تسجيل
البريد الإلكتروني
الرقم السري
بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ;   آخر المواضيع :   الحكم النبوية في أحاديث الأربعين النووية * * *  كتاب اهم ما ترشد اليه الاية الكريمة لفضيلة الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني * * *  كتاب اهم ما يرشد اليه الحديث لفضيلة الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني * * *  كتاب البيان في كيفية حفظ القران لفضيلة الشيخ حذيفة القحطاني * * *  كتاب "عقيدة الإسلام "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري * * *  كتاب "عقيدة الإسلام "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري. * * *  كتاب "أصول الفقه وقواعده "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري * * *  كتاب "علم الحديث "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري. * * *  كتاب"معرفة إسم الله الأعظم "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري " * * *  كتاب"معرفة إسم الله الأعظم "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري * * *
الشريعة الإسلامية
الحديث الشريف
الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
15
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 3554
96 - سبعة يظلهم الله في ظله
التاريخ : 04/04/2014
الساعة : 15:15:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

17:07 -- 23/06/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  •  


    •قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في كتاب الأمالي المطلقة :
    رقم الحديث: 103

    (حديث موقوف) أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُدْسِيُّ , فِي آخَرِينَ شَفَاهًا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَحْفُوظُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارَدِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِيقَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقُولُ :

    " الْوَالِي الْعَادِلُ ظِلُّ اللَّهِ وَرُمْحُهُ فِي الْأَرْضِ ، فَمَنْ نَصَحَهُ فِي نَفْسِهِ وَفي عِبَادِ اللَّهِ أَظَلَّهُ اللَّهُ بِظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ، وَمَنْ غَشَّهُ فِي نَفْسِهِ وَفِي عِبَادِ اللَّهِ خَذَلَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

    ، هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، أَخْرَجَهُ ابْنُ شَاهِينَ فِي التَّرْغِيبِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بَهْلُولٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ ، وَرِجَالُهُ مَعْرُوفُونَ إِلَّا سُلَيْمَانَ بْنَ رَجَاءٍ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : إِنَّهُ مَجْهُولٌ ، وَأَبُو نُصَيْرَةَ بِالنُّونِ مُصَغَرٌ مَسْتُورٌ ، وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهُ مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ غَيْرُهُ ، فَهَاتَانِ خِصْلَتَانِ تَكْمُلُ بِهِمَا الْعَشَرَةُ وَيُزَادُ فِي النَّظْمِ :

    وَكمِّلْ بِحُزْنِ الْقَلْبِ وَالنُّصْحِ لِلَّذِي يَلِي الْأَمْرَ وَاقْرِنْ كُلَّ شكْلٍ بِشَكْلِهِ

    ثُمَّ وَجَدْتُ خِصْلَتَيْنِ أَيْضًا : الْأُوْلَى : مَا أَخْرَجَ أَبُو بَكْرِ بْنُ لَالٍ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الثَّوَابِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

    " مَنْ أَرَادَ أَنْ يُظِلَّهُ اللَّهُ بِظِلِّهِ فَلَا يَكُنْ عَلَى الْمُؤْمِنيِنَ غَلِيظًا ، وَلْيَكُنْ بِالْمُؤْمِنيِنَ رَحِيمًا "

    ، الثَّانِيةُ : مَا أَخْرَجَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَادِ وَابْنُ شَاهِينَ فِي التَّرْغِيبِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي نُصَيْرَةَ أَيْضًا ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ ، عَنْ أَبُي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، قَالَ :

    قَالَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ : يَا رَبُّ مَا لِمُنْ يَتَّبِعُ الْجَنَائِزَ ؟

    قَالَ : " تَخْرُجُ مَعْهُ الْمَلَائِكَةُ بِرَايَاتِهَا " ،

    قال :  لِمَنْ يَصْبِرُ الثّكْلَى ؟

    قَالَ : " أُظِلُّهُ بِظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلُّ إِلَّا ظِلِّي "

    ، وَطَرِيقُ كُلٍّ مِنْ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ أَوْهَى مِمَّا تَقَدَّمَ ، وَيُمْكِنُ ضَمُّ هَاتَيْنِ الْخِصْلَتَيْنِ إِلَى الْعَشْرِ فَتَصِيرُ سَبْعَتَيْنِ وَيُغَيَّرُ نَظْمُ الْبَيْتِ الْأَوَّلِ وَالْأَخِيرِ ، فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَيَصِيرُ هَكَذَا :

    وَزِدْ مَعْ ضِعْفِ سَبْعَيْنِ إِعَانَةً إِلَى آخِرِهِ

    وَأَمَّا الْأَخِيرُ هَكَذَا :

    وَحُزْنٌ وَتصْبِيرٌ وَنَصْحٌ وَرَأْفَةٌ تُرَبَّعُ بِهَا السَّبْعَاتُ مِنْ فَيْضِ فَضْلِهِ .
     

