اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الخميس 17 شوال 1445 هجرية
????? ???????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ???????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ????????? ?????????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ??????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? ? ????? ?????? ????? ?????? ???? ??????????????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

صدقة

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء التاسع
خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان
فصل
فصل تتمة
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
وقال وهب أزهد الناس في الدنيا وإن كان عليها حريصا من لم يرض منها إلا بالكسب الحلال الطيب مع حفظ الأمانات وأرغب الناس فيها وإن كان عنها معرضا من لم يبال من أين كسبه منها حلالا كان أو حراما وإن أجود الناس في الدنيا من جاد بحقوق الله عز وجل وإن رآه الناس بخيلا فيما سوى ذلك وإن أبخل الناس في الدنيا من بخل بحقوق الله عز وجل وإن رآه الناس جوادا فيما سوى ذلك
وقال الطبراني حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا علي بن المديني حدثنا محمد بن عمرو بن مقسم قال سمعت عطاء بن مسلم يقول سمعت وهب بن منبه يقول إن الله تعالىكلم موسى عليه السلام في ألف مقام وكان إذا كلمه رؤى النور على وجه موسى ثلاثة أيام ولم يمس موسى امرأة منذ كلمه ربه عز وجل وقال عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن عامر بن زرارة حدثنا عبدالله بن الأجلح عن محمد بن إسحاق قال حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال سمعت ابن منبه اليماني يقول إن للنبوة أثقالا ومؤنة لا يحملها إلا القوي وإن يونس بن متى كان عبدا صالحا وكان في خلقه ضيق فلما حملت عليه النبوة تفسخ تحتها تفسخ الربع تحت الحمل فرفضها من يده وخرج هاربا فقال الله تعالى لنبيه ص فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل وقال فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم الآية وقال يونس بن بكير عن أبي إسحاق بن وهب بن منبه عن أبيه قال أمر الله الريح أن لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء في الأرض إلا ألقته في أذن سليمان فلذلك سمع كلام النملة
وروى سفيان عن عمرو بن دينار عن وهب قال كان الرجل من بني إسرائيل إذا ساح أربعين سنة أرى شيئا كأن يرى علامة القبول قال فساح رجل من ولد ربيعة أربعين سنة فلم ير شيئا فقال يارب إذ أحسنت واساء والداي فما ذنبي قال فأرى ما كان يرى غيره وفي رواية أنه قال يا رب إذا كان والداي قد أكلا أضرس أنا وفي رواية عنه أنه قال يا رب إذا كان والداي قد أساءا أحرم أنا إحسانك وبرك فأظلته غمامة
وروى عبد الله بن المبارك عن رباح بن زيد عن عبد العزيز بن مروان قال سمعت وهب ابن منبه يقول مثل الدنيا والآخرة مثل ضرتين إن أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى وقال إن أعظم الذنوب عند الله بعد الشرك بالله السحر وروى عبد الرزاق قال أخبرني أبي عن وهب قال إذا صام الإنسان زاغ بصره فإذا أفطر على حلاوة عاد بصره وقال ابن المبارك
عن بكر بن عبد الله قال سمعت وهبا يقول مر رجل عابد على رجل عابد فرآه مفكرا فقال له مالك فقال له أعجب من فلان أنه كان قد بلغ من عبادته ما بلغ ثم مالت به الدنيا فقال لا تعجب ممن مال كيف مال ولكن أعجب ممن استقام كيف استقام
وقال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق حدثنا بكار بن عبد الله قال سمعت وهب بن منبه يقول إن بني إسرائيل أصابتهم عقوبة وشدة فقال النبي ص وددنا أن نعلم ما الذي يرضي ربنا فنتبعه فأوحى الله عز وجل إليه إن قومك يقولون إذا أرضوهم رضيت وإذا أسخطوهم أسخطت وقال عبد الله بن أحمد أيضا حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن خالد حدثني عمر بن عبدالرحمن قال سمعت وهب بن منبه يقول إن عيسى عليه السلام كان واقفا على قبر ومعه الحواريون أو نفر من أصحابه قال وصاحب القبر يدلي فيه قال فذكروا من ظلمة القبر وضيقه فقال عيسى قد كنتم فيما هو أضيق من ذلك في أرحام أمهاتكم فإذا أحب الله أن يوسع وسع أو كما قال
