وحرم الحرام ، وقام بالفرائض ، واجتنب النواهي ، فإن هذا من أهل الجنة ، يدخل الجنة ويحرم الله عليه النار .
وليس في الحديث دليل على أن تارك الصلاة لا يكفر ؛ لأننا نعلم علم اليقين ، مثل الشمس ، أن من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله لا يمكن أن يترك الصلاة . هذا محال ؛ فالذي يقول : أنا لأقول لا إله إلا الله أبتغي بذلك وجه الله ، وهو لا يصلي ، فهو من أكذب الكاذبين . لو كان يبتغي وجه الله ؛ ما ترك الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين .
وفي هذا الحديث فوائد :
منها : أن من كانت حاله مثل حال عتبان بن مالك ، فإنه معذور بترك الجماعة وله أن يصلي في بيته ، مثل أن يكون بينه وبين المسجد وادٍ لا يستطيع العبور معه ، فإنه معذور .
ومنها : جواز قول الإنسان سأفعل في المستقبل ، إذا قال ستأتينا غداً ، قال : سآتيك وإن لم يقل إن شاء الله . فإن قال قائل : ما الجمع بين هذا وبين قوله تعالى : ( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً) (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ) [الكهف: 23 ، 24] ، لشيء : عام سواء من فعل الله أو من فعلك ؟
قلنا : إن الذي يقول سآتيك غداً له نيتان :
النية الأولى : أن يقول هذا جازماً بالفعل ، فهذا لا يقوله إلا أن يقول إن شاء الله ؛ لأنه لا يدري أيأتي عليه الغد أو لا ، ولا يدري هل إذا أتى عليه الغد يكون قادراً على الإتيان إليه أو لا ، ولا يدري إذا كان قادراً ، يحول بينه وبينه مانع أو لا .
النية الثانية : إذا قال : سأفعل ، يريد أن يخبر عما في قلبه من الجزم دون أن يقصد الفعل ؛ فهذا لا بأس به ؛ لأنه يتكلم عن شيء حاضر ، مثل : لو قيل لك : هل ستسافر مكة ؟ قلت : نعم سأسافر ، تريد أن تخبر عما في قلبك من الجزم ، هذا شيء حاضر حاصل ، أما إن أردت الفعل ، أنك ستفعل يعني سيقع منك هذا لا تقل سأفعل إلا مقروناً بمشيئة الله .
ومنها : أن الإنسان يعذر بترك الجماعة فيما إذا كان بينه وبين المسجد ما يشق عليه من وحل أو ماء أو غيره ، وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينادي مناديه في الليلة المطيرة ؛ أن صلوا في رحالكم يعني في أماكنكم ، وذلك من أجل أن لا يشق على الناس ، فأما إذا كان ماء بلا مشقة وبلا دحر ووحل ؛ فإنه لا يعذر الإنسان بترك الجماعة .
ومن فوائد حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه : أن المصلى الذي يكون في البيت لا يكون له حكم المسجد ، فلو أن الإنسان اتخذ مصلى في بيته لا يصلي إلا فيه فليس بمسجد ، سواء حجره أو لم يحجره .
وعلى هذا فلا تثبيت له أحكام المسجد ؛ فيجوز للإنسان أن يبقى فيه وهو جنب ، وإذا جلس فيه لا يلزمه تحية المسجد ، فكل أحكام المساجد لا تثبت له ، وإذا أراد أن يعتكف فيه ؛ لم يصح اعتكافه . حتى لو كانت امرأة ولها مسجد في بيتها ، فإنها لا تعتكف فيه .
ومن فوائد حديثه رضي الله عنه : أنه يجوز أن تقام الجماعة في النوافل ؛ لكن ليس دائماً بل أحياناً ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراه عتبان المكان الذي يصلي فيه ، وتقدم وصلى بهم ركعتين وصلوا خلفه ، فإذا صلى الإنسان الراتبة مثلاً أو سنة الضحى ، إذا صلاها جماعة ؛ فلا بأس بذلك أحياناً .
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى معه ابن عباس رضي الله عنهما صلاة الليل ، وصلى معه ابن مسعود ، وصلى معه حذيفة ، لكن ليس دائماً . فصلاة الجماعة نفلا أحياناً لا بأس بها .
ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا بأس أن يتخذ الإنسان مصلى يعتاد الصلاة فيه في بيته ، و لا يقال إن هذا مثل اتخاذ مكان معين في المسجد لا يصلي إلا فيه ، فإن هذا منهي عنه ، يعني ينهى الإنسان أن يتخذ في المسجد مكاناً لا يصلي إلا فيه ، مثل أنه لا يصلي النافلة ، لا تحية المسجد ولا غيرها إلا فيه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن استيطان كاستيطان البعير ، يعني عن اتخاذ موطن كأعطان الإبل ، تأوي إليه وتبيت فيه .
ومنها : أنه يجب على الإنسان أن يحبس لسانه عن الكلام في الناس ، بنفاق ، أو كفر أو فسق ، إلا ما دعت الحاجة إليه ، فإنه لا بد أن يبينه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال رجل عن مالك : إنه منافق ، قال : (( لا تقل هكذا ؛ أما علمت أنه قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ؟ )) .
لكن هذا متى يحصل أن يشهد الرسول عليه الصلاة والسلام لرجل بالإخلاص ؛ هو ليس بحاصل بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام ، إنما ليس لنا إلا الظاهر ، فمن طهر لنا من حاله الصلاح ؛ وجب علينا أن نحكم له بالصلاح ، وألا نغتابه ولا نسبه .
ومن فوائد هذا الحديث : محبة الصاحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والجلوس إليه ؛ لأنهم لما علموا أنه عند عتبان بن مالك ثابوا إليه ، واجتمعوا عنده ، ليتعلموا منه ، وينالهم من بركة علمه عليه الصلاة والسلام .
ومنها : ما سبق أن أشرنا إليه أن الإنسان يبدأ بالشغل الذي يريده قبل كل شيء ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المكان قبل أن يجلس ، وقبل لأن ينظر إلى ما صنع له من الطعام .
ومن فوائده أيضاً : أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان على جانب كبير من التواضع ؛ لأنه لما انتهى من الصلاة ، يقول عتبان : حبسته على (خريرة ) نوع من الطعام ليس بذاك الجيد . حبسه : يعني قال له انتظر حتى ينتهي الطعام ، ويقدمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا لا شك أن فيه تواضعاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومنها : وهي من أكبر فوائد هذا الحديث . أن من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ، فإن الله يحرم عليه النار (( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )) يعني يطلب وجه الله .
ومعلوم أن الذي يقول هذا طالباً وجه الله ، فسيفعل كل شيء يقربه إلى الله ، من فروض ونوافل ، فلا يكون في هذا دليل للكسالى والمهملين ؛ يقولون : نحن نقول لا إله إلا الله نبتغي بذلك وجه الله . نقول : لو كنتم صادقين ما أهملتم العبادات الواجبة عليكم .


(264) رواه البخاري ، كتاب الصلاة ، باب المساجد في البيوت ، ( 425 ) ، ومسلم ، كتاب المساجد ، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة ، رقم (33) [263 ] .


عدد المشاهدات *:
568075
عدد مرات التنزيل *:
203900
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 20/04/2015

شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهم الله تعالى

روابط تنزيل : 6/417 ـ وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه ، وهو ممن شهد بدراً ، قال : كنت اصلي لقومي ببني سالم ، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار ، فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له : إني أنكرت بصري ، وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار ، فيشق علي اجتيازه ، فوددت أنك تأتي ، فتصلي في بيتي مكانا أتخذه مصلى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( سأفعل )) فغدا علي رسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق ، رضي الله عنه بعد ما أشتد النهار واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له ، فلم يجلس حتى قال : (( أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ )) فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر وصفننا وراءه فصلى ركعتين ، ثم سلم وسلمنا حين سلم فحبسته على خزيرة تصنع له ، فسمع أهل الدار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي ، فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت فقام رجل : ما فعل مالك لا أراه ! فقال رجل : ذلك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رجل : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقل ذلك ، ألا تراه قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله تعالى ؟!)) . فقال : الله ورسوله أعلم ، أما نحن فو الله ما نرى وده ، ولا حديثه إلا إلى المنافقين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فإن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي يذلك وجه الله )) متفق عليه(264) . و(( عتبان )) بكسر العين المهملة ، وإسكان التاء المثناه فوق وبعدها باء موحدة . و (( الخريرة )) بالخاء المعجمة ، والري : هي دقيق يطبخ بشحم . وقوله : (( ثاب رجال )) بالتاء المثلثة ، أي : جاؤوا واجتمعوا .
