نقول أن كلمة الحرية الشخصية هى كلمة دخيلة علينا من الغرب فأولا ننظر إليها عند مصدريها , فالحرية عندهم تعنى أن تفعل ما تشاء و تأكل ما تشاء وتلبس ما تشاء وتعتقد ما تشاء وتنام مع من تشاء فإذا كان هذا هو الحال فما هى النتيجة ؟ الجواب مسموع ومشاهد و معلوم للقاصي و الداني أن أعلى معدلات الجريمة و القتل والسرقة و الاختطاف و الاغتصاب و الشذوذ والخيانة والسكر و الانحلال الخلقي الغير مسبوق هذا كله و أكثر موطنه فى هذه البلاد الراعية والداعية إلى الحرية !
فسيقول قائل لا نقصد هذه الحرية المطلقة فلا نقصد الحرية التي تدعوا الفتاة للخروج بملابس شنيعة المنظر لا ترتديها إلا فتيات الليل فى أقذر الأماكن بل نقصد الحرية المقيدة , نقول هذا كلام حسن فنحن نتفق على وضع حدود و قيود على الحرية حتى لا تكون انحلال فهل توافقون على أن من يضع الحدود و القيود على الحريات أن يكون له العلم الكامل بالإنسان و حاجاته و ميوله و تركيبته و ما يصلحه و ما يفسده فى الماضي و الحاضر و المستقبل ؟
و هل هناك أحد يعلم الصنعة إلا صانعها ؟ وهل يعلم ما يصلح الإنسان و ما يفسده إلا الله ؟ يقول الله تعالىألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبيرالملك:14,فما من مسلم يؤمن بوجود الله إلا و يؤمن بأن الله عز و جل هو أولى و أحق من يشرع المنهج السليم الذى يصلح الإنسان , يقول الله تعالىإنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا و أولئك هم المفلحونالنور:51,ويقول تعالىوما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالا مبيناالأحزاب:36,ويقول تعالىو ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحن الله وتعلى عما يشركونالقصص:68, ولكي يتضح الأمر يجب علينا فهم مغزى و معنى أوامر الله و نواهيه , فعند ذهاب أحدنا إلى أحد الأطباء المتخصصين فينهاه عن تناول بعض المأكولات و لو كانت محببة إلى النفس و يأمر بتناول أدوية و لو كانت مرة الطعم , فهذا الطبيب قيد حرية المريض ولكن لماذا ؟ الجواب حتى يتم له النفع و الشفاء , ولله المثل الأعلى فالله عز و جل قيد الحرية بوضع نواهي وحدود حتى لا تؤدى الحرية إلى هلاك الإنسان و انحلاله بل إن الله عز و جل له العلم المطلق بالإنسان , فهذا الطبيب يعلم الكثير ويخفى عليه الأكثر و مع ذلك نسلم له و نرضى بكل أوامره و نواهيه بالحرف الواحد ولا يعارض أمره ونهيه بقول (حرية شخصية
! أليس من الأولى أن نسلم لله صاحب العلم المطلق والكمال المطلق سبحانه وتعالى وعز و جل بكل أوامره و نواهيه من غير مكابرة و عناد ؟!
الالتزام بالزي الإسلامي ليس من الأولويات الضرورية بل هناك ما هو أهم منه و أولى :ـ
والجواب على ذلك أنه من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بأمر من الله , فأمر رسول الله هو من الله , فما بالك وأن أمر الالتزام بالزي الإسلامي لم يأت من الرسول بل من الله عز وجل مباشرة , و ما بالك أنه لم يأت فى صورة أمر لعامة المؤمنين فلم يقل يأيها الذين آمنوا , بل وجه الله سبحانه وتعالى أمره للمؤمنين مبتدأ بالنبى مما يدل على أن الأمر ليس مهما فحسب بل هو أمر خطير ! فقد قال الله تعالى: يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن.. 59 :الأحزاب فلو صح أن هناك أولويات لكان من أهم وأولى الأشياء على المرأة هو التزامها بالمظهر الخارجي الصحيح لخطورة هذا الأمر ليس لها فحسب بل على المجتمع كله.
الزي الإسلامي الصحيح للمرأة أسئلة واقعية و إجابات عملية لطه أبو على
632765
110024
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 30/05/2007 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 30/05/2007