وقال عبد الله بن المبارك حدثنا بكار بن عبد الله قال سمعت وهب بن منبه يقول كان رجل عابد من السياح أراده الشيطان من قبل الشهوة والرغبة والغضب فلم يستطع منه شيئا من ذلك فتمثل له حية وهو يصلي فمضى ولم يلتفت إليه فالتوى على قدميه فلم يلتفت إليه فدخل ثيابه واخرج راسه من عند رأسه فلم يلتفت ولم يستأخر فلما أراد أن يسجد التوى في موضع سجوده فما وضع رأسه ليسجد فتح فاه ليلتقم رأسه فوضع رأسه فجعل يعركه حتى استمكن من السجود على الأرض ثم جاءه على صورة رجل فقال له أنا صاحبك الذي أخوفك أتيتك من قبل الشهوة والغضب والرغبة وأنا الذي كنت أتمثل لك بالسباع والحيات فلم أستطع منك شيئا وقد بدا لي أن أصادقك ولا آتيك في صلاتك بعد اليوم فقال له العابد لا يوم خوفتني خفتك ولا اليوم بي حاجة في مصادقتك قال سلني عما شئت أخبرك قال فما عسيت أن أسألك قال ألا تسألني عن مالك ما فعل به بعدك قال لو أردت ذلك ما فارقته قال أفلا تسألني عن أهلك من مات منهم ومن بقى قال أنا مت قبلهم قال أفلا تسألني عما أضل به الناس قال أنت أضلهم فأخبرني عن أوثق ما في نفسك تضل به بني آدم قال ثلاثة أخلاق الشح والحدة والسكر فإن الرجل إذا كان شحيحا قللنا ماله في عينه ورغبناه في أموال الناس وإذا كان حديدا تداولناه بيننا كما يتداول الصبيان الكرة ولو كان يحيى الموتى بدعوته لم نيأس منه وكل ما يبنيه نهدمه لنا كلمة واحدة وإذا سكر قدناه إلى كل شر وفضيحة وخزي وهوان كما تقاد القط إذا أخذ بأذنها كيف شئنا
وقال وهب أصاب أيوب البلاء سبع سنين وترك يوسف في السجن سبع سنين ومسخ بختنصر في السباع سبع سنين وسئل وهب عن الدنانير والدراهم فقال هي خواتيم رب العالمين فالأرض لمعايش بني آدم لا تؤكل ولا نشرب فأينما ذهبت بخاتم رب العالمين قضيت حاجتك وهي أزمة المنافقين بها يقادون إلى الشهوات وروى داود بن عمر الضبي عن ابن المبارك عن معمر عن سماك ابن المفضل عن وهب قال مثل الذي يدعو بغير عمل مثل الذي يرمي بغير وتر وقال ابن المبارك أخبرني عمر بن عبد الرحمن بن مهرب قال سمعت وهبا يقول قال حكيم من الحكماء إني لأستحي من الله عز وجل أن أعبده رجاء ثواب الجنة فقط فأكون كالأجير السوء إن أعطى عمل وإن لم يعط لم يعمل وإني لأستحي من الله أن أعبده مخافة النار فقط فأكون كالعبد السوء إن رهب عمل وإن ترك لم يعمل وإني ليستخرج مني حب الله مالا يستخرج مني غيره
وقال السري بن يحيى كتب وهب إلى مكحول إنك قد أصبت بما ظهر من علم الإسلام عند الناس محبة وشرفا فاطلب بما بطن من علم الإنسان عند الله محبة وزلفى واعلم أن إحدى المحبتين تمنع الأخرى أو قال سوف تمنعك الأخرى وقال زافر بن سليمان عن أبي سنان الشيباني قال بلغنا أن وهب بن منبه قال قال لقمان لإبنه يا بني اتخذ طاعة الله تجارة تريد بها ربح الدنيا والآخرة والإيمان سفينتك التي تحمل عليها والتوكل على الله شراعها والدنيا بحرك والأيام موجك والأعمال الصالحة تجارتك التي ترجو ربحها والنافلة هي هديتك التي ترجوا بها كرامتك والحرص عليها يسيرها ويزجيها ورد النفس عن هواها مراسيها والموت ساحلها والله ملكها وإليه مصيرها وأحب التجار إلى الله وأفضلهم وأقربهم منه أكثرهم بضاعة وأصفاهم نية وأخلصهم هدية وأبغضهم إليه أقلهم بضاعة وأردأهم هدية وأخبثهم طوية فكلما حسنت تجارتك ازداد ربحك وكلما خلصت هديتك تكرم وفي رواية عنه أنه قال قال لقمان لإبنه يا بني اتخذ طاعة الله بضاعة تأتك الأرباح من كل مكان واجعل سفينتك تقوى الله وحشوها التوكل على الله وشراعها الإيمان بالله وبحرك العلم النافع والعمل الصالح لعلك أن تنجو وماأراك بناج وقال عبدالله بن المبارك عن رباح بن زيد عن رجل قال إن للعلم طغيانا كطغيان المال
وقال الطبراني حدثنا عبيد بن محمد الصنعاني بحدثنا أبو قدامة همام بن مسلمة بن عقبة حدثنا غوث بن جابر حدثنا عقيل بن منبه قال سمعت عمي وهب بن منبه يقول الأجر من الله عز وجل معروض ولكن لا يستوجبه من لا يعمل ولا يجده من لا يبتغيه ولا يبصره من لا ينظر إليه وطاعة الله قريبة ممن يرغب فيها بعيدة ممن زهد فيها ومن يحرص عليها يصل إلهيا ومن لا يحبها لا يجدها لا تسبق من سعى إليها ولا يدركها من أبطأ عنها وطاعة الله تشرف من أكرمها
وتهين من أضاعها وكتاب الله يدل عليها والإيمان بالله يحض عليها
وقال الإمام أحمد حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا عمر بن عبد الرحمن سمعت وهب بن منبه يقول قال داود عليه السلام يارب أي عبادك أحب إليك قال مؤمن حسن الصورة حسن العمل قال يارب أي عبادك أبغض إليك قال كافر حسن الصورة كفر أو شكر هذان وفي رواية ذكرها أحمد بن حنبل أي عبادك أبغض إليك قال عبد استخارني في أمر فخرت له فلم يرض له
