5540 - وعن المقداد - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
" تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمهم العرق إلجاما "
، وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه . رواه مسلم
الرد على الملحدين في مسألة دنو الشمس من الخلق يوم القيامة :
1- أخبار يوم القيامة من الغيبيات التي يجب الإيمان بها كما أخبر الله تعالى و نبيه صلى الله عليه و سلم .
2- لا ينبغي قياس الدنيا بالأخرة فلا نعيم الدنيا و لا عذابها يشبه نعيم و عذاب الأخرة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
حدّثنا عليّ بن عبد اللّه حدّثنا سفيان عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
" قال اللّه تبارك وتعالى أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"
قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين}
رواه البخاري
قال الحبر ابن عبَّاس - رضِي الله عنهُما - قال: "ليس في الجنَّة شيءٌ ممَّا في الدُّنيا إلا الأسماء"؛ رواه البيْهقي
أما عن نار الأخرة فقد جاء في سنن الترمذي :
2589 حدثنا سويد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
قال:
ناركم هذه التي توقدون جزء واحد من سبعين جزءا من حر جهنم
قالوا:
والله إن كانت لكافية يا رسول الله
قال:
فإنها فضلت بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وهمام بن منبه هو أخو وهب بن منبه وقد روى عنه وهب
قال الإمام الترمذي رحمه الله في شرح الحديث :
قوله : ( ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا ) قال الحافظ في رواية لأحمد : من مائة جزء والجمع بأن المراد المبالغة في الكثرة لا العدد الخاص أو الحكم للزائد ، انتهى ( من حر جهنم ) وفي رواية البخاري من نار جهنم ( إن كانت لكافية ) إن هي المخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة ، أي إن هذه النار التي نراها في الدنيا كانت كافية في العقبى لتعذيب العصاة ، فهلا اكتفى بها ولأي شيء زيدت في حرها ( قال فإنها ) أي نار جهنم ( فضلت ) وفي رواية البخاري فضلت عليهن والمعنى على نيران الدنيا . وفي رواية مسلم فضلت عليها أي على النار ( كلهن ) أي حرارة كل جزء من تسعة وستين جزءا من نار جهنم ( مثل حرها ) أي مثل حرارة ناركم في الدنيا . وحاصل الجواب منع الكفاية أي لا بد من التفضيل لحكمة كون عذاب الله أشد من عذاب الناس ، ولذلك أوثر ذكر النار على سائر أصناف العذاب في كثير من الكتاب والسنة منها قوله تعالى : فما أصبرهم على النار وقوله : فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة وإنما أظهر الله هذا الجزء من النار في الدنيا أنموذجا لما في تلك الدار . وقال الطيبي ما محصله : إنما أعاد -صلى الله عليه وسلم- حكاية تفضيل نار جهنم على نار [ ص: 266 ] الدنيا ، إشارة إلى المنع من دعوى الإجزاء ، أي لا بد من الزيادة ليتميز ما يصدر من الخالق من العذاب على ما يصدر من خلقه .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي ، وليس عند مالك " كلهن مثل حرها " ، ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي فزادوا فيه : وضربت بالبحر مرتين ، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد ، وفي رواية للبيهقي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : يحسبون أن نار جهنم مثل ناركم هذه هي أشد سوادا من القار ، هي جزء من بضعة وستين جزءا منها أو نيف وأربعين ، شك أبو سهيل ، انتهى .
أما عن أرض الأخرة و سمائها فقال تعالى :
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
قال الإمام الزمخشري في تفسير الأية الكريمة :
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض} انتصابه على البدل من يوم يأتيهم. أو على الظرف للانتقام.
والمعنى: يوم تبدّل هذه الأرض التي تعرفونها أرضاً أخرى غير هذه المعروفة، وكذلك السموات. والتبديل: التغيير، وقد يكون في الذوات كقولك: بدّلت الدراهم دنانير ومنه {بدلناهم جُلُوداً غَيْرَهَا} [النساء: 56] و{بدّلناهم بجنتيهم جنتين} [سبأ: 16] وفي الأوصاف، كقولك: بذلت الحلقة خاتماً، إذا أذبتها وسويتها خاتماً، فنقلتها من شكل إلى شكل، ومنه قوله تعالى: {فَأُوْلَئِكَ يُبَدّلُ الله سَيّئَاتِهِمْ حسنات} [الفرقان: 70] واختلف في تبديل الأرض والسموات، فقيل: تبدّل أوصافها فتسير عن الأرض جبالها وتفجر بحارها. وتسوّى فلا يرى فيها عوج ولا أمت وعن ابن عباس: هي تلك الأرض وإنما تغير، وأنشد:
وَمَا النَّاسُ بِالنَّاسِ عَهِدْتَهُم *** وَلاَ الدَّارُ بِالدَّارِ الّتِي كُنْتَ تَعْلَم
وتبدّل السماء بانتثار كواكبها، وكسوف شمسها، وخسوف قمرها، وانشقاقها، وكونها أبواباً.
وقيل: يخلق بدلها أرض وسموات أخر.
وعن ابن مسعود وأنس: يحشر الناس على أرض بيضاء لم يخطئ عليها أحد خطيئة.وعن علي رضي الله عنه تبدّل أرضاً من فضة، وسموات من ذهب.وعن الضحاك: أرضاً من فضة بيضاء كالصحائف. وقرئ: {يوم نبدّل الأرض}، بالنون.فإن قلت: كيف قال {الواحد القهار}؟ قلت: هو كقوله {لّمَنِ الملك اليوم لِلَّهِ الواحد القهار} [غافر: 16] لأنّ الملك إذا كان لواحد غلاب لا يغالب ولا يعازّ فلا مستغاث لأحد إلى غيره ولا مستجار،
قال أبو منصور الثعالبي : كل ما علاك فأظلك فهو سماء
إذا اتضح لديك أن الله يبدل السماوات و الأرض يوم القيامة فاعلم وفقك الله لهداه أن شمس الأخرة ليست شمس الدنيا