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
16
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 3554
96 - سبعة يظلهم الله في ظله
التاريخ : 05/04/2014
الساعة : 15:15:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

17:07 -- 23/06/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • قال القرطبي رحمه الله في التذكرة  :

    باب ما يلقي الناس في الموقف من الأهوال العظام و الأمور الجسام  باختصار :

    أبو بكر بن أبي شيبة ، عن أبي معاوية ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن سلمان قال : تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين . قال : فيعرفون حتى يرشح العرق في الأرض قامة ، ثم يرتفع حتى يغرغر الرجل قال سلمان : حتى يقول الرجل غرغر ، فإذا رأوا ما هم فيه قال بعضهم لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ائتوا أباكم آدم فيشفع لكم . الحديث بطوله ،

    و سيأتي مرفوعاً من حديث أبي هريرة ، و أخرجه ابن المبارك قال : أنبأنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال : تدنى الشمس من الناس يوم القيامة حتى تكون من رؤوسهم قاب قوسين فتعطى حر عشر سنين و ليس على أحد يومئذ طحرية و لا يرى فيها عورة مؤمن و لا مؤمنة لا يضر حرها يومئذ مؤمنا و لا مؤمنة و أما الآخرون أو قال الكفار فتطبخهم طبخاً فإنما تقول أجوافهم : [ غق غق ]

    قال نعيم : الطحرية : الخرقة .

    و أخرجه هناد بن السري ، حدثنا قبيضة عن سفيان عن سليمان التيمي فذكره سواء إلا أنه قال [ و لا يجد حرها ] بدل [ و لا يضر ] و قال [ و أما الكافر أو الآخرون فتطبخهم طبخاً حتى يسمع لأجوافهم غق غق ] .

    مسلم عن سليم بن عامر ، عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :

    تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل قال سليم بن عامر فو الله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض أو الميل الذي تكحل به العين قال [ فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، و منهم من يكون إلى ركبتيه ، و منهم من يكون إلى حقويه ، و منهم من يلجمه إلجاماً ]

    قال : و أشار رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده إلى فيه ، و أخرجه الترمذي و زاد قوله تكحل به العين فتصهرهم الشمس .

    و ذكر ابن المبارك ، أخبرنا مالك بن مغول ، عن عبيد الله بن العيزار قال : إن الأقدام يوم القيامة مثل النبل في القرن و السعيد الذي يجد لقدميه موضعاً يضعهما عليه ، و إن الشمس تدنى من رؤوسهم حتى لا يكون بينها و بين رؤوسهم إما قال ميلاً أو ميلين ثم يزاد في حرها بضعة و ستون ضعفاً ، و عند الميزان ملك إذا وزن العبد نادى ألا إن فلان بن فلان قد ثقلت موازينه و سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً . ألا فلان ابن فلان قد خفت موازينه و شقى شقاء لا يسعد بعده أبداً .

    مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :

    إن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعاً و إنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو آذانهم يشك ثور أيهما

    قال : أخرجه البخاري ، و عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه و سلم يوم يقوم الناس لرب العالمين قال : يوم يقوم أحدهم في رشحه إلى نصف أذنيه أخرجه البخاري و الترمذي و قال : حديث صحيح مرفوعاً و موقوفاً .

    و روى هناد بن السري قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن ضرار بن مرة ، عن عبد الله بن المكتب ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال له رجل إن أهل المدينة ليوفون الكيل يا أبا عبد الرحمن . قال : و ما يمنعهم أن يوفوا الكيل .

    و قد قال الله تعالى ويل للمطففين حتى بلغ يوم يقوم الناس لرب العالمين .