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا لتنزيل البرنامج / المادةاضغط هنا لتنزيل  6/417 ـ وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه ، وهو ممن شهد بدراً ، قال : كنت اصلي لقومي ببني سالم ، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار ، فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له : إني أنكرت بصري ، وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار ، فيشق علي اجتيازه ، فوددت أنك تأتي ، فتصلي في بيتي مكانا أتخذه مصلى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( سأفعل )) فغدا علي رسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق ، رضي الله عنه بعد ما أشتد النهار واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له ، فلم يجلس حتى قال : (( أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ )) فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر وصفننا وراءه فصلى ركعتين ، ثم سلم وسلمنا حين سلم فحبسته على خزيرة تصنع له ، فسمع أهل الدار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي ، فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت فقام رجل : ما فعل مالك لا أراه !
فقال رجل : ذلك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رجل : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقل ذلك ، ألا تراه قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله تعالى ؟!)) .
فقال : الله ورسوله أعلم ، أما نحن فو الله ما نرى وده ، ولا حديثه إلا إلى المنافقين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فإن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي يذلك وجه الله )) متفق عليه(264)  .
و(( عتبان )) بكسر العين المهملة ، وإسكان التاء المثناه فوق وبعدها باء موحدة . و (( الخريرة )) بالخاء المعجمة ، والري : هي دقيق يطبخ بشحم .
وقوله : (( ثاب رجال )) بالتاء المثلثة ، أي : جاؤوا واجتمعوا .
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  6/417 ـ وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه ، وهو ممن شهد بدراً ، قال : كنت اصلي لقومي ببني سالم ، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار ، فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له : إني أنكرت بصري ، وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار ، فيشق علي اجتيازه ، فوددت أنك تأتي ، فتصلي في بيتي مكانا أتخذه مصلى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( سأفعل )) فغدا علي رسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق ، رضي الله عنه بعد ما أشتد النهار واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له ، فلم يجلس حتى قال : (( أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ )) فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر وصفننا وراءه فصلى ركعتين ، ثم سلم وسلمنا حين سلم فحبسته على خزيرة تصنع له ، فسمع أهل الدار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي ، فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت فقام رجل : ما فعل مالك لا أراه !
فقال رجل : ذلك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رجل : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقل ذلك ، ألا تراه قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله تعالى ؟!)) .
فقال : الله ورسوله أعلم ، أما نحن فو الله ما نرى وده ، ولا حديثه إلا إلى المنافقين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فإن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي يذلك وجه الله )) متفق عليه(264)  .
و(( عتبان )) بكسر العين المهملة ، وإسكان التاء المثناه فوق وبعدها باء موحدة . و (( الخريرة )) بالخاء المعجمة ، والري : هي دقيق يطبخ بشحم .
