اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الجمعة 11 شوال 1445 هجرية
? ?? ?????? ?????? ???? ????? ???????? ?????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????????? ??????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

مصرف

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
مجموع فتاوى ابن تيمية
المجلد السابع والعشرون
كتاب الزيارة وشد الرحال إليها
فصل في الصلاة و السلام على النبي
وكان أصحابه خير القرون وكانوا إذا دخلوا إلى مسجده لا يذهب أحد منهم إلى قبره
مجموع فتاوى ابن تيمية
وكان أصحابه خير القرون، وهم أعلم الأمة بسنته، وأطوع الأمة لأمره، وكانوا إذا دخلوا إلى مسجده لا يذهب أحد منهم إلى قبره /لا من داخل الحجرة ولا من خارجها‏.‏ وكانت الحجرة في زمانهم يدخل إليها من الباب إذ كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ فيها، وبعد ذلك إلى أن بني الحائط الآخر‏.‏ وهم مع ذلك التمكن من الوصول إلى قبره لا يدخلون إليه، لا لسلام، ولا لصلاة عليه، ولا لدعاء لأنفسهم، ولا لسؤال عن حديث أو علم، ولا كان الشيطان يطمع فيهم حتى يسمعهم كلاما أو سلاما فيظنون أنه هو كلمهم وأفتاهم وبين لهم الأحاديث، أو أنه قد رد عليهم السلام بصوت يسمع من خارج، كما طمع الشيطان في غيرهم، فأضلهم عند قبره، وقبر غيره، حتى ظنوا أن صاحب القبر يحدثهم ويفتيهم ويأمرهم وينهاهم في الظاهر، وأنه يخرج من القبر ويرونه خارجا من القبر، ويظنون أن نفس أبدان الموتي خرجت من القبر تكلمهم، وأن روح الميت تجسدت لهم فرأوها، كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج يقظة لا مناما‏.‏
فإن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ خير قرون هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس‏.‏ وهم تلقوا الدين عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة، ففهموا من مقاصده صلى الله عليه وسلم وعاينوا من أفعاله وسمعوا منه شفاها ما لم يحصل لمن بعدهم‏.‏ وكذلك كان يستفيد بعضهم من بعض ما لم يحصل لمن بعدهم، وهم فارقوا جميع أهل الأرض وعادوهم، وهجروا جميع الطوائف وأديانهم، وجاهدوهم بأنفسهم /وأموالهم، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح‏:‏ ‏(‏لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه‏)‏‏.‏ وهذا قاله لخالد بن الوليد لما تشاجر هو وعبد الرحمن بن عوف؛ لأن عبد الرحمن بن عوف كان من السابقين الأولين، وهم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، وهو فتح الحديبية وخالد هو وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة أسلموا في مدة الهدنة بعد الحديبية وقبل فتح مكة، فكانوا من المهاجرين التابعين، لا من المهاجرين الأولين‏.‏ وأما الذين أسلموا عام فتح مكة فليسوا بمهاجرين، فإنه لا هجرة بعد الفتح، بل كان الذين أسلموا من أهل مكة يقال لهم‏:‏ الطلقاء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلقهم بعد الاستيلاء عليهم عنوة كما يطلق الأسير‏.‏ والذين بايعوه تحت الشجرة هم ومن كان من مهاجرة الحبشة هم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، وفي الصحيح عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال‏:‏ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية‏:‏ ‏(‏أنتم خير أهل الأرض‏)‏‏.‏ وكنا ألفا وأربعمائة‏.‏