    قالت : إن العرق ليبلغ أنصاف آذانهم من هول يوم القيامة و عظمه .

    ...

    فصل : قلت : ظاهر ما رواه ابن المبارك عن سلمان أن الشمس لا يضر حرها مؤمن و لا مؤمنة العموم في المؤمنين و ليس كذلك لحديث المقداد المذكور بعده ، و إنما المراد لا يضر حرها مؤمناً كامل الإيمان أو من استظل بظل عرش الرحمن كما في الحديث الصحيح سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الحديث رواه الأئمة مالك و غيره و سيأتي في الباب بعد هذا

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
17
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 3554
96 - سبعة يظلهم الله في ظله
التاريخ : 05/04/2014
الساعة : 15:15:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

17:07 -- 23/06/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • قال الحافظ في الفتح :

    باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ} قَالَ الْوُصُلاَتُ فِي الدُّنْيَا باختصار :


    6531- حدّثنا إسماعيل بن أبان حدّثنا عيسى بن يونس حدّثنا ابن عون عن نافع "عن ابن عمر رضي اللّه عنهما عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:

    يوم يقوم النّاس لربّ العالمين قال "يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه"


     وفيه: "تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل فتكون الناس على مقدار أعمالهم في العرق"

    الحديث فإنه ظاهر في أنهم يستوون في وصول العرق إليهم ويتفاوتون في حصوله فيهم.

    وأخرج أبو يعلى وصححه ابن حبان عن أبي هرة رضي الله عنه "عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    يوم يقوم الناس لرب العالمين قال: مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس إلى أن تغرب"

    وأخرجه أحمد وابن حبان نحوه من حديث أبي سعيد والبيهقي في البعث من طريق عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة "يحشر الناس قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء فيلجمهم العرق من شدة الكرب".

    قوله: "حدثني سليمان" هو ابن بلال والسند كل مدنيون. قوله: "يعرق الناس" بفتح الراء وهي مكسورة في الماضي. قوله: "يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا، ويلجمهم العرق حتى يبلغ آذانهم" في رواية الإسماعيلي من طريق ابن وهب عن سليمان بن بلان "سبعين باعا" وفي رواية مسلم من طريق الدراوردي عن ثور "وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم شك ثور" وجاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن الذي يلجمه العرق الكافر أخرجه البيهقي في البعث بسند حسن عنه قال: "يشتد كرب ذلك اليوم حتى يلجم الكافر العرق، قيل له: فأين المؤمنون؟ قال علي الكراسي من ذهب ويظلل عليهم الغمام"

    وبسند قوي عن أبي موسى قال:

    "الشمس فوق رءوس الناس يوم القيامة وأعمالهم تظلهم"

    وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن أبي شيبة في المصنف واللفظ له بسند جيد عن سلمان قال: "تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين فيعرقون حتى يرشح العرق في الأرض قامة ثم ترتفع حتى يغرغر الرجل"

    زاد ابن المبارك في روايته: "ولا يضر حرها يومئذ مؤمنا ولا مؤمنة"

    قال القرطبي:

    المراد من يكون كامل الإيمان لما يدل عليه حديث المقداد وغيره أنهم يتفاوتون في ذلك بحسب أعمالهم،

    وفي حديث ابن مسعود عند الطبراني والبيهقي :

    "إن الرجل ليفيض عرقا حتى يسيح في الأرض قامة، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه"

    وفي رواية عنه عند أبي يعلى وصححها ابن حبان:

    "إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة حتى يقول: يا رب أرحني ولو إلى النار" وللحاكم والبزار من حديث جابر نحوه، وهو كالصريح في إن ذلك كله في الموقف، وقد ورد أن التفصيل الذي في حديث عقبة والمقداد يقع مثله لمن يدخل النار، فأخرج مسلم أيضا من حديث سمرة رفعه: "أن منهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته وفي رواية إلى حقويه ومنهم من تأخذه إلى عنقه" وهذا يحتمل أن يكون النار فيه مجازا عن شدة الكرب الناشئ عن العرق فيتحد الموردان، ويمكن أن يكون ورد في حق من يدخل النار من الموحدين. فإن أحوالهم في التعذيب تختلف بحسب أعمالهم، وأما الكفار فإنهم في الغمرات. قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: ظاهر الحديث تعميم الناس بذلك، ولكن دلت الأحاديث الأخرى على أنه مخصوص بالبعض وهم الأكثر، ويستثنى الأنبياء والشهداء ومن شاء الله، فأشدهم في العرق الكفار ثم أصحاب الكبائر ثم من بعدهم والمسلمون منهم قليل
    (11/394)