وقال إبراهيم بن الجنيد حدثني إبراهيم بن سعيد عن عبد المنعم بن إدريس حدثنا عبد الصمد ابن معقل عن وهب بن منبه قال كان سائح يعبد الله تعالى فجاءه إبليس أو شيطان فتمثل بإنسان فجعل يريه أنه يعبد الله تعالى وجعل يزيد عليه في العبادة فأحبه ذلك السائح لما رأى من اجتهاده وعبادته فقال له الشيطان والسائح في مصلاه لو دخلنا إلى المدينة فخالطنا الناس وصبرنا على أذاهم وأمرنا ونهينا كان أعظم لأجرنا فأجابه السائح إلى ذلك فلما أخرج السائح إحدى رجليه من باب مكانه لينطلق معه هتف به هاتف فقال إن هذا شيطان أراد أن يفتنك فقال السائح رجل خرجت في معصية الله وطاعة الشيطان لا تدخل معي فما حولها من موضعها ذلك حتى فارق الدنيا فأنزل الله تعالى ذكره في بعض كتبه فقال وذو الرجل
وقال وهب أتى رجل من أهل زمانه إلى ملك كان يفتن الناس على أكل لحم الخنزير فأعظم الناس مكانه وهالهم أمره فقال له صاحب شرطة الملك سرا بينه وبينه أيها العالم اذبح جديا مما يحل لك أكله ثم ادفعه إلى حتى أصنعه لك على حدته فإذا دعا الملك بلحم الخنزير أمرت به فوضع ين يديك فتأكل منه حلالا ويرى الملك والناس أنك إنما أكلت لحم الخنزير فذبح ذلك العالم جديا ثم دفعه إلى صاحب الشرطة فصنعه له وأمر الطباخين إذا أمر الملك بأن يقدم إلى هذا العالم لحم الخنزير أن يضعوا بين يديه لحم هذا الجدى واجتمع الناس لينظروا امر هذا العالم فيه أياكل ام لا وقالوا أن أكل اكلنا وإن امتنع امنتنعنا فجاء الملك فدعا لهم بلحوم الخنازيز فوضعت بين أيديهم ووضع بين يدى ذلك العالم لحم ذلك الجدي الحلال المذكى فألهم الله ذلك العالم فألقى في روعه وفكره فقال هب أني أكلت لحم الجدي الذي أعلم حله أنا فماذا أصنع بمن لا يعلم والناس إنما ينتظرون أكلى ليقتدوا بي وهم لا يعلمون إلا أني إنما أكلت لحم الخنزير فيأكلون اقتداء بي فأكون ممن يحمل أوزارهم يوم القيامة لا أفعل والله وإن قتلت وحرقت بالنار وأبى أن يأكل فجعل صاحب الشرطة يغمز إليه ويومي إليه ويأمره بأكله أي إنما هو لحم الجدي فأبى أن يأكل ثم أمره الملك أن يأكل فأبى فألحوا عليه فأبى فأمر الملك صاحب الشرطه بقتله فلما ذهبوا به ليقتلوه قال له صاحب الشرطة ما منعك أن تأكل من اللحم الذي ذكبته أنت ودفعته
إلي أظننت أني أتيتك بغيره وخنتك فيما ائتمنتني عليه ما كنت لأفعل والله فقال له العالم قد علمت أنه هو ولكن خفت أن يتأسى الناس بي وهم إنما ينتظرون أكلي منه ولا يعلمون إلا أني إنما أكلت لحم الخنزير وكذلك كل من أريد على أكله فيما يأتي من الزمان يقول قد أكله فلان فأكون فتنة لهم فقتل رحمه الله فينبغي للعالم أن يحذر المعايب ويجتنب المحذورات فإن زلته وناقصته منظورة يقتدى بها الجاهل وقال معاذ بن جبل اتقوا زيغة الحكيم وقال غيره اتقوا زلة العالم فإنه إذا زل بزلته عالم كبير ولا ينبغي له أن يستهين بالزلة وإن صغرت ولا يفعل الرخص التي اختلف فيها العلماء فإن العالم هو عصاه كل أعمى من العوام بها يصول على الحق ليدحضه ويقول رأيت فلانا العالم وفلانا وفلانا يفعلون ويفعلون وليجتنب العوائد النفسية فإنه قد يفعل أشياء على حكم العادة فيظنها الجاهل جائزة أو سنة أو واجبة كما قيل سل العالم يصدقك ولا تقتد بفعله الغريب ولكن سله عنه يصدقك إن كان ذا دين وكم أفسد النظر إلى غالب علماء زمانك هذا من خلق فما الظن بمخالطتهم ومجالستهم ولكن من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
وقال محمد بن عبد الملك بن زنجوية حدثنا عبد الرزاق عن أبيه قال قلت لوهب بن منبه كنت ترى الرؤيا فتخبرنا بها فلا نلبث أن نراها كما رأيتها قال ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء قال عبد الرزاق فحدثت به معمرا فقال والحسن بعد ما ولى القضاء لم يحمدوا فهمه فمن يأمن القراء بعدك يا شهر فكيف حال من قد غرق في قاذورات الدنيا من علماء زمانك هذا ولاسيما من بعد فتنة تمرلنك فإن القلوب قد امتلأت بحب الدنيا فلا يجد العلم فيها موضعا فجالس من شئت منهم لتنظر مبادئ مجالستهم وغاياتها ولا تستخفك البدوات فإنما الأمور بعواقبها وخواتيمها ونتائجها وغاياتها ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقال وهب البلاء للمؤمن كالشكال للدابة وقال أبو بلال الأشعري عن أبي شهاب الصنعاني عن عبد الصمد عن وهب قال من أصيب بشيء من البلاد فقد سلك به طريق الأنبياء وقال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا منذر قال سمعت وهبا يقول قرأت في كتاب رجل من الحواريين إذا سلك بك طريق أو قال سبيل أهل البلاء فطب نفسا فقد سلك بك طريق الأنبياء والصالحين