ولهذا لم يطمع الشيطان أن ينال منهم من الإضلال والإغواء ما ناله ممن بعدهم، فلم يكن فيهم من يتعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان له أعمال غير ذلك قد تنكر عليه‏.‏ ولم يكن فيهم أحد من / أهل البدع المشهورة‏:‏ كالخوارج، والروافض، والقدرية، والمرجئة والجهمية‏.‏ بل كل هؤلاء إنما حدثوا فيمن بعدهم‏.‏ ولم يكن فيهم من طمع الشيطان أن يتراءي له في صورة بشر، ويقول‏:‏ أنا الخضر، أو أنا إبراهيم، أو موسي، أو عيسي، أو المسيح، أو أن يكلمه عند قبر حتى يظن أن صاحب القبر كلمه، بل هذا إنما ناله فيمن بعدهم، وناله ـ أيضا ـ من النصاري حيث أتاهم بعد الصلب وقال‏:‏ أنا هو المسيح، وهذه مواضع المسامير ـ ولا يقول‏:‏ أنا شيطان، فإن الشيطان لا يكون جسدا ـ أو كما قال‏.‏ وهذا هو الذي اعتمد عليه النصاري في أنه صلب، لا في مشاهدته؛ فإن أحدا منهم لم يشاهد الصلب، وإنما حضره بعض اليهود وعلقوا المصلوب وهم يعتقـــدون أنه المسيح‏.‏ ولهذا جعله الله من ذنوبهم وإن لم يكونوا صلبوه‏.‏ لكنهم قصدوا هذا الفعل وفرحوا به، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ على مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إليه وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ‏}‏‏[‏النساء‏:‏ 156‏:‏ 158‏]‏، وبسط هذا له موضع آخر‏.‏
والمقصود أن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ لم يطمع الشيطان أن يضلهم كما أضل غيرهم من أهل البدع، الذين تأولوا القرآن على غير تأويله، أو جهلوا السنة، أو رأوا وسمعوا أمورا من الخوارق فظنوها من جنس آيات /الأنبياء والصالحين وكانت من أفعال الشياطين‏.‏ كما أضل النصاري وأهل البدع بمثل ذلك‏.‏ فهم يتبعون المتشابه ويدعون المحكم‏.‏ وكذلك يتمسكون بالمتشابه من الحجج العقلية والحسية فيسمع ويري أمورا فيظن أنه رحماني وإنما هو شيطاني، ويدعون البين الحق الذي لا إجمال فيه‏.‏ وكذلك لم يطمع الشيطان أن يتمثل في صورته ويغيث من استغاث به‏.‏ أو أن يحمل إليهم صوتا يشبه صوته؛ لأن الذين رأوه علموا أن هذا شرك لا يحل‏.‏ ولهذا ـ أيضا ـ لم يطمع فيهم أن يقول أحد منهم لأصحابه‏:‏ إذا كانت لكم حاجة فتعالوا إلى قبري، واستغيثوا بي، لا في محياه ولا في مماته، كما جري مثل هذا لكثير من المتأخرين‏.‏ ولا طمع الشيطان أن يأتي أحدهم ويقول‏:‏ أنا من رجال الغيب، أو من الأوتاد الأربعة، أو السبعة، أو الأربعين‏.‏ أو يقول له‏:‏ أنت منهم‏.‏ إذ كان هذا عندهم من الباطل الذي لا حقيقة له‏.‏ ولا طمع الشيطان أن يأتي أحدهم فيقول‏:‏ أنا رسول الله، أو يخاطبه عند القبر، كما وقع لكثير ممن بعدهم عند قبره وقبر غيره وعند غير القبور‏.‏ كما يقع كثير من ذلك للمشركين وأهل الكتاب، يرون بعد الموت من يعظمونه من شيوخهم‏.‏
فأهل الهند يرون من يعظمونه من شيوخهم الكفار وغيرهم‏.‏ والنصاري يرون من يعظمونه، من الأنبياء والحواريين وغيرهم‏.‏ والضلال من أهل القبلة يرون من يعظمونه؛ إما النبي صلى الله عليه وسلم، /وإما غيره من الأنبياء يقظة، ويخاطبهم ويخاطبونه‏.‏ وقد يستفتونه ويسألونه عن أحاديث فيجيبهم‏.‏ ومنهم من يخيل إليه أن الحجرة قد انشقت وخرج منها النبي صلى الله عليه وسلم وعانقه هو وصاحباه‏.‏ ومنهم من يخيل إليه أنه رفع صوته بالسلام حتى وصل مسيرة أيام وإلى مكان بعيد‏.‏ وهذا وأمثاله أعرف ممن وقع له هذا وأشباهه عددا كثيرا‏.‏ وقد حدثني بما وقع له في ذلك، وبما أخبر به غيره من الصادقين من يطول هذا الموضع بذكرهم‏.‏ وهذا موجود عند خلق كثير كما هو موجود عند النصاري والمشركين، لكن كثير من الناس يكذب بهذا، وكثير منهم إذا صدق به يظن أنه من الآيات الإلهية، وأن الذي رأي ذلك رآه لصلاحه ودينه‏.‏ ولم يعلم أنه من الشيطان، وأنه بحسب قلة علم الرجل يضله الشيطان‏.‏ ومن كان أقل علما قال له ما يعلم أنه مخالف للشريعة خلافا ظاهرا‏.‏ ومن عنده علم منها لا يقول له ما يعلم أنه مخالف للشريعة ولا مفيدا فائدة في دينه، بل يضله عن بعض ما كان يعرفه، فإن هذا فعل الشياطين، وهو وإن ظن أنه قد استفاد شيئا فالذي خسره من دينه أكثر‏.‏
