وردت تأويلا ت في قوله تعالى :
أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ
أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ
منها قولهم :
- أأمنتم من في السماء بمعنى سلطان الله و قدرته ...
- قال آخرون المراد به الملائكة
- قال غيرهم المراد به جبريل عليه السلام و عللوا على قولهم بأن جبريل ملك أوكل الله إليه العذاب
و قال آخرون معناه خالق من في السماء
أما قول من ذكر جبريل عيله السلام و غيره من الملائكة فقد قال الله تعالى :
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ( 26 ) لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون
تفسير الطبري
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى :
يقول تعالى ذكره : وقال هؤلاء الكافرون بربهم : اتخذ الرحمن ولدا من ملائكته ، فقال جل ثناؤه استعظاما مما قالوا ، وتبريا مما وصفوه به سبحانه ، يقول تنزيها له عن ذلك ، ما ذلك من صفته ( بل عباد مكرمون ) يقول : ما الملائكة كما وصفهم به هؤلاء الكافرون من بني آدم ، ولكنهم عباد مكرمون ، يقول : أكرمهم الله .
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ) قال : قالت اليهود : إن الله تبارك وتعالى صاهر الجن ، فكانت منهم الملائكة ، قال الله تبارك وتعالى تكذيبا لهم وردا عليهم ، ( بل عباد مكرمون ) وإن الملائكة ليس كما قالوا ، إنما هم عباد أكرمهم الله بعبادته .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة وحدثنا الحسن قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ) قالت اليهود وطوائف من الناس : إن الله تبارك وتعالى خاتن إلى الجن والملائكة من الجن ، قال الله تبارك وتعالى ( سبحانه بل عباد مكرمون ) ، وقوله : ( لا يسبقونه بالقول ) يقول جل ثناؤه : لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ربهم ، ولا يعملون عملا إلا به .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قال : قال الله ( لا يسبقونه بالقول ) يثني عليهم ( وهم بأمره يعملون ) .