وقال الإمام أحمد حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن خالد حدثني أمية بن شبل عن عثمان بن يزدويه قال كنت مع وهبوسعيد بن جبير يوم عرفة تحت نخيل ابن عامر فقال وهب لسعيد يا أبا عبد الله كم لك منذ خفت من الحجاج فقال خرجت عن امرأتي وهي حامل فجاءني الذي في بطنها وقد خرج شعر وجهه فقال له وهب إن من كان قبلكم كان إذا أصابه بلاء عدة رجاء
وإذا أصابه رجاء عده بلاء وروى عبد الله بن أحمد بسنده عن وهب قال قرأت في بعض الكتب ليس من عبادي من سحر أو سحر له أو تكهن أوتكهن له أو تطير أو تطير له فمن كان كذلك فليدع غيري فإنما هو أنا وخلقي كلهم لي وقال الإمام أحمد حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رباح عن جعفر بن محمد عن التيمي عن وهب أنه قال دخول الجمل في سم الخياط أيسر من دخول الأغنياء الجنة قلت هذا إنما هو لشدة الحساب وطول وقوف الأغنياء في الكرب كما قد ضربت الأمثال للشدائد والله سبحانه وتعالى أعلم
وقال الإمام أحمد حدثنا عبدالرزاق حدثنا بكار قال سمعت وهبا يقول ترك المكافأة من التطفيف وقال الإمام أحمد حدثنا الحجاج وأبو النصر قالا حدثنا محمد بن طلحة عن محمد بن حجادة عن وهب قال من يتعبد يزدد قوة ومن يتكسل يزدد فترة وقد قال غيره إن حوراء جاءته في لمنام في ليلة باردة فقالت له قم إلى صلاتك فهي خير لك من نومة توهن بدنك ورأيت في ذلك حديث لم يحضرني الآن وهذا أمر مجرب أن العبادة تنشط البدن وتلينه وأن النوم يكسل البدن فيقسيه وقد قال بعض السلف لما تبع ضلة ابن أشيم حين دخل تلك الغيضة وأنه قام ليلته إلى أن أصبح قال فأصبح كأنه بات على الحشايا وأصبحت ولي من الكسل والفتور مالا يعلمه إلا الله عز وجل وقد قيل للحسن ما بال المتعبدين أحسن الناس وجوها قال لأنهم خلو بالجليل فألبسهم نورا من نوره وقال يحيى بن أبي كثير والله ما رجل يخلو باهله عروسا أقر ما كانت نفسه وأنس بأشد سرورا منهم بمناجاة ربهم تعالى إذا خلوا به وقال عطاء الخراساني قيام الليل محياة للبدن ونور في القلب وضياء في الوجه وقوة في البصر والأعضاء كلها وإن الرجل إذا قام بالليل أصبح فرحا مسرورا وإذا نام عن حزبه أصبح حزينا مكسور القلب كأنه قد فقد شيئا وقد فقد أعظم الأمور له نفعا
وقال ابن أبي الدنيا حدثنا أبو جعفر أحمد بن منيع حدثنا هاشم بن القاسم أبو النصر حدثنا بكر بن حبيش عن محمد القرشي عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن بلال قال قال رسول الله ص عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وإن قيام الليل قربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الإثم وتفكير عن السيئات ومطردة للشيطان عن الجسد وقد رواه غيره من طرق عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ويكفي في هذا الباب ما رواه أهل الصحيح والمسانيد عن أبي هريرة أن رسول الله ص قال يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإذا استيقظ وذكر الله انحلت
عقدة وإذا توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان وهذا باب واسع وقد قال هود فيما أخبر الله عنه ابعدوا الله مالكم من إله غيره ثم قال ويزدكم قوة إلى قوتكم وهذه القوة تشمل جميع القوى فيزيد الله عابديه قوة في إيمانهم ويقينهم ودينهم وتوكلهم وغير ذلك مما هو من جنس ذلك ويزدهم قوة في أسماعهم وأبصارهم وأجسادهم وأموالهم وأولادهم وغير ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم
وقال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل بن عبدالكريم حدثني عبد الصمد أنه سمع وهبا يقول تصدق صدقة رجل يعلم أنه إنما قدم بين يديه ماله وما خلف مال غيره
قلت وهذا كما في الحديث أيكم مال وارث أحب إليه من ماله فقالوا كلنا ماله أحب إليه من مال وارثه فقال إن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر قال وسمعت وهبا على المنبر يقول احفظوا عني ثلاثا إياكم وهوى متبعا وقريب سوء وإعجاب المرء بنفسه وقد رويت هذه الألفاظ في حديث وقال الإمام أحمد حدثنا يونس بن عبد الصمد بن معقل حدثنا إبراهيم بن الحجاج قال سمعت وهبا يقول أحب بني آدم إلى الشيطان النؤوم الأكول
وقال الإمام أحمد حدثنا غوث بن جابر حدثنا عمران بن عبد الرحمن أبو الهذيل أنه سمع وهبا يقول إن الله عز وجل يحفظ بالعبد الصالح القيل من الناس وقال أحمد أيضا حدثنا إبراهيم بن عقيل حدثنا عمران أبو الهذيل من الأنباء عن وهب بن منبه قال ليس من الآدميين أحد إلا ومعه شيطان موكل به فأما الكافر فيأكل معه ويشرب معه وينام معه على فراشه وأما المؤمن فهو مجانب له ينتظر متى يصيب منه غفلة أو غرة وأحب الآدميين إلى الشيطان الأكول النؤوم وقال محمد بن غالب حدثنا أبو المعتمر ابن أخي بشر بن منصور عن داود بن أبي هند عن وهب قال قرأت في بعض الكتب الذي أنزلت من السماء على بعض الأنبياء أن الله تعالى قال لإبراهيم عليه الصلاة والسلام أتدري لم اتخذتك خليلا قال لا يارب قال لذل مقامك بين يدي في الصلاة
وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن أيوب حدثنا أبو بكر بن عياش عن إدريس ابن وهب بن منبه قال حدثني أبي قال كان لسليمان بن داود ألف بيت أعلاه قوارير وأسفله حديد فركب الريح يوما فمر بحراث فنظر إليه الحراث فاستعظم ما أوتى سليمان من الملك فقال لقد أوتى آل داود ملكا عظيما فحملت الريح كلام الحراث فألقته في أذن سليمان قال فأمر الريح فوقفت ثم نزل يمشي حتى أتى الحراث فقال له إني قد سمعت قولك وإنما مشيت إليك لئلا تتمنى مالا تقدر عليه مما أقدرني الله عليه تفضلا وإحسانا منه على لأنه هو الذي أقامني لهذا وأعانني ثم قال والله لتسبيحة واحدة يقبلها الله عز وجل منك أو من مؤمن خير مما أوتى آل داود من الملك لأن
ما أوتى آل داود من ملك الدنيا يفنى والتسبيحة تبقى وما يبقى خير مما يفنى فقال الحراث أذهب الله همك كما أذهبت همي
وقال الإمام أحمد حدثنا إبراهيم بن عقيل بن معقل حدثني أبي عن وهب بن منبه قال إن الله عز وجل أعطى موسى عليه السلام نورا فقال له هارون هبه لي يا أخي فوهبه له فأعطاه هارون ابنه وكان في بيت المقدس آنية تعظمها الأنبياء والملوك فكان ابنا هارون يسقيان في تلك الآنية الخمر فنزلت نار من السماء فاختطفت ابني هارون فصعدت بهما ففزع هارون لذلك فقام مستغيثا متوجها بوجهه إلى السماء بالدعاء والتضرع فأوحى الله إليه يا هارون هكذا أفعل بمن عصاني من أهل طاعتي فكيف فعلي بمن عصاني من أهل معصيتي وقال الحكم بن أبان نزل بي ضيف من أهل صنعاء فقال سمعت وهب بن منبه يقول إن لله عز وجل في السماء السابعة دارا يقال لها البيضاء يجمع فيها أرواح المؤمنين فإذا مات الميت من أهل الدنيا تلقته الأرواح فيسألونه عن أخبار الدنيا كما يسأل الغائب أهله إذا قدم عليهم وقال من جعل شهوته تحت قدمه فزع الشيطان من ظلمه فمن غلب علمه هواه فذلك العالم الغلاب وقال فضيل بن عياض أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي وما يكابدون في طلب مرضاتي فكيف بهم إذا صاروا إلى داري وتبحبحوا في رياض نعمتي هنالك فليبشر المضعفون لله أعمالهم بالنظر العجيب من الحبيب القريب أتراني أنسى لهم عملا وكيف وأنا ذو الفضل العظيم أجود على المولين المعرضين عني فكيف بالمقبلين علي وما غضبت على شيء كغضبي على من أخطأ خطيئة فاستعظمها في جنب عفوي ولو تعاجلت بالعقوبة أحدا أو كانت العجلة من شأني لعاجلت القانطين من رحمتي ولو رآني عبادي المؤمنين كيف أستوهبهم ممن اعتدوا عليه ثم أحكم لمن وهبهم بالخلد المقيم اتهموا فضلي وكرمي أنا الديان الذي لا تحل معصيتي والذي أطاعني أطاعني برحمتي ولا حاجة لي بهوان من خاف مقامي ولو رآني عبادي يوم القيامة كيف أرفع قصورا تحار فيها الأبصار فيسألوني لمن ذا فأقول لمن وهب لي ذنبا مالم يوجب علي نفسه معصيتي والقنوط من رحمتي وإني مكافئ على المدح فامدحوني و
قال سلمة بن شبيب حدثنا سلمة بن عاصم حدثنا عبد الله بن محمد بن عقبة حدثنا عبدالرحمن أبو طالوت حدثني مهاجر الأسدي عن وهب قال مر عيسى بن مريم ومعه الحواريون بقرية قد مات أهلها إنسها وجنها وهوامها وأنعامها وطيورها فقام عليها ينظر إليها ساعة ثم أقبل على أصحابه فقال إنما مات هؤلاء بعذاب من عند الله ولولا ذلك لماتوا متفرقين ثم ناداهم عيسى يا أهل القرية فأجابه مجيب لبيك يا روح الله فقال ما كانت جنايتكم وسبب هلاككم قال
عبادة الطاغوت وحب الدنيا قال وما كانت عبادتكم للطاغوت قال طاعة أهل المعاصي هي عبادة الطاغوت قال وما كان حبكم للدنيا قال كحب الصبي لأمه كنا إذا أقبلت فرحنا وإذا أدبرت حزنا مع أمل بعيد وإدبار عن طاعة الله وإقبال على مساخطه قال فكيف كان هلاككم قال بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في هاوية قال وما الهاوية قال سجين قال وما السجين قال جمرة من نار مثل أطباق الدنيا كلها دفنت أرواحنا فيها قال فما بال أصحابك لا يتكلمون قال لا يستطيعون أن يتكلموا قال وكيف ذلك قال هم ملجمون بلجم من نار قال وكيف كلمتني أنت من بينهم قال كنت فيهم لما أصابهم العذاب ولم أكن منهم ولا على أعمالهم فلما جاء البلاء عمني معهم وأنا معلق بشعرة في الهاوية لا أدري أكردس فيها أم أنجو فقال عيسى عليه السلام عند ذلك لأصحابه بحق أقول لكم لخبز الشعير وشرب الماء القراح والنوم على المزابل كثير على عافية الدنيا والآخرة