    بالنسبة إلى الكفار كما تقدم تقريره في حديث بعث النار، قال: والظاهر أن المراد بالذراع في الحديث المتعارف، وقيل هو الذراع الملكي، ومن تأمل الحالة المذكورة عرف عظم الهول فيها، وذلك أن النار تحف بأرض الموقف وتدنى الشمس من الرءوس قدر ميل، فكيف تكون حرارة تلك الأرض وماذا يرويها من العرق حتى يبلغ منها سبعين ذراعا مع أن كل واحد لا يجد إلا قدر موضع قدمه، فكيف تكون حالة هؤلاء في عرقهم مع تنوعهم فبه، إن هذا لمما يبهر العقول ويدل على عظيم القدوة ويقتضي الإيمان بأمور الآخرة أن ليس للعقل فيها مجال، ولا يعترض عليها بعقل ولا قياس ولا عادة، وإنما يؤخذ بالقبول ويدخل تحت الإيمان بالغيب، ومن توقف في ذلك دل على خسرانه وحرمانه. وفائدة الإخبار بذلك أن يتنبه السامع فيأخذ في الأسباب التي تخلصه من تلك الأهوال، ويبادر إلى التوبة من التبعات، ويلجأ إلى الكريم الوهاب في عونه على أسباب السلامة، ويتضرع إليه في سلامته من دار الهوان، وإدخاله دار الكرامة بمنه وكرمه.

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
18
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 3554
96 - سبعة يظلهم الله في ظله
التاريخ : 05/04/2014
الساعة : 15:15:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

17:07 -- 23/06/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  •  

    قال الملا علي بن سلطان محمد القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح » كتاب صفة القيامة والجنة والنار » باب الحشر
     

    5540 - وعن المقداد - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :

    " تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمهم العرق إلجاما "

    ، وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه . رواه مسلم .

     قال رحمه الله تعالى :  
     

    5540 - ( وعن المقداد قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : تدنو الشمس ) أي : تقرب ( يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم ) أي : الشمس والمراد جرمها ( كمقدار ميل ) : تقديره حتى يكون مقدار قرب الشمس منهم مثل مقدار ميل ، نظيره قوله تعالى : فكان قاب قوسين أي : كان قرب رسول الله من جبريل ، أو من مكان القرب مثل مقدار قوسين .

    وفي شرح السنة قال سليم : لا أدري أي الميلين يعني مسافة الأرض ، أو الميل الذي يكحل به العين ، ( فيكون الناس على قدر أعمالهم ) أي : السيئة ( في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ) أي : تقريبا ; فيقبل النقصان والزيادة ، ( ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ) : الحقو : الخصر ومشد الإزار ، ( ومنهم من يلجمهم العرق إلجاما ، وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه ) أي : فمه . قال ابن الملك : إن قلت : إذا كان العرق كالبحر يلجم البعض ، فكيف يصل إلى كعب الآخر ؟ قلنا يجوز أن يخلق الله تعالى ارتفاعا في الأرض تحت أقدام البعض ، أو يقال يمسك الله تعالى عرق كل إنسان بحسب عمله ; فلا يصل إلى غيره منه شيء ، كما أمسك جرية البحر لموسى - عليه الصلاة والسلام - قلت : المعتمد هو القول الأخير ; فإن أمر الآخرة كله على وفق العادة ، أما ترى أن شخصين في قبر واحد يعذب أحدهما وينعم الآخر ، ولا يدري أحدهما عن غيره ، ونظيره في الدنيا نائمان ، مختلفان في رؤياهما ، فيحزن أحدهما ويفرح الآخر ، بل شخصان قاعدان في مكان واحد أحدهما في عليين ، والآخر في أسفل سافلين ، أو أحدهما في صحة والآخر في وجع أو بلية . ( رواه مسلم ) .