ولهذا لم يقل قط أحد من الصحابة‏:‏ إن الخضر أتاه، ولا موسي ولا عيسي، ولا أنه سمع رد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وابن عمر كان يسلم إذا قدم من سفر ولم يقل قط‏:‏ إنه يسمع الرد‏.‏ وكذلك التابعون وتابعوهم‏.‏ وإنما حدث هذا من بعض المتأخرين‏.‏
/وكذلك لم يكن أحد من الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ يأتيه فيسأله عند القبر عن بعض ما تنازعوا فيه وأشكل عليهم من العلم، لا خلفاؤه الأربعة ولا غيرهم‏.‏ مع أنهم أخص الناس به صلى الله عليه وسلم، حتى ابنته فاطمة ـ رضي الله عنها ـ لم يطمع الشيطان أن يقول لها‏:‏ اذهبي إلى قبره فسليه‏:‏ هل يورث أم لا يورث‏؟‏ كما أنهم ـ أيضا ـ لم يطمع الشيطان فيهم فيقول لهم‏:‏ اطلبوا منه أن يدعو لكم بالمطر لما أجدبوا‏.‏ ولا قال‏:‏ اطلبوا منه أن يستنصر لكم‏.‏ ولا أن يستغفر، كما كانوا في حياته يطلبون منه أن يستسقي لهم، وأن يستنصر لهم، فلم يطمع الشيطان فيهم بعد موته صلى الله عليه وسلم أن يطلبوا منه ذلك‏.‏ ولا طمع بذلك في القرون الثلاثة‏.‏ وإنما ظهرت هذه الضلالات ممن قل علمه بالتوحيد والسنة، فأضله الشيطان، كما أضل النصاري في أمور؛ لقلة علمهم بما جاء به المسيح ومن قبله من الأنبياء ـ صلوات الله وسلامه عليهم‏.‏
وكذلك لم يطمع الشيطان أن يطير بأحدهم في الهواء، ولا أن يقطع به الأرض البعيدة في مدة قريبة، كما يقع مثل هذا لكثير من المتأخرين؛ لأن الأسفار التي كانوا يسافرونها كانت طاعات؛ كسفر الحج والعمرة والجهاد، وهذه يثابون على كل خطوة يخطونها فيه، وكلما بعدت المسافة كان الأجر أعظم؛ كالذي يخرج من بيته إلى المسجد، فخطواته إحداها /ترفع درجة والأخري تحط خطيئة‏.‏ فلم يمكن الشيطان أن يفوتهم ذلك الأجر بأن يحملهم في الهواء أو يؤزهم في الأرض أزا حتى يقطعوا المسافة البعيدة بسرعة‏.‏ وقد علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أسـري بـه الله عز وجـل مـن المسجـد الحـرام إلى المسجد الأقصي ليريـه مـن آياتـه الكبري‏.‏ وكان هذا من خصائصه‏.‏ فليس لمن بعده مثل هذا المعراج، ولكن الشيطان يخيل إليه معاريج شيطانية كما خيلها لجماعة من المتأخرين‏.‏
وأما قطع النهر الكبير بالسير على الماء فهذا قد يحتاج إليه المؤمنون أحيانا مثل ألا يمكنهم العبور إلى العدو وتكميل الجهاد إلا بذلك‏.‏ فلهذا كان الله يكرم من احتاج إلى ذلك من الصحابة والتابعين بمثل ذلك، كما أكرم به العلاء بن الحضرمى وأصحابه، وأبا مسلم الخولاني وأصحابه، وبسط هذا له موضع آخر غير هذا الكتاب‏.‏
لكن المقصود أن يعرف أن الصحابة خير القرون وأفضل الخلق بعد الأنبياء، فما ظهر فيمن بعدهم مما يظن أنها فضيلة للمتأخرين ولم تكن فيهم فإنها من الشيطان، وهي نقيصة لا فضيلة، سواء كانت من جنس العلوم، أو من جنس العبادات، أو من جنس الخوارق والآيات، أو من جنس السياسة والملك‏.‏ بل خير الناس بعدهم أتبعهم لهم‏.‏ قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ‏:‏ من كان منكم مستنا /فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا‏.‏ قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدي المستقيم‏.‏ وبسط هذا له موضع آخر‏.‏