وقوله : (( ثاب رجال )) بالتاء المثلثة ، أي : جاؤوا واجتمعوا . لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
51 ـ باب الرجاء قال الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) [الزمر:53] . وقال تعالى : ( وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ) [سـبأ: 17] . وقال تعالى : ( إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) [طـه:48] . وقال تعالى : ( وَرَحـْمَتِي وَسـِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) [الأعراف: 156] . 1/412 ـ وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من شهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم ، وروح منه ، والجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل )) . متفق عليه(259) . وفي رواية لمسلم : (( من شهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ؛ حرم الله عليه النار ))(260) . 2/413 ـ وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل : من جاء بالحسنة ، فله عشر أمثالها أو أزيد ، ومن جاء بالسيئة ، فجزاء سيئه سيئة مثلها أو أغفر ، ومن تقرب مني شبراً ؛ تقربت منه ذراعا ، ومن تقرب مني ذراعا ، تقربت منه باعا ، ومن أتاني يمشي ، أتيته هرولة ، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا ؛ لقيته بمثلها مغفرة )) . رواه مسلم(261) . معنى الحديث : (( من تقرب إلى بطاعتي (( تقربت )) إليه برحمتي ، وإن زاد زدت ،(( فإن أتاني يمشي )) وأسرع في طاعتي (( أتيته هرولة )) أي : صببت عليه الرحمة ، وسبقته بها ، ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود . (( وقراب الأرض )) بضم القاف ويقال بكسرها ، والضم أصح ، وأشهر ، ومعناه : ما يقارب ملأها ، والله أعلم . 3/414 ـ وعن جابر رضي الله عنه ، قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ما الموجبتان ؟ فقال : (( من مات لا يشرك بالله شيئاً ؛ دخل الجنة ؛ ومن مات يشرك به شيئاً ؛ دخل النار )) رواه مسلم (262) . 4/415 ـ وعن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعاذ رديفه على الرحل قال : (( يا معاذ )) . قال لبيك يا رسول الله ، وسعديك ، قال : (( يا معاذ )) قال : لبيك يا رسول الله ، وسعديك ، قال : (( يا معاذ )) قال : لبيك يا رسول الله وسعديك ، ثلاثاً ، قال : (( ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار )) قال : يا رسول الله ، أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا ؟ قال : (( إذا يتكلوا )) فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً . متفق عليه(263) . وقوله ؛ (( تأثماً )) أي : خوفا من الإثم في كتم هذا العلم .
الموضوع السابق
برنامج تلاوة القرآن الكريم
7/418 ـ وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بسبي ، فإذا امرأة من السبي تسعى ، إذ وجدت صبياً في السبي أخذته ، فألزقته ببطنها ، فأرضعته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ قلنا : لا والله . فقال : (( لله أرحم بعباده من هذه بولدها )) متفق عليه (265) . 8/419 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لما خلق الله الخلق ، كتب في كتاب ، فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي تغلب غضبي )) . وفي رواية : (( غلبت غضبي )) وفي رواية (( سبقت غضبي )) . متفق عليه(266) . 9/420 ـ وعنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( جعل الله الرحمة مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين ، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه )) . وفي رواية : (( إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن و الإنس والبهائم والهوام ، فيها يتعاطفون ، وبها يتراحمون ، وبها تعطف الوحش على ولدها ، وأخر الله تعالى تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة )) متفق عليه(267) . ورواه مسلم أيضا من رواية سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن لله تعالى مائة رحمة ؛ فمنها رحمة يتراحم بها الخلق بينهم ، وتسع وتسعون ليوم القيامة)) (268) . وفي رواية : ((إن الله تعالى خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمه؛ كل رحمة طباق ما بين السماء إلى الأرض ، فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة على ولدها ، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة، أكملها بهذه الرحمة ))(269) . 11/422 ـ وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا، لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله تعالى ، فيغفر لهم )) رواه مسلم (270) . 11/423 ـ وعن أبي خالد بن زيد رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( لولا أنكم تذنبون ؛ لخلق الله خلقا يذنبون ، فيستغفرون ، فيغفر لهم) رواه مسلم (271). 13/424 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا قعوداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في نفر ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا ، فأبطأ علينا ، فخشينا أن يقتطع دوننا ؛ ففزعنا ، فقمنا ، فكنت أول من فزع ، فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيت حائطا للأنصار ـ وذكر الحديث بطوله إلى قوله : فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اذهب فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله ، مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة )) رواه مسلم(272) . 14/425 ـ وعن عبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم صلى الله عليه وسلم:( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي)(إبراهيم:36) وقول عيسى صلى الله عليه وسلم : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [المائدة:118] ، فرع يديه وقال : (( اللهم أمتي أمتي )) وبكى ، فقال الله عز وجل : (( يا جبريل اذهب إلى محمدٍ ، وربك أعلم، فسله ما يبكيه ؟ )) فأتاه جبريل فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله تعالى : (( يا جبريل اذهب إلى محمدٍ فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك )) رواه مسلم (273) .
الموضوع التالي
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهم الله تعالى


@designer
1