     

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
19
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 3554
96 - سبعة يظلهم الله في ظله
التاريخ : 06/04/2014
الساعة : 15:15:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

17:07 -- 23/06/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • 5540 - وعن المقداد - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :

    " تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمهم العرق إلجاما "

    ، وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه . رواه مسلم

    الرد على الملحدين في مسألة دنو الشمس من الخلق يوم القيامة :

    1- أخبار يوم القيامة من الغيبيات التي يجب الإيمان بها كما أخبر الله تعالى و نبيه صلى الله عليه و سلم .

    2-  لا ينبغي قياس الدنيا بالأخرة فلا نعيم الدنيا  و لا عذابها يشبه نعيم و عذاب الأخرة 

    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

     حدّثنا عليّ بن عبد اللّه حدّثنا سفيان عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال:

    " قال اللّه تبارك وتعالى أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"

    قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين}

    رواه البخاري

    قال الحبر ابن عبَّاس - رضِي الله عنهُما - قال: "ليس في الجنَّة شيءٌ ممَّا في الدُّنيا إلا الأسماء"؛ رواه البيْهقي

    أما عن نار الأخرة فقد جاء في سنن الترمذي :

    2589 حدثنا سويد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :

    قال:

    ناركم هذه التي توقدون جزء واحد من سبعين جزءا من حر جهنم

    قالوا:

    والله إن كانت لكافية يا رسول الله

    قال:

    فإنها فضلت بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها

    قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وهمام بن منبه هو أخو وهب بن منبه وقد روى عنه وهب

    قال الإمام الترمذي رحمه الله في شرح الحديث :

    قوله : ( ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا ) قال الحافظ في رواية لأحمد : من مائة جزء والجمع بأن المراد المبالغة في الكثرة لا العدد الخاص أو الحكم للزائد ، انتهى ( من حر جهنم ) وفي رواية البخاري من نار جهنم ( إن كانت لكافية ) إن هي المخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة ، أي إن هذه النار التي نراها في الدنيا كانت كافية في العقبى لتعذيب العصاة ، فهلا اكتفى بها ولأي شيء زيدت في حرها ( قال فإنها ) أي نار جهنم ( فضلت ) وفي رواية البخاري فضلت عليهن والمعنى على نيران الدنيا . وفي رواية مسلم فضلت عليها أي على النار ( كلهن ) أي حرارة كل جزء من تسعة وستين جزءا من نار جهنم ( مثل حرها ) أي مثل حرارة ناركم في الدنيا . وحاصل الجواب منع الكفاية أي لا بد من التفضيل لحكمة كون عذاب الله أشد من عذاب الناس ، ولذلك أوثر ذكر النار على سائر أصناف العذاب في كثير من الكتاب والسنة منها قوله تعالى : فما أصبرهم على النار وقوله : فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة وإنما أظهر الله هذا الجزء من النار في الدنيا أنموذجا لما في تلك الدار . وقال الطيبي ما محصله : إنما أعاد -صلى الله عليه وسلم- حكاية تفضيل نار جهنم على نار [ ص: 266 ] الدنيا ، إشارة إلى المنع من دعوى الإجزاء ، أي لا بد من الزيادة ليتميز ما يصدر من الخالق من العذاب على ما يصدر من خلقه .

    قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي ، وليس عند مالك " كلهن مثل حرها " ، ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي فزادوا فيه : وضربت بالبحر مرتين ، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد ، وفي رواية للبيهقي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : يحسبون أن نار جهنم مثل ناركم هذه هي أشد سوادا من القار ، هي جزء من بضعة وستين جزءا منها أو نيف وأربعين ، شك أبو سهيل ، انتهى .

    أما عن أرض الأخرة و سمائها فقال تعالى :

    يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ

    قال الإمام الزمخشري في تفسير الأية الكريمة :

    {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض} انتصابه على البدل من يوم يأتيهم. أو على الظرف للانتقام.