وروى الطبراني عنه أنه قال لا يكون المرء حكيما حتى يطيع الله عز وجل وما عصى الله حكيم ولايعصى الله إلا أحمق وكما لا يكمل النهار إلا بالشمس ولا يعرف الليل إلا بالظلام كذلك لا تكمل الحكمة إلا بطاعة الله عز وجل ولا يعصى الله حكيم كما لا يطير الطير إلا بجناحين ولا يستطيع من لا جناح له أن يطير كذلك لا يطيع الله من لا يعمل له ولا يطيق عمل الله من لا يطيعه وكما لا مكث للنار في الماء حتى تطفأ كذلك لا مكث لعمل الرياء حتى يبور وكما يبدى سر الزانية وفضيحتها فعلها كذلك يفتضح بالفعل السيئ من كان يقرأ لجليسه بالقول الحسن ولم يعمل به وكما تكذب معذرة السارق بالسرقة إذا ظهر عليها عنده كذلك تكذب معصية القارئ لله قراءته إذا كان يقرؤها لغير الله تعالى
وقال الطبراني حدثنا محمد بن النضر حدثنا علي بن بحر بن برى حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنا عبد الصمد بن معقل قال سمعت وهبا يقول في مزامير آل داود طوبى لمن يسلك سبيل الحطابين ولا يجالس البطالين وطوبى لمن يسلك طريق الأئمة ويستقيم على عبادة ربه فمثله كمثل شجرة نابتة على ساقية لا تزال فيها الحياة ولا تزال خضراء وروى الطبراني أيضا عنه قال إذا قامت الساعة صرخت الحجارة صراح النساء وقطرت العضاة دما وروى عنه انه قال ما من شيء إلا يبدو صغيرا ثم يكبر إلا المصيبة فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر وروى عنه أيضا أنه قال وقف سائل على باب داود عليه السلام فيقال يا أهل بيت النبوة تصدقوا علينا بشيء رزقكم الله رزق التاجر المقيم في أهله فقال داود أعطوه فوالذي نفسي بيده إنها لفي الزبور وقال من عرف بالكذب لم يجز صدقه ومن عرف بالصدق ائتمن على حديث ومن أكثر الغيبة
والبغضاء لم يوثق منه بالنصيحة ومن عرف بالفجور والخديعة لم يؤمن إليه في المحنة ومن انتحل فوق قدره جحد قدره ولا تستحسن فيك ما تستقبح في غيرك هذه الآثار رواها الطبراني عنه من طرق
وروى داود بن عمرو عن إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عثمان بن خيثم قال قدم علينا وهب مكة فطفق لا يشرب ولا يتوضأ إلا من زمزم فقيل له مالك في الماء العذب فقال ما أنا بالذي أشرب وأتوضأ إلا من زمزم حتى أخرج منها إنكم لا تدرون ما ماء زمزم والذي نفسي بيده إنها لفي كتاب الله طعام طعم وشفاء سقم ولا يعمد أحد إليها يتضلع منها ريا ابتغاء بركتها إلا نزعت منه داء وأحدثت له شفاء وقال النظر في زمزم عبادة وقال النظر فيها يحط الخطايا حطا وقال وهب مسخ بختنصر أسدا فكان ملك السباع ثم مسخ نسرا فكان ملك الطيور ثم مسخ ثورا فكان ملك الدواب وهو في كل ذلك يعقل عقل الإنسان وكان ملكه قائما يدبر ثم رد الله عليه روحه إلى حالة الإنسان فدعا إلى توحيد الله وقال كل إله باطل إلا إله السماء فقيل له أمات مؤمنا فقال وجدت أهل الكتاب قد اختلفوا فيه فقال بعضهم آمن قبل أن يموت وقال بعضهم قتل الأنبياء وحرق الكتب وحرق بيت المقدس فلم يقبل منه التوبة هكذا رواه الطبراني عن محمد بن أحمد بن الفرج عن عباس بن يزيد عن عبدالرزاق عن بكار بن عبدالله قال سمعت وهب بن منبه يقول فذكره
وقال وهب كان رجل بمصر فسألهم ثلاثة أيام أن يطعموه فلم يطعموه فمات في اليوم الرابع فكفنوه ودفنوه فأصبحوا فوجدوا الكفن في محرابهم مكتوب عليه قتلتموه حيا وزرتموه ميتا قال يحيى فأنا رأيت القرية التي مات فيها ذلك الرجل ومابها أحد إلا وله بيت ضيافة لا غني ولا قفير هكذا رواه يحيى بن عبد الباقي عن علي بن الحسن عن عبد الله بن أخي وهب قال حدثني عمي وهب بن منبه فذكره قال وأهل القرية يعترفون بذلك فمن ثم اتخذوا بيوتا للضيفان والفقراء خوفا من ذلك وقال عبدالرزاق عن بكار عن وهب قال إذا دخلت الهدية من الباب خرج الحق من الكوة وقال إبراهيم بن الجنيد حدثنا إبراهيم بن سعيد عن عبد المنعم بن إدريس عن عبد الصمد عن وهب بن منبه قال مر نبي من الأنبياء على عابد في كهف جبل فمال إليه فسلم عليه وقال له يا عبد الله منذ كم أنت هاهنا قال منذ ثلثمائة سنة قال من أين معيشتك قال من ورق الشجر قال فمن أين شرابك قال من ماء العيون قال فأين تكون في الشتاء قال تحت هذا الجبل قال فكيف صبرك على العبادة قال وكيف لا أصبر وإنما هو يومي إلى الليل وأما أمس فقد مضى بما فيه وأما غد فلم يأت بعد قال فعجب النبي من قوله إنما هو
يومي إلى الليل وبهذا الإسناد أن رجلا من العباد قال لمعلمه قطعت الهوى فلست أهوى من الدنيا شيئا فقال له معلمه أتفرق بين النساء والدواب إذا رأيتهن معا قال نعم قال أتفرق بين الدنانير والدراهم والحصا قال نعم قال يا بني إنك لم تقطع الهوى عنك ولكنك قد أوثقته فاحذر انقلاته وانقلابه