والمقصود هنا أن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ تركوا البدع المتعلقة بالقبور كقبره المكرم وقبر غيره، لنهيه صلى الله عليه وسلم لهم عن ذلك، ولئلا يتشبهوا بأهل الكتاب الذين اتخذوا قبور الأنبياء أوثانا‏.‏ وإن كان بعضهم يأتي من خارج فيسلم عليه إذا قدم من سفر، كما كان ابن عمر يفعل‏.‏ بل كانوا في حياته يسلمون عليه ثم يخرجون من المسجد لا يأتون إليه عند كل صلاة‏.‏ وإذا جاء أحدهم يسلم عليه رد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام‏.‏ وكذلك من يسلم عليه عند قبره رد عليه السلام، وكانوا يدخلون على عائشة، فكانوا يسلمون عليه كما كانوا يسلمون عليه في حياته، ويقول أحدهم‏:‏ السلام على النبي ورحمة الله وبركاته‏.‏ وقد جاء هذا عاما في جميع قبور المؤمنين، فما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله روحه عليه حتى يرد عليه السلام‏.‏ فإذا كان رد السلام موجودا في عموم المؤمنين فهو في أفضل الخلق أولي‏.‏ وإذا سلم المسلم عليه في صلاته، فإنه وإن لم يرد عليه لكن الله يسلم عليه عشرا‏.‏ كما جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏من سلم على مرة سلم الله عليه/ عشرا‏)‏‏.‏ فالله يجزيه على هذا السلام أفضل مما يحصل بالرد، كما أنه من صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرا‏.‏ وكان ابن عمر يسلم عليه ثم ينصرف‏.‏ لا يقف لا لدعاء له ولا لنفسه‏.‏ ولهذا كره مالك ما زاد على فعل ابن عمر من وقوف له أو لنفسه؛ لأن ذلك لم ينقل عن أحد من الصحابة، فكان بدعة محضة‏.‏ قال مالك‏:‏ لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها‏.‏ مع أن فعل ابن عمر إذا لم يفعل مثله سائر الصحابة إنما يصلح للتسويغ، كأمثال ذلك فيما فعله بعض الصحابة ـ رضوان الله عليهم‏.‏
وأما القول بأن هذا الفعل مستحب أو منهي عنه أو مباح، فلا يثبت إلا بدليل شرعي، فالوجوب والندب والإباحة والاستحباب والكراهة والتحريم لا يثبت شيء منها إلا بالأدلة الشرعية، والأدلة الشرعية مرجعها كلها إليه ـ صلوات الله وسلامه عليه‏.‏ فالقرآن هو الذي بلغه، والسنة هو الذي علمها‏.‏ والإجماع بقوله عرف أنه معصوم‏.‏ والقياس إنما يكون حجة إذا علمنا أن الفرع مثل الأصل، وأن علة الأصل في الفرع‏.‏ وقد علمنا أنه صلى الله عليه وسلم لا يتناقض، فلا يحكم في المتماثلين بحكمين متناقضين، ولا يحكم بالحكم لعلة تارة ويمنعه أخري مع وجود العلة إلا لاختصاص إحدي الصورتين بما يوجب التخصيص‏.‏ فشرعه هو ما شرعه هو صلى الله عليه وسلم، وسنته ما سنها هو، لا يضاف إليه قول غيره /وفعله ـ وإن كان من أفضل الناس ـ إذا وردت سنته، بل ولا يضاف إليه إلا بدليل يدل على الإضافة؛ ولهذا كان الصحابة كأبي بكر وعمر وابن مسعود يقولون باجتهادهم ويكونون مصيبين موافقين لسنته، لكن يقول أحدهم‏:‏ أقول في هذا برأيي، فإن يكن صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه‏.‏ فإن كل ما خالف سنته فهو شرع منسوخ أو مبدل، لكن المجتهدون وإن قالوا بآرائهم وأخطؤوا فلهم أجر، وخطؤهم مغفور لهم‏.‏

عدد المشاهدات *:
356732
عدد مرات التنزيل *:
250018
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

مجموع فتاوى ابن تيمية

روابط تنزيل : وكان أصحابه خير القرون وكانوا إذا دخلوا إلى مسجده لا يذهب أحد منهم إلى قبره
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا لتنزيل البرنامج / المادةاضغط هنا لتنزيل  وكان أصحابه خير القرون وكانوا إذا دخلوا إلى مسجده لا يذهب أحد منهم إلى قبره
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  وكان أصحابه خير القرون وكانوا إذا دخلوا إلى مسجده لا يذهب أحد منهم إلى قبره لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
مجموع فتاوى ابن تيمية


@designer
1