    والمعنى: يوم تبدّل هذه الأرض التي تعرفونها أرضاً أخرى غير هذه المعروفة، وكذلك السموات. والتبديل: التغيير، وقد يكون في الذوات كقولك: بدّلت الدراهم دنانير ومنه {بدلناهم جُلُوداً غَيْرَهَا} [النساء: 56] و{بدّلناهم بجنتيهم جنتين} [سبأ: 16] وفي الأوصاف، كقولك: بذلت الحلقة خاتماً، إذا أذبتها وسويتها خاتماً، فنقلتها من شكل إلى شكل، ومنه قوله تعالى: {فَأُوْلَئِكَ يُبَدّلُ الله سَيّئَاتِهِمْ حسنات} [الفرقان: 70] واختلف في تبديل الأرض والسموات، فقيل: تبدّل أوصافها فتسير عن الأرض جبالها وتفجر بحارها. وتسوّى فلا يرى فيها عوج ولا أمت وعن ابن عباس: هي تلك الأرض وإنما تغير، وأنشد:

    وَمَا النَّاسُ بِالنَّاسِ عَهِدْتَهُم *** وَلاَ الدَّارُ بِالدَّارِ الّتِي كُنْتَ تَعْلَم

    وتبدّل السماء بانتثار كواكبها، وكسوف شمسها، وخسوف قمرها، وانشقاقها، وكونها أبواباً.

    وقيل: يخلق بدلها أرض وسموات أخر.

    وعن ابن مسعود وأنس: يحشر الناس على أرض بيضاء لم يخطئ عليها أحد خطيئة.وعن علي رضي الله عنه تبدّل أرضاً من فضة، وسموات من ذهب.وعن الضحاك: أرضاً من فضة بيضاء كالصحائف. وقرئ: {يوم نبدّل الأرض}، بالنون.فإن قلت: كيف قال {الواحد القهار}؟ قلت: هو كقوله {لّمَنِ الملك اليوم لِلَّهِ الواحد القهار} [غافر: 16] لأنّ الملك إذا كان لواحد غلاب لا يغالب ولا يعازّ فلا مستغاث لأحد إلى غيره ولا مستجار،

    قال أبو منصور الثعالبي : كل ما علاك فأظلك فهو سماء
     

    إذا اتضح لديك أن الله يبدل السماوات و الأرض يوم القيامة فاعلم وفقك الله لهداه أن شمس الأخرة ليست شمس الدنيا 

          

     

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
20
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 3554
96 - سبعة يظلهم الله في ظله
التاريخ : 11/04/2014
الساعة : 15:15:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

17:07 -- 23/06/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • 3- اعلم أن الله على كل شيء قدير ، إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون فلا يعجزه شيء ، قد سبق أن جعل النار بردا و سلاما على خليله إبراهيم صلى الله عليه و سلم و فلق البحر لكليمه موسى عليه السلام و سخر الريح لسليمان عليه السلام ...

    دنو الشمس من الخلق يوم القيامة كمقدار ميل ، الله أعلم بقياس ذلك فقد اختلف العلماء رحمهم الله فيه ، و هل يصح قياس الدنيا بالأخرة ؟

    قال عبد الله بن عباس رضي  الله عنه : أول من قاس برأيه إبليس فمن قاس برأيه قرنه الله مع إبليس

    فلا يصح  قياس  تألم العبد من حرارة الشمس في الدنيا بما يعرض للعباد غدا بين يدي الله تعالى و قد قال الله تعالى :

     إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا

    قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير الأية الكريمة :

    قد تقدم معنى الإصلاء أول السورة . وقرأ حميد بن قيس " نصليهم " بفتح النون أي نشويهم . يقال : شاة مصلية . ونصب ( نارا ) على هذه القراءة بنزع الخافض تقديره بنار .

    كلما نضجت جلودهم يقال : نضج الشيء نضجا ونضجا ، وفلان نضيج الرأي محكمه . والمعنى في الآية : تبدل الجلود جلودا أخر .

    فإن قال من يطعن في القرآن من الزنادقة : كيف جاز أن يعذب جلدا لم يعصه ؟

    قيل له : ليس الجلد بمعذب ولا معاقب ، وإنما الألم واقع على النفوس ؛ لأنها هي التي تحس وتعرف فتبديل الجلود زيادة في عذاب النفوس . يدل عليه قوله تعالى : ليذوقوا العذاب وقوله تعالى : كلما خبت زدناهم سعيرا . فالمقصود تعذيب الأبدان وإيلام الأرواح . ولو أراد الجلود لقال : ليذقن العذاب .

    قال مقاتل : تأكله النار كل يوم سبع مرات .

    قال الحسن البصري : سبعين ألف مرة كلما أكلتهم قيل لهم : عودوا فعادوا كما كانوا .

    قال عبد الله ابن عمر : إذا احترقوا بدلت لهم جلود بيض كالقراطيس .