وقال غوث بن جابر بن غيلان بن منبه حدثني عقيل بن معقل عن وهب قال اعمل في نواحي الدين لثلاث فإن للدين نواحي ثلاثا هن جماع الأعمال الصالحة لمن أراد جمع الصالحات أولاهن تعمل شكرا لله على الأنعم الكثيرات الغاديات الرائحات الظاهرات الباطنات الحادثات القديمات يعمل المؤمن شكرا لهن ورجاء تمامهن والناحية الثانية من الدين رغبة في الجنة التي ليس لها ثمن وليس لها مثل ولا يزهد فيا وفي العمل لها إلا سفيه فاجر أو منافق كافر والناحية الثالثة من الدين أن يعمل المؤمن فرارا من النار التي ليس لأحد عليها صبر ولا لأحد بها طاقة لا يدان وليست مصيبتها كالمصيبات ولا حزن أهلها كالأحزان نبأها عظيم وشأنها شديد والآخرة وحزنها فظيع ولا يغفل عن الفرار والتعوذ بالله منها إلا سفيه أحمق خاسر قد خسر الدنيا ذلك هو لخسران المبين
وقال إسحاق بن راهوية حدثنا عبد الملك بن محمد الدمادي قال أخبرني محمد بن سعيد بن رمانة قال أخبرني أبي قال قيل لوهب أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله قال بلى ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان فمن أتى الباب بمفتاح بأسنانه فتح له ومن لم يأت الباب بمفتاح بأسنانه لم يفتح له وقال محمد حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنا عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبا يقول ركب ابن ملك في جند من قومه وهو شاب فصرع عن فرسه فدق عنقه فمات في أرض قريبة من القرى فغضب أبوه وحلف ان يقتل أهل تلك القرية عن آخرهم وأن يطأهم بالأفيال فما أبقت الأفيال وطئته الخيل فما أبقت الخيل وظئته الرجال فتوجه إليهم بعد أن سقى الأفيال والخيل الخمر وقال طأوهم بالأفيال وإلا فما أبقت الأفيال فلتطأه الخيل فما أخطأته الخيل فلتطأه الرجال فلما سمع بذلك أهل تلك القرية وعرفوا أنه قد قصدهم لذلك خرجوا بأجمعهم فجأروا إلى الله سبحانه وعجوا إليه وابتهلوا يدعونه تعالى ليكشف عنهم شر هذا الملك الظالم وما قصده من هلاكهم فبينما الملك وجيشه سائرون على ذلك وأهل القرية في الأبتهال والدعاء والتضرع إلى الله تعالى إذ نزل فارس من السماء فوقع بينهم فنفرت الأفيال فطغت على الخيل وطغت الخيل على الرجال فقتل الملك ومن معه وطأ بالأفيال والخيل ونجى الله أهل تلك القرية من بأسهم وشرهم
وروى عبد الرزاق عن المنذر بن النعمان أنه سمع وهبا يقول قال الله تعالى لصخرة
بيت المقدس لاضعن عليك عرشي ولاحشرن عليك خلقي وليأتينك داود يومئذ راكبا وروى سماك بن الفضل عن وهب قال إني لاتفقد اخلاقي وما فيها شيء يعجبني وروى عبد الرزاق عن ابيه قال قال وهب ربما صلت الصبح بوضوء العتمة وقال بقية بن الوليد حدثنا زيد بن خالد عن خالد بن معدان عن وهب قال كان نوح عليه السلام من اجمل اهل زمانه وكان يلبس البرقع فأصابهم مجاعة في السفينة فكان نوح إذا تجلى لهم شبعوا وقال قال عيسى الحق اقول لكم ان اشدكم جزعا على المصيبة أشدكم حبا للدنيا وقال جعفر بن برقان بلغنا أن وهبا كان يقول طوبى لمن نظر في عيبه عن عيب غيره وطوبى لمن تواضع لله من غير مسكنة ورحم اهل الذل والمسكنة وتصدق من مال جمعه من غير معصية وجالس اهل العلم والحلم والحكمة ووسعته السنة ولم يتعدها إلى البدعة وروى سيار عن جعفر عن عبد الصمد بن معقل عن وهب قال وجدت في زبور داود يا داود هل تدري من اسرع الناس مرا على الصراط الذين يرضون بحكمى والسنتهم رطبة بذكري وقيل إن عابدا عبد الله تعالى خمسين سنة فأوحى الله إلى نبيهم إني قد غفرت له فأخبره ذلك النبي فقال أي رب واي ذنب تغفر لي فأمر عرقا في عنقه فضرب عليه فلم ينم ولم يهدأ ولم يصل ليلته ثم سكن العرق فشكا ذلك إلى النبي فقال مالا قيت من عرق ضرب علي في عنقي ثم سكن فقال له النبي إن الله يقول إن عبادتك خمسين سنة ما تعدل سكون هذا العرق وقال وهب رؤوس النعم ثلاثة احدهما نعمة الاسلام التي لا تتم نعمة إلا بها والثانية نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بهات والثالثة نعمة الغنى التي لا يتم العيش إلا بها ومر وهب بمبتلى أعمى مجذوم مقعد عريان به وضح وهو يقول الحمد لله على نعمة فقال له رجل كان مع وهب أي شيء بقي عليك من النعمة تحمد الله عليه فقال المبتلى ادم بصرك إلى اهل المدينة وانظر إلى كثرة اهلها اولا احمد الله انه ليس فيها احد يعرفه غيري وقال وهب المؤمن يخالط ليعلم ويسكت ليسلم ويتكلم ليفقههم ويخلو ليقيم وقال المؤمن مفكر مذكر مدخر تذكر فغلبته السكينة سكن فتواضع فلم يتهم رفض الشهوات فصار حرا القى عنه الحسد فظهرت له المحبة زهد في كل فإن فاستكمل العقل رغب في كل باق فعقل المعرفة قلبه متعلق بهمه وهمه موكل بمعاده لا يفرح إذا فرح اهل الدنيا بل حزنه عليه سرمد وفرحه إذا نامت العيون يتلو كتاب الله ويردده على قلبه فمرة يفرغ قلبه ومرة تدمع عينه يقطع عنه الليل بالتلاوة ويقطع عنه النهار بالخلوة والعزلة مفكرا في ذنوبه مستصغرا لاعماله وقال وهب فهذا ينادي يوم القيامة في ذلك الجمع العظيم على رؤوس الخلائق قم ايها الكريم فادخل الجنة وقال ابراهيم بن سعيد عن عبد الرحمن بن مسعود عن ثور بن يزيد قال قال وهب بن منبه