    وقيل : عنى بالجلود السرابيل ؛ كما قال تعالى : وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران سميت جلودا للزومها جلودهم على المجاورة ؛ كما يقال للشيء الخاص بالإنسان : هو جلدة ما بين عينيه .

    وأنشد ابن عمر رضي الله عنه :

    يلومونني في سالم وألومهم وجلدة بين العين والأنف سالم

    فكلما احترقت السرابيل أعيدت .

    قال الشاعر :

    كسا اللؤم تيما خضرة في جلودها     فويل لتيم من سرابيلها الخضر


    [ ص: 220 ] فكنى عن الجلود بالسرابيل . وقيل : المعنى أعدنا الجلد الأول جديدا ؛ كما تقول للصائغ : صغ لي من هذا الخاتم خاتما غيره ؛ فيكسره ويصوغ لك منه خاتما . فالخاتم المصوغ هو الأول إلا أن الصياغة تغيرت والفضة واحدة . وهذا كالنفس إذا صارت ترابا وصارت لا شيء ثم أحياها الله تعالى . وكعهدك بأخ لك صحيح ثم تراه بعد ذلك سقيما مدنفا فتقول له : كيف أنت ؟ فيقول : أنا غير الذي عهدت . فهو هو ، ولكن حاله تغيرت . فقول القائل : أنا غير الذي عهدت ، وقوله تعالى : ( غيرها ) مجاز . ونظيره قوله تعالى : يوم تبدل الأرض غير الأرض وهي تلك الأرض بعينها إلا أنها تغير آكامها وجبالها وأنهارها وأشجارها ، ويزاد في سعتها ويسوى ذلك منها ؛ على ما يأتي بيانه في سورة " إبراهيم " عليه السلام .

    ومن هذا المعنى قول الشاعر :

    فما الناس بالناس الذين عهدتهم ولا الدار بالدار التي كنت أعرف وقال الشعبي :

    جاء رجل إلى ابن عباس فقال : ألا ترى ما صنعت عائشة . ذمت دهرها ، وأنشدت بيتي لبيد :

    ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب يتلذذون مجانة ومذلة ويعاب قائلهم وإن لم يشغب

    فقالت : رحم الله لبيدا فكيف لو أدرك زماننا هذا !

    فقال ابن عباس : لئن ذمت عائشة دهرها لقد ذمت " عاد " دهرها ؛ لأنه وجد في خزانة " عاد " بعدما هلكوا بزمن طويل سهم كأطول ما يكون من رماح ذلك الزمن عليه مكتوب : بلاد بها كنا ونحن بأهلها إذ الناس ناس والبلاد بلاد البلاد باقية كما هي إلا أن أحوالها وأحوال أهلها تنكرت وتغيرت . إن الله كان عزيزا أي لا يعجزه شيء ولا يفوته . حكيما في إيعاده عباده .

    وقوله في صفة أهل الجنة وندخلهم ظلا ظليلا يعني كثيفا لا شمس فيه . الحسن : وصف بأنه ظليل ؛ لأنه لا يدخله ما يدخل ظل الدنيا من الحر والسموم ونحو ذلك . وقال الضحاك : يعني ظلال الأشجار وظلال قصورها الكلبي : ظلا ظليلا يعني دائما

     انتهى قول القرطبي رحمه الله تعالى

    إذن فعلينا التسليم بما قال رسولنا عليه الصلاة و السلام فدنو الشمس من العباد كما أراد ربنا أن يكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمهم العرق إلجاما  

     

     

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

  لكتابة موضوع جديد في نفس القسم :
الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم الصفحة :

عدد الأعضاء المسجلين في منتدى المحجة البيضاء :390

عضو ، هؤلاء الأعضاء قاموا بتفعيل عملية التسجيل.


    عدد المواضيع :136 موضوع .

    عدد المشاركات :690 مشاركة .

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : مناظرة في علو الله تعالى و استوائه على عرشه

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : برنامج تعليم الأرقام من 1 الى 100

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : المخطط الكهربائي لمحرك السيارة

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : أين الله؟

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : سبعة يظلهم الله في ظله

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : الوباء و الطاعون

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : أخطاء تمنع من تحقيق حفظ القرآن الكريم

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : ألا بذكر الله تطمئن القلوب

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : الفعل المجرد

    يتصفح المنتدى حاليا : 2 متصفح .