الويل لكم اذ سماكم الناس صالحين واكرموكم على ذلك وقال الطبراني حدثنا عبيد بن محمد الكشوري حدثنا همام بن سلمة بن عقبة حدثنا غوث بن جابر حدثنا عقيل بن معقل بن منبه قال سمعت عمي وهب بن منبه يقول يا بني اخلص طاعة الله بسريرة ناصحة يصدق بها فعلك في العلانية فإن من فعل خيرا ثم اسره إلى الله فقد اصاب مواضعه وابلغه قراره ووضعه عند حافظه وان من اسر عملا صالحا لم يطلع عليه إلا الله فقد اطلع عليه من هو حسبه واستحفظه واستودعه حفيظا لا يضيع اجره فلا تخافن يابني على من عمل صالحا اسره الى الله عز وجل ضياعا ولا تخافن ظلمة ولا هضمة ولا تظنن أن العلانية هي انجح من السريرة فإن مثل العلانية مع السريرة كمثل ورق الشجر مع عرقها العلانية ورقها والسريرة اضلها أن يحرق العرق هلكت الشجرة كلها وان صلح الاصل صلحت الشجرة ثمرها وورقها والورق يأتي عليه حين يجف ويصير هباء تذروه الرياح بخلاف العرق فإنه لا يزال ما ظهر من الشجرة في خير وعافية ما كان عرقها مستخفيا لا يرى منه شيء كذلك الدين والعلم والعمل لا يزال صالحا ما كان له سريرة صالحة يصدق الله بها علانية العبد فإن العلانية تنفع مع السريرة الصالحة ولا تنفع العلانية مع السريرة الفاسدة كما ينفع عرق الشجرة صلاح فرعها وان كان حياته من قبل عرقها فإن فرعها زينتها وجمالها وان كانت السريرة هي ملاك الدين فإن العلانية معها تزين الدين وتجمله إذا عملها مؤمن لا يريد بها إلا رضاء ربه عز وجل
وقال الهيثم بن جميل حدثنا صالح المرى عن ابان عن وهب قال قرأت في الحكمة الكفر اربعة اركان ركن منه الغضبة وركن منه الشهوة وركن منه الطمع وركن منه الخوف وقال اوحى الله تعالى إلى موسى إذا دعوتني فكن خائفا مشفقا وجلا وعفر خدك بالتراب واسجد لي بمكارم وجهك ويديك وسلني حين تسألني يخشية من قلبك ووجل واخشنى ايام الحياة وعلم الجهال آلائى وقل لعبادي لا يتمادوا في غى ماهم فيه فإن اخذى اليم شديد وقال وهب إذا هم الوالي بالجور أو عمل به دخل النقص على اهل امملكته وقلت البركات في التجارات والزراعات والضروع والمواشي ودخل المحق في ذلك وادخل الله عليه الذل في ذاته وفي ملكه واذا هم بالعدل والخير كان عكس ذلك من كثرة الخير ونمو البركات وقال وهب كان في مصحف ابراهيم عليه السلام ايها الملك المبتلي اني لم ابعثك لتجميع الدنيا بعضها على بعض ولا لتبنى البنيان وانما يعثتك لترفع لي دعوة المظلوم فإنى لا اردها ولو كانت من كافر
وروى ابن ابي الدنيا عن الدنيا عن محمد بن اسحاق عن وهب بن منبه أن ذا القرنين قال لبعض الملوك ما بال ملتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة قال من قبل أنا لا نخادع ولا يغتاب بعضنا بعضا وروى
ابن ابي الدنيا عنه انه قال ثلاث من كن فيه اصاب البر سخاؤة النفس والصبر على الاذى وطيب الكلام وقال ابن ابي الدنيا حدثني سلمة بن شبيب حدثنا سهل بن عاصم بن سلمة بن ميمون عن المعافى بن عمران عن ادريس قال سمعت وهبا يقول كان في بنى اسرائيل رجلان بلغت بهما عبادتهما انهما مشيا على الماء فبينما هما يمشيان على البحر إذا هما برجل يمشي في الهواء فقالا له يا عبد الله بأي شيء ادركت هذه المنزلة قال بيسير من البر فعلته ويسير من الشر تركته فطمت نفس عن الشهوات وكففت لساني عما لا يعنيني ورغبت فيما دعاني اليه خالقي ولزمت الصمت فإن اقسمت على الله عز وجل ابر قسمى وان سألته اعطاني وقال ك حدثني ابو العباس البصري الازدي عن شيخ من الازد قال جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال علمني شيئا ينفعني الله به قال اكثر من ذكر الموت واقصر املك وخصلة ثالثة أن انت اصبتها بلغت الغاية القصوى وظفرت بالعبادة الكبرى قال وما هي قال التوكل
وممن توفى فيها من الاعيان

عدد المشاهدات *:
307353
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : فصل تتمة
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  فصل تتمة  لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1